الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٨ صباحاً

تعز الثائرة قادمة إليكم بإقليمها الجنوبي!

د. علي مهيوب العسلي
الجمعة ، ٢١ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ مساءً
الثابت جغرافيا وتاريخيا أن تعز هي رأس حربة لجنوب اليمن ،فمن غير الطبيعي والمنطقي أن ينعقد مؤتمر باسم شعب الجنوب ولا يتضمن تعز الثائرة الحرة المتطلعة ليمن موحد على أسس اتحادية فيدرالية!

ولقد تابعت بكل حب للمؤتمر الذي انعقد في عدن الجنوبية وكنت اتأمل من هذا المؤتمر بالخروج بمشاريع تخدم اليمن الموحد من أجل ان تمسك بها وتكون اطارا لفرضها من كافة اليمنين باعتبارها الحل الأمثل لدولة مدنية اتحادية تجنبنا المنزلقات الخطيرة التي يراد لليمن أن تمر فيها ، ولكن للأسف لم أحصد سوى خيبة الامل من متابعتي لذلك المؤتمر، فحصادهم هو العودة إلى الخلف ،وبالمنطق هل أحد منا يستطيع أن يعيد اليوم أمس ؟؛ هذا مستحيل ! ؛ لأن سنة الله في الكون أن الزمن يسير إلى الأمام دون الالتفات إلى الزمن الغابر المنتهي ، والذي لن يعود مهما حاولنا استدعائه!

نعم ! أن تعز منتشرة في كل بقعة من اليمن الحبيب ،بفعل دينامية أفرادها ، ولأن تعز بثقافتها وتربيتها لا يستطيع أبنائها الآن إلا أن يفكرون بكل اليمن ولا يستطيعون التفكير بالجزء الذي يهمهم مثل غيرهم ، وإذا تجرأ أي منا بحكم منطق الواقع المُمَارس ضد أبناء تعز في الماضي وفي الحاضر، فإن من يتصدون لمن يفكر بتفكير مناطقي وبرفع الصوت هم أبناء تعز ،رغم أن تعز ككتلة لا يمكن لأحد أن يستثنيها كجغرافيا من أي حوار وطني باعتبارها كيان بكل ما توصل اليه العالم من معايير سواء أكانت سكانية أو علمية ،أو تجارية ،أو إدارية ، فهي تحقق هذه المعايير وغيرها مهما بلغت روزنامة المعايير فستجدها في تعز ،ومن يتعامى عن إشراكها في عملية الحوار الوطني من أجل المستقبل أراني أشبهه بمن يحرث في الماء ،وإن كل ما سيخرج به من مخرجات مؤتمر الحوار القادم ، فإن رقمه سيكون صفر بدون تعز فهي الأداة التخطيطية والتنفيذية معا ،فقد منحها الله هذه القدرات دون غيرها ،وهي عبر العقود السابقة قد أمنت بأن قدرها أن تعمل ليل نهار من أجل أن يكون كل اليمن في حده الأدنى محافظا على البقاء ،وفي ظل هذا المناخ الديمقراطي المتاح لو قررت تعز العصيان احتجاجا على تهميشها وتجاهلها وهي مشعلة الثورة ووقودها باعتراف الجميع وما ينكر ذلك سوى المكابر والجاحد ، بل نقول الحاقد ،أقول لو قررت تعز العصيان لتعطلت مصالح كل اليمنين و لأصيبت اليمن بالشلل التام إن لم أقل الدخول في موت سريري !

أسوق كل ما تحرج عنه من تحرج من أبناء تعز لأقول لكل أصحاب المشاريع الصغيرة سواءً في المناطق الشرقية التي ربما تكون معظم محافظات ما كان يطلق عليها المحافظات الجنوبية زورا وبهتانا باستثناء الجزء اليسير منها والتي عقدت مؤتمراً لها في الفترة 16-18 ديسمبر 2012م في عدن الحبيبة تحت شعار : (( الحرية و تقرير المصير و استعادة الدولة الجنوبية )) أنعقد المؤتمر الوطني لشعب الجنوب بمدينة عدن الباسلة عاصمة الجنوب الحر ،وفي أقصى الشمال هناك مشروع صغير أيضا ً هو مشروع اعادة الملكية تحت عباءة شيعية ، ولو اخذنا الشيعة بالمفهوم الساسي وليس الديني واسقطنا المظلومية على اليمن لوجدنا الشيعة بهذا المفهوم تنطبق فقط على تعز وتهامة ،ولنترك الشيعة لما يلم باليمن من استقطابات فقد ينطبق على تعز بما يحصل للأخوة الاكراد . وفي عاصمة اليمن الموحد هناك أحزاب قد شاخت ولم تعد قادرة على التفكير لإخراج اليمن بأسلوب مدني حضاري يستوعب حل مشكلات كل منطقة ،بل أن العديد منها راحت تتحالف مع بعض العسكريين وشيوخ القبائل لتشكل إطاراً تقليدياً لا يستوعب المتغيرات ومتطلبات العصر ويفكرون فقط بالاستحواذ على أكبر قدر ممكن من السلطة والثروة وبغض النظر عن المخاطر التي تعصف بالدولة اليمنية وتجزئتها!

إزاء كل ذلك ونتيجة للإهمال المتعمد لمكانة تعز التاريخية ،وكفاءتها العلمية المتميزة ، ولكثافتها السكانية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير ، ولموقعها الجغرافي الجنوبي ،إزاء كل ذلك وغيره فقد تداعت كوكبة من كوادر تعز المؤمنة بأن اليمن لابد أن يبقى موحدا ً على أساس اتحادي فيدرالي وقد بدأت بالتواصل بالفعل مع النشطاء من أجل تشكيل لجنة تحضيرية سيعلن عن اسمائها بالتشاور مع بقية المكونات الشبابية والحزبية في المحافظة ، إضافة إلى كل الفعاليات المدنية لإعلان إقليم الجنوب الثائر وعاصمته تعز ،لكي يعلم من بأذنه صمم أن تعز لابد أن تدخل في كل حساب وأن الحوار من دونها عبث لا يمكن أن يرى النور، وأن تعز ستعلن قريبا عند استكمال لجنتها التحضيرية في مؤتمر صحفي رؤيتها السياسية لما يجري في الساحة اليمنية ،وعلى ضوء ذلك ستحدد بالتفاوض مع بقية الاطراف اليمنية رؤاها ونسب تمثيلها في الحوار الوطني المزمع انعقاده ،وعلى ضوء الاستجابات لما سيطرح من قضايا سيتحدد على ضوئها ممثليها في ذلك الحوار الوطني ، وإن لم يستجب لما ستطرح من مشاريع تخرج اليمن مما يعيشه الآن وفي المستقبل ،فستلجأ إلى خياراتها ألتي ستعلنها في حينه، وتعز من الآن سترفع صوتها عاليا رفضا للحوار المفصل على مقاسات مناطق معينة على حسابها وعلى حساب غيرها من المناطق ،وفي هذا الصدد نهيب بكافة الفعاليات السياسية والمدنية الانخراط في اللجنة التحضيرية لإقليم الجنوب الثائر لإحداث التوازن المطلوب حفاظا على الوحدة اليمنية بأسلوب عصري مدني اتحادي فيدرالي ، وعليه فان أبناء تعز التواقين لبناء الدولة المدنية الحديثة، فإنهم يحذرون كافة القوى السياسية التي تتعامل مع تعز فقط على أنها منطقة خَرَاج ،فتقول لهم أن تعز الثورة لم تعد كما كانت ،بل من حقها كغيرها أن ترقى إلى مصاف المواطنة الحقة ، ولن يُسمح لكائن من كان أن يَضمَنهَا غَبَرَة كما كان في السابق ، ويبيع ويشتري بها متى شاء ولمن يريد ،فقد علمتهم الثورة مَن هم يريدون قيام دولة مدنية ومن هم يتسلقون على أكتافها للوصول لمصالح شخصية ، وسوف يتم في القريب العاجل تصميم الموقع الخاص بالإقليم وشعاره وستطرح الرؤى والسياسات في الموقع وستفتح نافذة للتفاعل وتسجيل الآراء حتى تستكمل اللجنة التحضير كافة أدبياتها وتحدد موعد المؤتمر ومكان انعقاده بإذن الله .والله يوفق الجميع لما فيه رفعة كل اليمانيين دون استثناء والله المستعان على موقعي المبادرة الخليجية ، وإهمالهم تعز التاريخ والجغرافيا والفعل الثوري المستمر وفي كل الازمنة وإن غدا لناظره لقريب!