الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠٢ مساءً

مشاركة مخيبة للآمال

د . محمد حسين النظاري
الاربعاء ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
منيت الجماهير بخيبة أمل كبيرة وهي تشاهد منتخبنا الوطني –بطولة غرب اسيا السابعة لكرة القدم المقامة في الكويت- بوابة مفتوحة امام الفوز لمنتخبات البحرين والسعودية وإيران على التوالي، الخسائر الثلاث للأسف رافقها أدائها هزيل، فلا نحن حافظنا على عذرية شباكنا من جراء التكتل الدفاعي، ولا نحن استطعنا ان نسجل في مباريتين قبل ان نتمكن من اقتناص هدفنا اليتيم امام ايران.

لا نتحدث هنا عن خروجنا من الدور الأول، لأن منتخبات كبيرة كإيران حاملة اللقب لأربع مرات غادرت الى جوار السعودية، وكادت الكويت المستضيفة أن تلحق بهما.. ولكننا نتحدث عن الشكل العام للمنتخب، حيث لم يستطع المدرب توم، اقناع الجماهير اليمنية ان هذا هو منتخبها الذي على الاقل يتحلى بالحماس ويترك بصمة الاجتهاد في أي بطولة يشارك فيها.

فلسطين استطاعت ان تحقق انتصارا، فيما نحن لم نقدر حتى على مجاراة الاخرين رغم انهم يلعبون بالصف الثاني، فلو تعذرنا بالاستعدادات الخارجية، فهل كانت فلسطين افضل حالا منا؟ لهذا ينبغي ألا نعلق شماعة خساراتنا على هذا الجانب.

ما يدعو للحسرة ان هذه البطولة تعد اعدادية للمدرب واللاعبين لخوض غمار بطولة الخليج 21 المقبلة بالبحرين الشهر المقبل، فالأداء سيلقي بظلاله بكل تأكيد على لعب المنتخب في البطولة، كما ان معنويات اللاعبين لن تكون في احسن حالاتها خاصة وان البطولتان لا يفصل بينهما سوى اقل من شهر، واعتقد انه لهذا السبب اعتذر الاماراتيون عن المشاركة.

بطولة غرب اسيا تدخل ضمن تصنيفات الفيفا، بعكس بطولات الخليج، ولهذا فإن خسائرنا الثلاث، ستسهم بلا ريب في مواصلة احتلال بلادنا لتصنيف متدني، على الترتيب العالمي، ومع التراجع المخيف سنجد انفسنا وقد تعدينا الصومال وجيبوتي وموريتانيا، وربما بلدان لم تشترك بعد في بطولات الفيفا.

صراحة حال المنتخب لا يسر، ولا يمكن بحسب ما شاهدناه في البطولة، ان يكون له حضور مشرف في خليجي 21، مع ان كلمة مشرف لدينا تعني اللعب بروح وحماس، وهما ما افتقدنا اليهما في غرب اسيا.. لهذا لا نريد من الصحافة ولا الاعلاميين فتح النار على اللاعبين والمدرب، عقب عودتهما من الكويت، فإن ردة الفعل من قبل اللاعبين ستكون أسوء، وربما يؤدي ذلك الى اللعب بأسوء مما لعبوا به بالكويت.. أي ان يكون مرمانا مزاراً يرتاده مهاجمو المنتخبات الاخرى.

لا نستطيع ان نفصل بين أداء المنتخب وتوقف الدوري، فكيف للاعبين الاستعداد الجيد، والفرق التي يلعبون فيها لم تلعب منذ أشهر.. لهذا فعلى الحكومة ان تعي ان توقف الدوري لأكثر من هذا فيه مضرة بكرة القدم اليمنية، والأندية بدورها ينبغي عليها ان تصل الى حل ولو بالموافقة على تلبية ولو خمسين بالمائة مما تحتاجه.

ان استمرار الحال على هذه الشاكلة سيقودنا الى عواقب وخيمة، فحتى لو انطلق الدوري، فإن الاتحاد سيضطر الى ضغط المباريات في الأولى وإقامة الدرجة الثانية على شكل تجمعات.. وبهذا النسق ننحدر ونتراجع عن التحسن الذي كان قد طرأ على استقرار بدء المواسم الماضية.

الامر يحتاج الى تجاوب الحكومة، وتنازل الاندية بحيث تحصل على ما تريد وفق جدولته على موسمين على الأقل، أما اصرار الاندية وتجاهل الجهات المختصة، فلن يقود إلا الى موسم أبيض، يختفي فيه النشاط.. وتصوروا معي أن يقام الدوري في العراق وفلسطين، فيما نحن في اليمن نائمون.. حتى الصومال عادت حركة الكرة الى الدوران فيها، فيما توقفت كرتنا تماماً حتى عن الدحرجة.
الثورة