الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٤ مساءً

ملكية اهل السنة وديمقراطية الشيعة

عبدالعزيز الصلاحي
الاثنين ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
هل اهل السنة يميلون الى الديكتاتورية وحكم الفرد المطلق ؟ وهل اهل السنة عائق امام الديموقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والتداول السلمي للسلطة ؟ وهل اهل السنة هم اول من دشن الحكم الجبري في عهد معاوية بن ابي سفيان ؟ وهل اهل السنة اليوم هم العائق اليوم امام حركة وثورات الربيع العربي ويعملون على إجهاضها؟ هل هذا هو المنهج الصحيح لاهل السنة في الممالك وحكم الفرد ومايشوبه من ظلم وفساد وقهر وظلم؟ وهل إيران التي تمثل هرم الشيعة اليوم نظامها ديمقراطي شوروي ؟ وهل ايران تقف الى جانب المظلومين بينما الانظمة التي تدعي انها سنية تقف الى جانب الظالم ؟ ولماذا الوضع مختلف في سوريا هل انعكس الوضع ؟ وماذا عن حركات الشيعة الثائرة كاليمن والبحرين هل صحيح انها تتوق الى الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ؟ هل من ينتمي الى السنة يجب ان يرضخ لحكم الظالم وان جلد ظهره وأخذ ماله ؟ وهل اذا انتمى المسلم الى الشيعة يجب ان يسلم الامر لولاية الفقيه أو البطنين كما يقولون ؟ أم ان عليه ان يشد رحاله وينتمي الى التيار العلماني والليبرالي الذين يدعون انهم من يضمن حقوق الانسان وحرياته والتداول السلمي للسلطه والتنمية والتقدم والحضارة ؟

هذه الأسئلة وغيرها تتبادر الى ذهن كل من يبحث عن الحقيقة , تتبادر الى ذهن كل من اكتوى بنار الظلم والديكتاتورية , وكذلك من يبحث عن العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان , يقف الانسان حائرا اين يجد من يحمي كرامته ويحفظ حقوقة ويذود عن انسانيته , واين يكمن استقراره المادي والمعنوي لتحقيق غاياته واهدافه في الحياه بشكل سوي ومقبول .

وايضا يتسائل المرء في البلاد الاسلامية هل اذا انتميت الى التيار الشعي يجب ان اخضع لولاية الفقة وان الولاية يجب ان تكون لفصيل واحد لا غيرالا وهم مايسمى ( بالسادة ) , وهل ياترى ان هذه الافكار جاءت في القرآن وأمرنا بها النبي عليه الصلاة والسلام , واذا كانوا هؤلاء ينادون بانهم ضد الظلم والطغيان ومع حقوق الانسان وحريته فأين ذلك مما يحدث في سوريا وهل بشار الاسد امام عادل وينتمي الى البطنين .

وفي الجانب الآخر يتسائل المرء هل اذا كنت منتميا الى اهل السنة والجماعة يجب ان اخضع لحم ملكي جبري , وهل ان لمقولتهم اطع ولي امرك وان جلد ظهرك وأخذ مالك اصل في الكتاب والسنة , وهل انه لايجوز لي الاعتراض عن ظلم وقهر وقع علي او على الأمة , وهل هؤلاء الذين يمنعون المسلمين من الانتقال من بلد الى آخر هم من يمثل اهل السنة والسلف الصالح , هل هذه هي شريعة محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) وهل يجوز في كتب اهل السنه والسلف الصالح اخذ اموال المسلمين واستعبادهم تحت مسمسات باطلة كما هو موجود في دول الخليج , هل هؤلاء حقا يمثلون اهل السنة وحماتها .

الحقيقة ان كلا الفريقين اجتهدا فأخطأ , وانهم بهذه النظرة القاصرة للدين قد اجحفوا بحقوق الامة وكرامتها وانسيانيتها , وبكل تاكيد انهم اتبعوا شهواتهم ونزواتهم الشيطانية , فلايوجد في الاسلام حكم البطنين بل يحكم من اجمعت عليه الامة بانه جدير بقيادتها وريادتها , ولو كان كلامهم صحيحا ( فقد كان علي بن ابي طالب اشجع وانبل واكرم منهم فبدون شك انه كان من اقراب الناس الى النبي علي الصلاة والسلام لكان الخليفة الاول للمسلمين ولما تجرأ احد من الصحابة منازعته عليها لانهم بكل تأكيد اعلم واطهر وانقى واتقى من غيرهم بل جعلوا الامر شورى بين المسلمين .

وكذلك الفريق الآخر ومن يريد ان يسمي نفسه باهل السنة والجماعة وهو ابعد مايكون عنها فنحن سمعنا كلاما مشهور لعمر بن الخطاب انه قال ان رأيتموني على حق فأعينوني وان رأيتموني على باطل فقوموني فأينهم من هذا الكلام هل اخطأ عمر وأصابوا ,وايضا لقد أعترض سلمان الفارسي على خليفة المسلمين عمر وقال له لا سمع لك ولاطاعة لانه لبس ثوبين وجموع المسلمين ثوب واحد هل اخطأ ذلك الصحابي الجليل واصبنا نحن , هذا أمر الامر الآخر لقد حطم الصحابة كل الحدود والحواجز بين العرب وفارس والروم والاقباط واصبحت بلاد اسلامية واحدة وامة واحدة ودولة واحدة فهل اخطأ الصحابة والتابعين وأصاب من يدعي انه اهل السنة والجماعة وانه يمثل السلف الصالح عندما يقر بتمزيق وتفريق الامة الى دويلات وممالك وسلطنات ويقر بشرعيتها .

اين نحن من منهج الكتاب والسنة , اين نحن من سيرة علي بن ابي طالب وعمر وابي بكر , اين نحن من منهج القرآن واحكام السنة , لماذا نتجاهل احكام الاسلام , ونشوه بعدالة الاسلام الذي هو ارحم من اي قانون بشري , واعدل من اي ديمقراطية زائفة , لماذا نكذب على الامة قبل الاعداء باننا نمثل اهل السنة ونحن ابعد مانكون عنها , ولماذا نكذب اننا نحب علي بن ابي طالب ونحن ابعد مانكون عن سيرته ومنهجة , يجب على كل فرد وعلى كل جماعة ينتمون الى هذا الدين العظيم ان يراجعوا تعاليم القرآن واحكام السنة وان يطبقوها في واقعهم قبل ان يزايدوا على غيرهم بهذا الدين العظيم , ان تعاليم الدين القويمة وتعاليمة السليمة تكفل حقوق الانسان سواء كافرا كان او مسلم وتكفل حريته وكرامته , وتكفل حرية التعبير وحرية الرأي , وتكفل حق التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية , وتحرم الظلم والطغيان بكافة صورة واشكالة , وتحرم تمزيق الامة وتمزيق اراضيها وتحويلها الى اقطاعيات تحت مسميات مختلفة ما انزل الله بها من سلطان .