الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٢ مساءً

بهرره ( 1 )

عباس القاضي
الثلاثاء ، ١١ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
عامر إبني الأصغر ،،،، كنا جميع أفراد الأسرة مجتمعين بسببه، الليلة الماضية ،،، فقد فجر مفاجأة من العيار الثقيل وبسببها أجهش بالبكاء ،،، الأمر الذي استدعى من كان موجود من الأسرة بالتحليق حوله،، وهذه المفاجأة مفادها أن زميلا له في مدرسة - الجاد البيض -حدثه عن طالب بنفس عمرهم يدرس في مدرسة - الجياد الذهبية -القريبة منهم والذي يسكن بجوار صالة ليلتي - يتهدده ويتوعده وبأنه سيجلب عصابة .

حاولنا في الإجتماع أن نستفهم من عامر ،،، هل تعرفه أو يعرفك ؟ قال : لا فقط مر بجواري قبل أيام ،،، وقال : السلام عليكم فقلت له : وعليك السلام ،،، وكان بجنبي هذا الذي أخبرني أنه يهددني .

تركت الأمر لأ ستمع الإقتراحات ،،، حيث انقسمت الأسرة إلى حمائم وصقور ،،، ذو يزن قال : خليه يتعدى عليك ويضربك إلى حد الموت ،،، بعدها سأنتقم لك منهم ،،،، عمر قال : طنشه وإذا حاول أن يعتدي عليك أهرب وتعال أنا سوف أحضر وأضربه حتى يسيل الدم من ......... أما عبد العزيز قال : هذه أوهام وأنت جبان رعديد ،سوف نذهب بك إلى مدرسة النصر الحكومية الذي يكرهها عامر .... أما أمه فقد قالت : اتركوا إبني ،،، سأذهب به صباحا إلى المدرسة وأعود به ظهرا ولا لكم دخل وهذا الحل الذي كان يتمناه عامر،،، أما أنا فقد وجهت لعامر سؤال ، ،، هل زميلك هذا الذي خوفك من الطالب الذي يهددك حضر اليوم المدرسة ؟ قال : لا ،،، لم يأت من البلاد ، وأخاف أن يأتي غدا ،،، قلت له : زميلك هذا كيف سمعته بالمدرسه ؟ قال : يقولون ،،، أنه مفاتن ،،، يتكلم عامر وهو في غاية التأثر ،،،، قلت له : أنت يا بني تخشى المخوف أكثر من خشيتك من المخيف ،،، قال : ما هو الحل يا بابا ،،، لم استمتع بالعيد وأثقلني الهم ،،، أنت قلت لي : لا أتشاجر مع أحد ،،، وهاهو جاء من ينغص علي عيشتي ،،، افتح الكتاب لأذاكر وأتخيل العصابة ،،،، قلت له : امش في طريقك ذهابا وعودة من وإلى المدرسة ،،، لا تستمع لقول الواشي الكذاب الذي علمت بنفسك أنه مفاتن ،،،، قال لي: وإذا جاء هذا الذي يهدنني ،،، قلت له : بَهْرِرْ ( افتح عيونك بجحوض ) وقل له : اتحداك ،،، تعال ،،لو أنت راجل ،،، وهو سيهرب منك ،،،، قال ما ذا أفعل قلت له : بهرر هكذا ،،، اقتنع بكلامي ،،، وأشرت بانتهاء الإجتماع ،،، وكان كلما رآني يقول : بابا بكرة أبهرر ؟ قلت له : نعم ،،،، وظل يدرب نفسه على البهررة حتى نام ،،،، وكعادتي أتفاقده قبل أن أنام لأغطيه من البرد ،،،، فوجدته نائم وهو مبهرر .