الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٠ مساءً

رحلت ،،، ولم نرحل

عباس القاضي
السبت ، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
يحي ،،،، كان لا يكل ولا يمل عن ترديد العبارة التي تبدأ بأمر ، وتنتهي بالضمير المتصل " نا " ،،، " ارحلوا عن شوارعنا " ونحن نعرف جيدا من يقصد بواو الجماعة المأمورون بالرحيل – الشعب – و الضمير " نا " هي العائلة ،،، التي كانت تعتقد أنها تمتلك الأرض ومن عليها ،،، لكننا لم نرحل .

يتخاطبون مع الشعب كأنهم عبيد آبقون ، تمردوا على أسيادهم ،،، طبعا لديه ثلة من الأولين وقليل من الآخرين – نبتت لحومهم من المال الحرام المنهوب من قوت الشعب ، ليقفوا من بين يديه ومن خلفه ،،، أيديهم لا تكف عن التصفيق ،،، وزاد هذا " حوحو " أن تخصص بنوع مميز من البشر من الفاتنان السافرات وجوههن والمنقبات ، يهتفن معه " ارحلوا عن شوارعنا " لكننا لم نرحل .

التأريخ لا يرحم وسنة الله في الكون أخبرتنا بجملة شرطية خبرها مؤكد " إذا كانت دولة الباطل ساعة ، فإن دولة الحق إلى قيام الساعة "،،، فـ لم يُصَدِّق ورفع شعار " ارحلوا عن شوارعنا " لكننا لم نرحل .

اعتمرت رأسه مظلة " شمسية " وقطعة سجاد معطرة ليحضر صلاة الجمعة ، في جانبٍ من شارع الزراعة ، على رأس حملة " ارحلوا عن شوارعنا " لكننا لم نرحل .

أقمت في كل شهر عيد ميلاد ،،، أشعلت الكثير من الشموع ، نثرت الملايين من النقود إرهاقا لمواردنا ، وإزهاقا لأرواح جياعنا ،،، ولتغيض صدور مثقفينا ،،، وفي خلفيات حوائطك مكتوب عليه " ارحلوا عن شوارعنا " لكننا لم نرحل .

جاءت قرارات الهيكلة ،،، وكان قرار رحليك عن الأمن في صدارتها ،،، وقررت الرحيل إلى لبنان ،،، وأخذت في حقائبك الشعار الذي كنت ترفعه في وجوهنا " ارحلوا عن شوارعنا " لكنك رحلت أنت ، ولم نرحل.