السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٣ مساءً

رسالة صعلوك الى الوطن!!

فتح العامري
الجمعة ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
عادةً ما يحدث في الدول التي تحترم الإنسان ،يُشارك الإنسان في صياغة مستقبله وواقعه أما نحنُ اليمنيين فُخلقنا مواد صحفية للإعلام التابع للمليشيات الدينية والحزبية واللصوص، يكفي أن ترى شاباً بعمر الثلاثين وقد نشرت عنه الصحف انه قُتل وكان مناظل ،يأتي الى المرتبة الثانية رجال الدين ويمنحونه للفور برَدَايسْ عرضها بحجم السماء والأرض ويكون قد حاز على لقب شهيد مع مرتبة الشرف وهنئياً له مضاجعة الحور العين ..

في كل يوم تمر تتساقط دموع الكثيرين من أبناء الوطن ،تحترق أجسادهم في إحساس بالضياع ،على ما يلاقونه من رفض وبعاد قسري لحق بهم ،يحلمون بليلة تمر براحة ،حتى أولئك الذين يشعرون بالدفء لايجدون طبيعة مسخرة لسعادتهم ،فمن نشكو إذنْ ولمن الشكوى!!

لاندري إلى متى سنظل مربوطين بقوة بسقف الأيدلوجيا الحزبية والتعصب المقيت ،مقابل ضياع أوطننا وتشريد كوادر الوطن التي لو لاقت من يهتم بها لحققت لنا مستقبلاً يحترمنا ونحترمه ..

حتى المتسترون خلف الدين قتلوا روح الدين وقيمه داخل الإنسان اليمني ،يرفعون شعارات الوهم والخرافة وينسون الإنسان الذي هو أساس الحياة والتنمية ، هم فقط ينظرون الى الحكم على أنه تقطيع أيدي وأرجل الناس من خلاف ،وينسون " ولو كنت فظاً غليظاً لانفضوا من حولك" ..

حينما ينادون بتطبيق الشريعة فإنهم ينسون ان يطبقّونها على أنفسهم ومكوناتهم الفاسدة، إن الشريعة التي ينادون بها هي تقطيع أيدي المواطنين الذين لاذنب لهم في شيء وهم يموتون كل يوم قبل الممات، لايجدون أبسط مقومات العيش، أما اللصوص والشيوخ وتجار الحروب فإنهم يكتنزونهم ذخراً لهم كي يحصلوا على مقعد في مجلس النواب ،،فأين هو الشرع إذن وأين حكم الله في كل من أفسد في الأرض ؟!!

لو افترضنا انهم يريدون شرع الله والعقوبات على اللصوص والعابثين فإنهم يجهلون حقيقة ثابتة وهي أن البشر جميعهم متفقون على عقاب المجرم ،السارق والقاتل، في كل دول العالم حتى اولئك الصينيون الشيوعيون الماديون الذين استطاعوا ان يبنوا حضارة لامثيل لها ..

في العام 2030م ستأخذ الصين دور الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً ،وستكون الصين العملاق الأسيوي الأول عالمياً ، كل هذا العطاء الإنساني والسباق يجعلنا ننظر الى انفسنا والى الصراعات الدينية الطائفية التي نعيشها وهل بالإمكان يوماً ما أن نلحق بهذا الركب العالمي، إنهم انطلقوا الى هذه الحضارة عن طريق الأخلاق والمبادئ والعمل النبيل والإخلاص والتفاني ولم يأتوا عن طريف التلاعب بعقول الناس تارة باسم الشريعة وتارة باسم الدين..

حينما تمنع سينغافورا مواطنيها مضغ اللُبان في الشارع فإنها تستند الى قاعدة انها اكبر مدينة نظيفة في العالم ، فالعالم ببساطة يحب الخير ويكره الشر ،فلماذا يصوروا لنا هؤلاء الناس أن مخالفيهم لايريدون شريعة ولايريدون العقوبات مثلاً ؟!!

أعلم جيداً أنهم لايملكون برامج لقيادة الوطن ولا لدولة تحترم الإنسان وتحفظ الحقوق بدليل أنهم يعتبرون شرع الله تقطيع أيدي الناس وأرجلهم ،فهم يعتبرون أن الدين عقوبات فقط وينسون أن الذي يصنع الجريمة لاتتوفر لديه مقومات العيش والحياة ،فإذا ما توفرّت كرامة هذا الانسان لن يتعدى على حقوق الأخرين وسيسود الأمان والخير في المجتمع.

باختصار شديد ،لايمكلون برنامج أرضي بل يدعون ان السماء تدعمهم وهذا يتنافى مع مقاصد الدين ،بل ويستخدمون الدين كوسيلة لقمع حريات الأخرين ،،والله المستعان.

هذه الحروف ليست جديدة،يحملها كل من يبحث عن الحياة التي أكلتها ثعابين الزمن،هذه رسالات الهائمون في السراب من خلقوا بغير إنصاف لحياة لانعرف تفسيراً لكل ما يحدث فيها ..