الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٣ صباحاً

(الثوار) ياكلون (إخوانهم ) ....في ربيع أصبح خريفاً

سمير الشرجبي
السبت ، ١٥ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
المراقب والمتابع للمشهد العربي وثوراته الربيعية يصاب بالم كبير وحزن شديد في قلبه وعقله لا تداويه عقاقير الطب الحديث ولا أعشاب العطارين .

ثورات الربيع العربي التي تحولت الى خريف قاسي يتغول فيها ألاقوياء على زهور القرنفل وورود ألاقحوان واوراق أشجار الزيزفون التي انبتتها تلك الثوارات الشبابية برجالها ونسائها من المحيط في تونس وليبيا الى اليمن والبحرين مروراً ببلاد الشام في سوريا ألتي تمتلي ارضها بدماء الابرياء وتهدم بيوتها ويشوه أجمل ما فيها على يد قوى الاستبداد والتكفير على حداً سواء .

إنها أمواج إرتدادات التسونامي العربي في بحر الثورات العربية لا تهداء وتريد ان تلتهم كل شي لصالح اسماك القرش التي اتعبها الانتظار جوعاً لعقود طويلة قضتها بتحديد انيابها وتوسيع جوفها لكي تلتهم كل شي.

تظهر ملامح هذا المشهد الحزين جلياً في ما تعانيه الثورة المصرية هذه الايام فوق ما ألت اليه شبيهتا في تونس واليمن واكثرها إيلاماً في سوريا المذبوحة من عنقها والمبقورة بطنها والمقطعة اطرافها وكذا ليبيا التي تعاني التشظي والانفسام (شعوباً وقبائلا لتاحروا).

القاسم المشترك فيها هو واحد ومعروف كشفت عنه الايام وتكشف كل لحضة تمر اوسخ ما فيه.

مصر اليوم تتعرض لهجمة شرسة لاغتيال اجمل ما فيها من تنوع وفكر وثقافة وجمال على يد من يعرفوا الثورات ولم يؤمنوا بها يوماً ولكنهم إلتحقوا بها بعد أن أشعل شباب ثورة مصر فتيلها وخرجوا كالطوفات بصدور عارية يقدمون أنفسهم قرابين لاحلامهم التي لم تتحقق بل ولن تتحقق مادام الغول هو من يحتظن دولة الثورة اليوم.

عقلية التكفير والاقصاء وألاسئثار بكل شي هي من تتحكم بالمشهد اليوم والتي تتلخص بما وصلنا اليه بعد عناء طويل وإنتظار وكأن لسان حالهم يقول يحل لنا ان نحكمكم كما نريد وناخذ السبايا من بين معتصميكم ونقتل المرتدين منكم ونكمم أفواه الغضب المتصاعد بل ونسكن الرصاص جماجم كاميراتكم وحتى عقولكم .

لم يكتفوا بذلك بل وإستمر حالهم يامر وينهي , يحلل ماحرمه يوماً وحرمناه عمراً , فيصرخون في وجوه الثوار سنجعلكم تدفعون (الربا) للبنك الدولي الذي أصبح حلالاً ونجبي ضرائب الخمر التي أصبحت مصدراً للدخل القومي .

وخلاصتها, إن إعترضتم فاعتراضكم مؤامرةعلى الديموقراطية التي ركبناها لنصل حكاماً عليكم وقبلتمونها حكماً.

(نحكمكم أو نقتلكم)..... مقولة علقنا بها على الحكام الفرديين لنرى جماعة تأخذ بها سبيلاً للاستيلاء على السلطة والنفوذ بل وتقطع عن الاخر حتى الهواء.

هم اليوم باسم الديموقراطية التي أوصل بها الثوار رئيساً حسبوه ثورياً أمام بديل اخر يعرفون جيداًانه من بقايا نظام ثاروا عليه بعد ان (عصروا الليمون) وصوتوا لصالحه رغم أن قلبهم كان يشعر انه ليس البديل الافظل الذي كانوا يرتأون.
دستورهم صاغوه هم بحكم أغلبية برلمانية منحلة والمعروف أن الاغلبية البرلمانية يحق لها أن تشكل حكومة وليس صياغة دستور لوطن وإلا لعملة كل أغلبية على صياغة دستورها التي تريد حينما تصل إلى للسلطة بدورها فترى دستوراً كل أربع سنوات بعد كل إنتخابات تشريعية وربما دستورأ جديداً كل ما تغيرت معادلة التحالفات في البرلمان فتسقط حكومة ويسقط معها دستور الاغلبية (الساقطة).

في تونس وليبيا كان الدستور أولاً وتشكلة لجان دستورية لتصنع دستوراً توافقياً لوطن يتسع للجميع.

في اليمن, ها هي القوى السياسية تنتهي تقريباً من صياغة توليفة يمنية خاصة يحكمها التوافق المبني على الحكمة اليمانية والارادة الدولية وقيادة بن عمر.

في اليمن نتجه لصياغة دستور (لغماً) ربما ينفجر في اي لحضة إذا لم نستطع ان نتعامل معه بحكمه وغاب عنه العقلاء فالخوف ليس في من سيحكمنا او بما سيحكمنا... بل اكبر من ذلك ....ويتمثل ذلك في رغبة الجميع ان تبقى اليمن يمناً واحدا وليس المهم شكل الدولة الواحدة... فيدرالية او كونفدرالية... لان الوطن فعلاً مهدد في وجوده كله وقد يتحول اليمن الى يمنات...وليس حتى يمنان إذا غاب العدل ولم تعاد للناس حقوقها وممتلكاتها وصيغ دستور يشعر اليمنيون جميعهم أنه معبراً عن كل أبنائه بعدل ومساواة بل وحرية حقيقية دون هيمنة لجماعة او فئة عليه حتى ولو بالديموقراطية ...الوطن لايبنى ب 50 + 1 ....الوطن يبنى بالجميع أي 50+50 .
في الاخير لا يمكننا ان نهمل دور المال السياسي والخليجي بالشماغ الاحمر او الابيض كم هو في مكان أخر في العمامة السوداء اوالبيضاء.

كلها أغطية للرأس تهدد وجود ألامة....وحان لنا كقوى ثورية أن نقول لا.......نقول لا وبصوت عالي...ونجاح اللاء المصرية ستعطي لاأأتنا العربية حجماً كبيراً وتسقط الشماغات والعمائم.