الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٨ مساءً

قرارات الهيكلة.. نظرة في المسألة.

جلال الدوسري
الأحد ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
- هلل الكثيرون وكبروا.. ,وطبلوا وزمروا وزغرطوا لقرارات هادي الأخيرة.. بإعتبار أنها قرارات خاصة بإعادة هيكلة الجيش..وذهب الجميع بإنفعال وأخذته الحماسة إلى وصفها بالشجاعة والمهمة والحاسمة.. كما هي العادة في طبيعتنا كيمنيين أن نستعجل الحكم على الأشياء بظواهرها, لرقاقة قلوبنا وليونة أفئدتنا..

- والمتتبع لمجريات الأمور وسير الأحداث منذ إنطلاق ثورة الشباب اليمني يجد أن القرارات هذه لم تكن سوى إستتباعآ في سير تطبيق مبادرة العار الخليجية التي نص أحد بنودها على أن يتم العمل على إعادة هيكلة الجيش.. ومن المعلوم أن هذه القرارات لم تصدر إلا بعد أن أخذت ترتيباتها أشهراً من العمل في الدراسة بحثاً وتمحيصاً وتحميصاً.. وقد شارك في ذلك خبراء من فرنسا وأمريكا وربما غيرها من الدول.. كما وبلا شك أنه قد دار حولها الكثير من التحاور والتشاور، وأستلزم إقرارها الدخول في توافقات مع وبين مختلف الأطراف محلية كانت أو إقليمية أو دولية.. ولا بد أنه مورست ضغوطات، وقدمت تنازلات، ومنحت ترضيات، ووهبت تعويضات..

- ومعنى ما سبق أن القرارت لم تكن وليدة لحظة دقيقة فاصلة أستدعت الحاجة إصدارها بشكل فوري حتى يتم وصفها بالقرارات الشجاعة والمهة والحاسمة.. كما أنها لم تأتي بإرادة وطنية حرة خالصة..

- ومن المهم معرفة أن الهيكلة التي صدرت بها تلك القرارات هي هيكلة طبيعية, كان من المفترض أن تكون كذلك وربما كانت قريبة من ذلك في عهد الرئيس الشهيد الحمدي، وفي جمهورية اليمن الديمقراطية قبل الوحدة.. وبالتالي لم تأتي القرارات بمعجزة أو بشيء خارق كان من المستحيل الإتيان به..

- وتبقى القرارات مجرد حبر على ورق أذاعتها وسائل الإعلام كقرارات جمهورية أصدرها عبدربه منصور هادي بصفته رئيساً لجمهورية المبادرة الخليجية, وقائداً أعلى لقواتها المسلحة، حتى دون أن نتأكد من أنها قد مهرت بتوقيعه وختمه..

- وبغض النظر عن كل ذلك؛ فإنه من المهم التطبيق العملي لتلك القرارات ووضعها موضع التنفيذ المباشر,على أسس وطنية ومعايير مهنية.. لا كما يتضح من خلال التعيينات أن فيها تكريس لنهج المحاصصة ومبدأ التقاسم.. وإن كانت العملية في السابق توزع بين إثنين صارت الأن على ثلاثة..

- إن الجيش اليمني ولكي يكون كما يجب أن يكون جيش وطني قوي، قادر على الذود عن حياظ الوطن في أي لحظة، وفاعلاً في الحفاظ على أمنه وإستقراره، ومساهماً في بناء نهضته وإزدهاره؛ فإنه يجب أولاً وقبل كل شيء أن يتم توحيده بجعله لحمة واحدة.. التوحيد الشكلي والروحي والنفسي والمعنوي.. وبحيث يتمثل في تشكيلاته المختلفة قادة وضباط وصف وأفراد كل أبناء الوطن، من جميع ربوعه ووديانه وسهوله وشطأنه.. وبحيث يتم إعادة من تم تسريحهم عمداً، ومن تم إحالتهم للتقاعد قسراٍ.. وليصار إلى التأهيل العلمي المتخصص الصحيح، والتدريب العملي الدقيق، و كلٍ بحسب ما ألحق به من تشكيل دون تمييز..

- وبإختصار أقول: أنه إذا كانت إعادة هيكلة الجيش بالتشكيل الجديد الذي صدرت حوله القرارات الأخيرة مسألة مهمة؛ فإن الأهم هو العمل بجد وإخلاص على توحيده التوحد الصحيح على أسس علمية ومهنية، وبموجب مباديء أخلاقية وطنية.. لا كما هو وارد أن تكون طبقاً لـصحيفة «البيان» الإماراتية عن مصادر سياسية قالت أنه ((يرجح أن يعين اللواء الاحمر على رأس المنطقة الغربية التي فصلت عن المنطقة الشمالية، على أن يعين نجل الرئيس السابق على رأس المنطقة العسكرية الشرقية الشمالية))..