الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠١ مساءً

الضربة القاضية للعائلة ولكن :

عبدالعزيز الصلاحي
الأحد ، ٢٣ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
كنا نترقب بحذر متى سيجرئ الرئيس الانتقالي على ازاحة العائلة من رأس المؤسسة العسكرية والأمنية , لقد كان بطيئا جدا باتخاذ القرارات المصيرية والتاريخية , باعتبار تلك القرارات الركن الاساسي والاهم في ثورة الشباب الشعبية السلمية , التي طالما انتظرناها بفارغ الصبر حتى اننا بدأنا نشك في اتخاذ مثل تلك القرارات المصيرية والتاريخية ,والتي تاخذ اهميتها من ادراك انه لا سبيلل للامن والاستقرار ولا سبيل لان ياخذ الجيش مكانته ويقوم بدورة في إلا في حالة ضمه تحت قيادة وطنية واحدة , وياخذ اوامره من جهة واحدة وان يكون حاميا لسيادة الوطن واستقلالة وحماية الارض والانسان وان يكون ملكا للوطن والشعب , ياتمر بأمره ويذود عن حريته وكرامته وانسانيتة .

لقد كان علي صالح وابناءه يراهنون على بقاء الجيش والامن تحت ايديهم , لحمايتهم وتنفيذ مخططاتهم الاجرامية للعودة الى سدة الحكم بطريقه او بأخرى , وماكان علي صالح يطل علينا بين الفينة والأخرى باسم العمل السياسي , وباسم المؤتمر الشعبي , تلك هيخدعه وتمويه , وهو في حقيقة الامر لا يعول كثيرا على العمل السياسي , وانما هو وسيلة امام الرأي المحلي والدولي , بقدر ما هو يعول على نفوذه في المؤسستين العسكرية والأمنية , بالإضافة الى اعتماده على الجيش السري وفريق الاغتيالات والتقطع والرهاب , وكذلك من المليشيات ومشائخ القبائل الذين يتقاضون منه مبالغ طائلة ويتستر على جرائمهم في السلب والنهب ومصادرة حقوق المواطنين المادية والمعنوية والخروج السافر على النظام والقانون , ذلك ماكان علي صالح يعول ويراهن عليه إلا ان ارادة الله ثم إرادة الشعب ووقوف كل الشرفاء في الداخل والخارج صفا واحدا في وجه تلك الجرائم بحق الشعب والوطن كانت اقوى منه .

مازالت هناك مصادر تهديد , وبؤر للتوتر وتتمثل في التحالف المشبوه بين الحوثيين وبقايا النظام السابق هذا من جهة , ومن جهة اخرى التحالف القائم بين الحوثي وتيار الانفصال , وكذلك ايضا وجود كميات كبيرة من الاسلحة المكدسة المتواجدة حول وداخل العاصمة صنعاء لدى بعض القبائل والمليشيات المتحالفة مع النظام النظام , والتي استغلت الفرصة خلال فترة مابعد الثورة من نهب ومصادرة بعض الاسلحة من وحدات الجيش بتواطئ قياداته , وكذلك ايضا وجود علي صالح على هرم المؤتمر الشعبي وهذا يمثل تهديدا للمؤتمر نفسه وللعملية السياسية برمتها , اذا انه ومن خلال موقعه يستطيع تكوين عصابات اجرامية ومليشيات مسلحة لعمليات التخريب المنظمة للمصالح الحكومية والمصالح الخاصة وذلك من خلال الاموال التي تم نهبها خلال فترة حكمه , وايضا مايزال يتلقى بعض الأموال من بعض الدول التي لا تريد لليمن الاستقرار , كل تلك الاشكاليات ماتزال تمثل تهديدا حقيقيا للثورة ولنتائجها العظيمة , ويجب التصدي لها بتكادف كل ابناء اليمن الخيرين .

ومازال يساورنا الشك ايضا من عملية هيكلة الجيش هل سيتم تلافي الأخطاء التي ارتكبت خلال الفترة الماضية والتي تكمن بتشكيلة الجيش المناطقية والقبلية , وعملية تزوير الكشوفات وصرف مبالغ طائلة على ذمة مئات الآلاف من الأفراد الوهميين , أم انه سيتم استبدال مراكز قوى بمراكز قوى أخرى , واستبدال مناطق بمناطق أخرى , وقبيلة بقبيلة أخرى , وهذا اسوأ سيناريو محتمل لعملية الهيكلة اذا أنه في هذه الحالة سيستمر الفشل الذريع للجيش والوطن ولن يتغير شيئ بل ستضل معانات اليمنيين مستمره واحتياجهم الى ثورات وتضحيات أخرى ستضل مستمره , نحن نأمل ان لا يتم هذا السيناريوا الجديد حتى لا تتكرر تلك المعاناه , بل نأمل ان يتم تشكيل جيش وطني على اسس مهنية وطنية لا تقبل المناطقية والقبلية وان يكون الجيش بعيدا كل البعد عن ادارة االدولة السياسية وغيرها .