الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٩ صباحاً

مصر ومصير الثورات العربية

عبد السلام راجح
الأحد ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
مر اسبوعان والأزمة بلغت ذروتها في ارض مصر حتى ضنها البعيد قبل القريب سنوات عجاف تنزل هناك فلا منقذ ولا مخرج منها سوى حوار يملاء فراغات ضبابية المواقف السياسية المحتدمة فيما بينها ورأس النظام فقط حين ظنت المعارضة أنها صاحبة السلطة ومالكة الشعب في ثلاثية الإفراط والتفريط والتفحيط .بعد فشلها في سباق المنافسة الرئاسية ألقت بنفسها في متاهة البحث عن الكنز المفقود بالكذب والتزييف والبعد عن المنطق في إفلاس اثبتتها الصحف العالمية التي بشرت بأن الصناديق نطقت في المهد وقبل خروج الثلاثة إنها صناديق حرية وعدالة ودستور مصري جديد يفتح بوابة المستقبل لحضارة مصرية ترفل في ثياب الحرية وعهد النهضة الباسم بإشراقة الدين وحنكة القيادة السياسية.

المعارضة صارت فرعون أخر يغرد خارج السرب ما أريكم الا ما أرى إما الكرسي أو الإعلان الدستوري ورقة ضغط حاولوا من خلالها نشر الفوضى وقتل الحلم بعد بزوغه بأيام قبل أن يكتمل وهنا كانت المفاجأة أن مرسي ينطلق من قواعد ثابتة أفشلت مخطط الإنقلاب الليبرالي واردته صريعا لايعي ما يفعل
الفلول هم الاخرون انخرطوا تحت يافطة الثورة ورسموا مسيرة تحالف مع قوى ثورية حتى صارت هذه القوى تتبع إملاءات النظام السابق وتسابق في تتبع سؤاتها وتجرجر خلفها بعض ممن غرر بهم خلف شعارات لاتمت في مصلحة الشعب بل في مصالح دول أخرى امتدت أيديها بدعم مالي كبير وتشجيع إعلامي غير مسبوق.

أما عن بقية الفلول في بقية دول الربيع العربي فقد جمعت ثيابها وامسكت على الزناد وهي تترقب لحظة إجهاض البداية القوية في اسقاط الرئيس ومشروع النهضة ,بل اسرفت في الأوهام بعودة الماضي الفاضي وهم يصرخون عليكم بمرسي ياثلاثية الدينار والفلس لإسقاط المشروع الإسلامي,هكذا انطلقت دعواتهم لإسقاط الدين والدنيا,وقريبا ستجدون علي صالح وزين العابدين ومبارك وسيف الاسلام وبشار في صف الثورة يشاركون بصفة المعارضة وياء الملكية,ويطالبون بدماء الشهداء ويلبسون ثياب الوعاظ والزهاد .وما صالح منكم ببعيد صاحب المقولة المعروضة في سوق المعارضة البغيضة" سأعلمكم كيف المعارضة"ليأتي بعدها البرادعي وموسى ويلقوا خطايا الأمس بقالب فرعوني ابني صرحا ومجدا وكرسيا حتى نسقط إله
بصراحة لقد كشفت الأزمة المصرية القناع وتببددت ضبابية المواقف وضهرت الحقيقة أمام العالم من هم الثوار الذين اسقطوا مشاريع الموت وغنوا للربيع وقدموا الشهداء منهم اصحاب الحكمة الرائعة والزخم الكبير من هم رواد الحضارة العربية الاسلامية –من هم اصحاب المشاريع النهضوية؟إنهم الإخوان الذين إن حوكموا صبروا وإن حكموا عدلو وبالحكمة تحلوا في أحلك المواقف-ليس حصر الثورة في الإخوان بل استمرار الثورة هو عنوانهم إلى الأبد.

التهديد الذي حطم حاجز الصمت بين الرئيس هادي وعائلة المخلوع في ظل الأزمة المصرية تفيد أن الإبن لم يستفد اأدا فمراهقته ستكلفه ثمن الحصانة وستجره قصرا وقهرا الى سجون ومحاكم لن تنتهي وصواريخ سكود هي من تجلب السكوت له ولأمثاله– فمصر الثورة أثبتت أن مشروع الثورة لن يزايد فيه أحد واليمن السعيدة لن يهددها أحد بعد ثورة أطاحت بالأب المتهالك ستلقي بمخلفاته إلى أكياس القمامة في يوم النظافة العالمي.بإنتظار قرارات مرسية ترسوا فوق جبال اليمن الشاهقة وتلقي بالعائلة من أعلى قمة.

الثورة السورية بالرغم من توجه الكاميرا وأعين المشاهدين وقلوبهم صوب أم الدنيا كانت النيات تبيت للجيش النظامي استخدام الأسلحة الكيميايئية لإبادة الشعب وقتل الإرادة الحرة لكنها واجهت أعتى المعارك قريبا من خريفها وعلى أبوابها وقف الجيش الحر يرسل تكبيراته تججل في بيت الأسد فتحيله خرابا قبل أيام من نهايته,ليس هذا فحسب فالإعتراف الدولي جاء ولو متاخرا لكنه يعني بداية نهاية مشروع العلوية الدموية.

اخيرا رسالتي إلى الشعب المصري العظيم لقد سرت سفينة الحرية والعدالة على شواطئ الأبيض والأحمر بعد أن قال الشعب كلمته التي هزت عروش الظلمه. وقريبا سيقول الشعب كلمته وسيقبر أعداء الثورة في توابيت الهزيمة وصناديق تلعنهم في يوم مشهود..وإن غدا لناظره قرييب