الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٣ مساءً

من يستوعب من .....؟؟؟

جلال غانم
الاثنين ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
التشابه في حالة الانكفاء والتذمر عادة يُعاني منها كُل اليمنيين بمُختلف نُخبهم الثورية وغير الثورية فهُنالك أشياء تقودك إلى بجاحة وتصادم مع الآخر ( تهزمك وتبني على جُثتك انتصارها ) .

لم تستوعب يوما ما أن حضك العاثر وتصاريف قدر واستهلاك يومي بصدد الارتواء على جُثتك الهامدة
من تدفق دمك في ذاتك كبُركان لرفض كُل حالة احتدام , للتجديف نحو شاطئ أكثر أمانا , لتنتصر لتاريخ يليق بك إلى حالة صِدام تعطف يوميا على حياكتها وزهنقة مداخلها ومخارجها باعتبارك جُثة هامدة خارج لتوك من مُستنقع غوغائي ومُختل يُمزقك ويرميك خارج سُطور الحُلم لتبقى جُثة في انتظار دفنها .

من يستوعبك ومجدك يبعُد مئات الكيلومترات عن ذاتك , من يمنحك لحظاتك الإنسانية خارج سُطور الفوضى والوطن المُستباح .
هُنالك من يبحث وسط آتون وحُطام الأحلام عن معناه تحت أي شكلية ودون أي شروط وهُنالك من يبحث عن وطن يختصره بوظيفة تقيه جُوع وبرد الشارع وهُنالك من يستوعبك وفق مفهومة الذي لا يتعدى تنظيمه الحزبي وعلاقته بأشخاصه باعتبارهم رموز ومصدر عيشة لا أكثر ولا اقل .

عرفت يوما ما بإننا لا يُمكن أن ننتصر على جثث الموتى ورأيت ذلك أمام 25 مليون يمني لم ينتصروا على موتى الفقر ولم ينتصروا على موتى المرض فكيف تريد أن تنتصر على مطفأة الحُلم أحيانا ومطفأة الذاكرة أحيانا أخرى .

بداخلك جُرح كبير تختصره عذابات وشقاء أقرانك , عُمقك لهيب لا ينطفئ

تُريد أن ترى أمامك كُل العالم بشكلية أفضل وشروط أفضل وتفكير يقبل بكُل حالات الهزائم والانتصار لكنك ما تفتىء تكتشف كُل هذه الفوضى من فرط ما تُعانيه وتدرك صعوبة الإيمان وسط حريق يومي فهُنالك من يضمر حالات السعادة لوقت آخر - مؤجلة إلى زمن لا تعرف متى يأتي - وهُنالك من يؤجل فجائعة اليومية إلى حين حُصولة على كسرة خُبز تطفئ من لهيب جُوعه وهُنالك من تبحث عن حالة استقرار في مُجتمع ذكوري يأخذ أنوثتها فجأة ويمنحها حالة عُهر كنتيجة لتصلبات الفكر والثقافة الحاضرة في عقليته فتعرف هي كم أن هذا المُجتمع أناني وظالم ولا يتقبل أي فكرة خارجة عن نصه المفقود .

مرة أخرى ابتذال تراه في وجوه الأطفال الماسكون أجواخ طفولتهم حاضرين ومتمسكين بكُل حذر عُنف المدينة يطلون أحلام الباذخين ويرموا لهم ابتسامة ازدراء يومية كي يعيشوا بشروط أقل كُلفة من حالة الموت .

صقيع ديسمبر لا يرحم , ذكريات لم تعد تجدي وتُقاوم حالة الارتجاف

الوطن في لحظة غضب , جُرف يختبئ فيه نُفوس كُل الحالمين
من يستوعب من ؟؟؟

من يرى الآخر بلهجة أكثر حنونا وعطفا ؟؟؟
من يحمينا من حالة القتل اليومية , من حالة العُنف والفراغ ؟؟؟

من يستوعب حالة وطن مُستباح ؟؟؟

حالة وُحدة مُوزعة بين نقيض السُلطة والسُلطة ذاتها ؟؟؟

من يستوعب من ؟؟؟

من يستوعب من ؟؟؟