الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٤ مساءً

الوحدة .. حق يراد به باطل

احلام القصاب
الثلاثاء ، ١١ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
ان ازمات اليمن الكثيرة والمتراكمة منذ عقود خلت نتيجة اخطاء السياسيون والحكومات المتعاقبة التي ادارت السلطة في البلاد التي لم يكن لديها برامج استراتيجية للنهوض باليمن للولوج في عصر تغيرت فيه متطلبات الحياة وتنوعت ابتداءً من اقامة دولة النظام والقانون وتغيير اسلوب الحياة للإنسان في هذا العصر مروراً بالتعليم وصولاً لمواكبة وسائل الاتصالات العصرية وكل متطلبات الحياة ، وظلت عقليات من تمكنوا من السلطة في اليمن متحجرة حيث لم يكن جزء من اليمن بأفضل من الآخر ، إن ادعاء الحرص على الوحدة من قبل (البعض) يظل ادعاء غير صادق لأن الحفاظ على منجز الوحدة في حال وجود حرص حقيقي عليه كان يتطلب السمو في التعامل مع الجميع والعمل الجاد على ايجاد الحلول التي تفرض على الجميع احترام هدف سام للشعب كالوحدة ، هؤلاء (البعض) الذين كان امامهم متسع من الوقت والسلطة لإظهار صدق ما يدعونه اليوم من حرص على هذا المنجز النبيل ، لكنهم سخّروا الوحدة والسلطة والشعب لخدمة اهدافهم في التشبث بالسلطة وتوريثها ، واليوم يحاولون اللعب على الشعب من هذا المنطلق (الحرص على الوحدة ) فالوحدة وحدتنا نحن الشعب اليمني قاطبة وانتم من اساء لها ، يا هؤلاء اليمن ما وصلت إلى ما وصلت إليه من فوضى وتردٍ في الخدمات واستئثار للسلطة ومصادرة الوطن ( لصالح ) فئة ما ادى إلى انتفاضة الشعب في ثورته ، هذه المقدمات لانفجار ثورة الشعب كانت نتيجة ما صنعتموه انتم بسياساتكم الهوجاء خلال تفردكم بالسلطة ، واليوم تصدر عنهم الكثير من التصريحات للمزايدة بقضايا الشعب ممن كانوا سبباً في وجود هذه الازمات ظناً منهم ان ذاكرة الشعب قد شاخت وما عاد لديهم القدرة على التمييز ، ان اقتلاع جذور انظمة تسببت بمآسي كثيرة طيلة عقود من الزمن اصبح ضرورة حتمية للسير في طريق ايجاد دولة حديثة مؤسساتية يسودها النظام والقانون (ان لم يعودوا لرشدهم ويدركوا ان الزمن قد تغير وايجاد دولة حقيقة اصبح مطلب ملح لكل الشعب) فمثلما اجتثت حرب صيف 94م نظام رزح لأكثر من عقدين على جزء عزيز وغالٍ من وطننا حكم بالحديد والنار ، ايضاً اصبح لزاماً وضرورة لا مفر منها اجتثاث نظام رزح لأكثر من ثلاثة عقود في الجزء الآخر من وطننا الغالي حكم بعقلية الشيخ المتسيد على افراد قبيلته يسوسهم بسياسة الخبط العشوائي يمنة ويسرى ، لا ان يُطلب لهذه البقايا من نظام الخبط العشوائي بالاستمرار بممارسة الايذاء التي ينتهجها منذ التوقيع على المبادرة الخليجية حيث يتم التعامل معهم بمهادنة من قبل رعاة المبادرة ومجلس الامن ، ان عامل الوقت لا يسعف الجميع للوصول إلى النهاية المرجوة من تنفيذ المبادرة الخليجية بصورة سلسة فالحزم اصبح ضرورة ملحة وعليه لابد من وقفة جادة لمجلس الامن مع ما يعتمل في المشهد السياسي اليمني ، بحيث لازال البعض يستخدم اموال الشعب التي وضع يده عليها اثناء تسلطه على الشعب ليستخدمها في ايذاء الشعب ويسخر الاقلام التي تكثر التباكي على مطالب اخوتنا واحبتنا في المحافظات الجنوبية والدعوة لإيجاد حلول يستطيعون من خلالها الحفاظ على طبيعة الحياة السياسية التي فرضوها على الشعب طيلة الفترة السابقة سياسة الشيخ المتسيد على افراد قبيلته الذي يعلو على النظام والقانون ولا مكان لأي صوت للحق بجانبه فهو الحق والقانون والدولة والمالك والآمر والناهي ، لهذا تراهم يتوافدون مسرعون لعقد اجتماعات يضعون فيها حلول لقضايا الوطن مستبقين انعقاد مؤتمر الحوار الوطني للترويج لأفكارهم التي لا يراد منها الا بقاء سلطة ونظام الشيخ في مناطقهم التي اعتادوا عليها وإن ادى ذلك إلى تقسيم اليمن إلى دويلات فالهمّ الاكبر عندهم بقاء سلطتهم التي توارثوها لعقود على حساب حقوق شعب ، ويسخرون الكثير من الاقلام التي تحاول اظهار الحرص على مطالب الاخرين بينما لم نقرأ لهذه الاقلام اي سطور مساندة للمظلوم منذ انتهاء حرب صيف 94م ، انها الانانية التي تحرك امثال هؤلاء فهم لا يعون ولا يريدون شيء غير مصالحهم والحفاظ عليها متجاوزين بذلك كل حق للشعب ، لقد آن الاوان لان يدرك هؤلاء المتدثرون بثوب ظاهره الرحمة وباطنه الاضرار بمصالح الشعب عليهم ان يدركوا ان الشعب الذي خرج حاملاً ارواحه على اكفه وبصدور عارية من اجل اليمن وحقوق الشعب قادر على الاستمرار في ثورته واقتلاع ما تبقى من اركان بيت العنكبوت والله غالب على امره .