الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٨ مساءً

جـرعة رمضـانية

وليد احمد الحوام
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
هكذا شاءت الأقدار أن تدخل الثورة اليمنية شهرها السابع والتي أطلت بـ إطلالتها الجميلة على شهر رمضان المبارك.
هذه الثورة التي استمرت ستة أشهر قدّمَ أبطالها أجمل صور الحضارة والحكمة في عالم ملئ بالأُمية والجهل ولكنه مع ذلك يحمل في شقه الآخر سلاح الحكمة يتسلح به عوضاَ عن سلاح المعرفة الذي بلا شك هو الأهم.

لعل الجميع يوافقني أن الثورة في شهريها الأخيرين بدأت تتمايل إلى الخمول والركود..بعدما كانت في قمة نشوتها وقوة اندفاعها في الأشهر الأربعة الأولى.
وإن كنت لا ترى حقيقة أن الثورة بدأت في الخمول والركود فأقول لك قم بزيارة صفحات الفيس بوك وسترى أن الشباب هناك يقومون بإشغال أنفسهم ببعض الأخبار إلى جانب كبير من انشغالهم بالتهريج والترويح عن النفس. هؤلاء المناضلون الأحرار يُلهون أنفسهم ويصبّرون ثباتهم ببعض النقاشات الخارجة أحياناً حتى عن الثورة و مستجداتها. هكذا هي الدراما في صفحات الفيس بوك. وهذا هو حال الثائرون عبر صفحاته، قرروا أن لا يغادرواها حتى يكتب الله نصره ووعده.

ولكنني أرى وأُؤمل أن الثورة في شهر رمضان المبارك ستأخذ منحنى آخر، لربما سمعتم هنا وهناك أن البقاء في الساحات سيكون أصعب في شهر الغفران والرضوان ولكنني أؤمن حق اليقين أن الثورة في رمضان ستسير على مدرجٍ آخر.
فـ رمضان التجديد والتوبة والغفران ليس فقط على أرواحنا وتصرفاتنا ولكنه على حياتنا اليومية والعملية.إلى جانب ذلك التسلح بالإيمان والصبر على الجوع والمعاصي سيؤثر إيجاباً على الناتج الفعلي للثوار.

إننا وفي شهر رمضان الفضيل قادمون على مرحلة من التغير ،ذلك التغير الذي سينطلق من الفرد والجماعة إلى الوطن وساحات التغير على وجه الخصوص. مرحلة مليئة بالثبات والعمل من أجل أن نفرح بالنصر الكبير، ولعل من مقومات هذه المرحلة الأجر المبارك والمضاعف في هذا الشهر، فسيستمد الثوار طاقاتهم من قوة إيمانهم وتلاحم قلوبهم ، وسيكون الثبات والصبر من باب مضاعفة الأجر.

بينما ستغلق أبواب شيطان النظام(الإنس) و تصفت شياطين الجن(التدخل الخارجي)، لذلك وجب علينا أن نعمل ونرفع من معنوياتنا وجهودنا في هذا الأيام القلائل التي يجب من خلالها أن ننجز ونحقق مبتغى ومطلب هذه الثورة.
في هذا الشهر الفضيل أرى أنه لابد من البدء من جديد ،فل نمسح صفحة الماضي وننطلق نحو مستقبل مُشرق .

فل نعود إلى عمليات التصعيد والعمل الميداني ولنخلص النية ونعزم على جني الثمار الوطنية إلى جانب الثمار الدينية.
إن هذا الشهر الجليل يجسد فينا روح الصبر والعمل والمثابرة، فما أجمل الانتصار على بزوغ إشراقة مطلة من الشرق ،وما ألذ الفرح بالشهادة قبل غروب الشمس، فلنجعل من (سحورنا )طاقة للثبات ( وفطورنا) بداية للانطلاق. كما أننا سنجعل من صلواتنا، ودعواتنا في التراويح ، وقيامنا بالليل ،روحانية وهبة من الرحمن ونشوة للفوز المبين. شهر رمضان الذي فيه ترق القلوب وترفع أكف الأدعية التي سنسلطها على من عادانا وقتل ثوارنا ويتم أطفالنا ورمل نساؤنا. سنسلط عليهم سلاح الدعوات والصلوات ، وإن يكن للنظام آلات قتال فلنا في هجعت الليل القنوت.

إنني أدعو الجميع ومن مبدأ التفاؤل والحرص على مصلحة الوطن. أن نعمل بجد وإخلاص في شهر رمضان حتى لا نفوت على انفسنا فرصة قد نندم كثيراً على ضياعها.
فلننسى الماضي ونلملم جراحنا ونترك أحقادنا ونقول أن غداً يوم جديد،ونجتمع جميعاً بقلوب يملؤها الحب والإخاء ،قلوب ستبرهن للعالم مدى حضارتها وجمالها بالتلاحم والتكاتف ثم النصر والفوز بإذن الله.