الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٨ مساءً

مقر حكم الإمام يقفل أبوابه عند الساعه الثانية عشرة مساءاً

فايز القريحي
الأحد ، ٠٢ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
خلال زيارتي القصيرة للعاصمه خصصت جزء من وقتي لزيارة المتاحف والمدن الاثريه في صنعاء وضواحيها.

في البدايةً زرت صنعاء القديمة وصليت في مساجدها الأثرية ورأيت الوجوه العتيقه ومررت بأزقتها ومنازلها التي يصل عمرها لأكثر من 500 عام ولاتزال شامخه تقاوم تقلبات الطبيعة وفوق ذلك هي حيه بقاطنيها , ودخلنا فندق برج السلام الكائن بوسط صنعاء القديمة والذي صمم على الاسلوب التراثي اليمني وما أثار اهتمامنا ان موظف الاستقبال أخبرنا أن مالكة هذا الفندق إمرأة ايطاليه والتي ارفع لها قبعتي احتراما وتقديراُ لحرصها على اظهار الثراث اليمني.

ذهبنا ايضاً إلى قصر الإمام الصيفي دار الحجر الكائن بوادي ظهر والذي بناه الامام على انقاض قصر سبئي قديم يعود تاريخ بناءه إلى ماقبل الميلاد وعند دخول القصر استقبلتنا شجره عظيمه تظلل بوابة القصر هذه الشجره عاصرة العديد من أئمة وملوك اليمن على مدى سبعة قرون ولكن عندما دخلنا مبنى القصر أثار استيائنا عدم وجود مرشد سياحي من الوزارة المختصة او من اي جهه للتعريف بهذا القصر البديع ولكن الحمدلله أن اهتمامي أثار فضول أحد الزوار فتطوع مشكورا بإرشادنا وأغدق علينا بمعلومات عن تاريخ القصر ومررنا بأجنحته وغرفه معاً , كانت رحلة جميله بالفعل ولكن عتبنا على الوزاره التي لم توفر مرشدين لتزويد الزوار والسياح بمعلومات عن هذا الصرح التاريخي.

ثم في يوم آخر ذهبنا إلى المتحف الوطني المليئ بعتاد عسكري لم أعره اهتمامي بقدر ما أولية اهتمامي بقسم منزوي ومتواضع يعرض قطع أثرية معدوده يصل عمرها إلى ماقبل الميلاد هذا الأمر أسعدني بعض الشيء لكن توجد لدينا مشكلة هناك تناقض مابين فكرة أن اليمن يشتهر بإكتناز مدن اثرية و بين ماتراه أعيننا في المتحف اليمني اليتيم الذي تمتلئ أروقته بعتاد عسكري لايجذب اهتمام السائح المتعطش لرؤية معطيات حضارة اليمن القديمة كان بالأحرى ان تبذل وزارة السياحة والاثار جهداً في تشجيع فكرة رد القطع الاثريه وملاحقة القطع المنهوبة داخل اليمن وخارجها والمسأله ليست صعبه لو وجدت العزيمة والنية السليمة فمن الممكن تكثيف بعض الجهود البسيطه بالتواصل مع وزارة الداخلية التي يسهل عليها تجفيف منابع تهريب وبيع هذه القطع الاثريه , هذا المهمه ستتحقق لو كانت هذه الاهداف من الاولويات المراد تحقيقها من جانب الوزارة .

ذهبت أيضاً لزيارة مقر حكم الامام بعد العصر وتفاجأة بان ابواب المتحف مقفله لان اوقات الدوام من الصباح إلى الساعه الثانية عشر مساءاً , حقيقةً أتسائل لماذا أنشأت الدولة جهات تهتم بالسياحه والاثار دام ليس هناك نية لاظهاره بالشكل المطلوب حتى على مستوى الاوقات شيء يثير الاستياء عندما تقارن متاحفنا بمتاحف الخارج لترى الفارق الكبير حيث الزوار المستمتعين بالسيمفونيات التاريخية والندوات واللقاءات صحيح اننا دولة ذات امكانيات محدوده لكن اليمن بكل بساطه عباره عن موروث حضاري وتاريخي متجسد في الانسان والمكان والحقيقه المره اننا نهمل أهم مانملك.