السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٠ صباحاً

احد الاحامده لا يرث

عبدالله محوري
الاثنين ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
المثل الشعبي يقول: الملقوع يخاف من جرة الحبل.على هذه القاعده نقرأ لبعض الاخوه الكتاب تحذيرات للاخ رئيس الجمهوريه من عدم اعادة القيادات العسكريه التي شملتها قرارات الهيكله الاخيره للامن والجيش للخدمه او تبؤ مناصب قياديه جديده. انا اعتقد ان الرئيس يعرف ان هولا القاده لايصلحون للمرحله الانتقاليه لكونهم مثل السمك الذي لا يستطيع العيش خارج الماء. لقد كانوا امراء في نظام صالح ,لا يخضعون لاي سلطه حكوميه بل كانوا يديرون حكومات خاصه بهم ,ولا يعقل ان يقبل احدا منهم ان يكون في يوم من الايام رايح بالميري لمقابلة وزير الدفاع او الداخليه وينتظر امام الباب من اجل مقابلة فلان اوعلان.الجانب الاخر هولا تجار وعندهم مشاريع استثماريه ولاتزال لهم امال في الحكم ولهم خططهم وطموحاتهم التي لا تخضع لاي نظام ولن يقبلوا بأي حال من الاحوال ان يكونوا يوما ما موظفين تحت سلطة الرئيس هادي واتمنى ان يزيدهم الله كبرياء وغرور ويبعد عنا شرهم قولوا امين.

بعد هذه المقدمه احب ان اترك الحديث في السياسه جانبا واقص لكم قصه من القصص التي كنا نسمعها من جداتنا قبل مايكتشف الكفار التلفاز الذي اصبح يقوم بمهمة الحكواتي وكثر الله خير الدعاه الذين يقومون بهذه المهمه اليوم. هذه الحدوثه مالها اي علاقه بالوضع السياسي الحالي اطلاقا انها فقط من اجل التسليه لاغير,واعترف اني ادخلت بعض التعديلات الطفيفه عليها.

يحكى أنه كانت هناك قبيلة تعرف باسم قبيلة بني عرّافة,وسميت بذلك نسبة إلى إن أفراد هذه القبيله يتميزون بالمعرفة والعلم والذكاء الحاد ,وبرز من هذه القبيلة رجل كبير حكيم يشع من وجهه العلم والنور وكان لدى هذا الشيخ ثلاثة أبناء سماهم جميعا بنفس الاسم ألا وهو ( احمد) وذلك لحكمة لا يعرفها سواه . ومرت الأيام وجاء أجل هذا الشيخ وتوفى وكان هذا الشيخ قد كتب وصية لأبنائه يقول فيها.

( احد الاحامده لا يرث ) وبعد أن قرأ الأخوة وصية والدهم وقعوا في حيرة من أمرهم لانهم لم يعرفوا من هو الذي لا يرث منهم . بعد المشورة والسؤال قيل لهم أن يذهبوا إلى قاض عرف عنه الذكاء والحكمة ، وكان هذا القاضي يعيش في قرية بعيده ، فقرروا أن يذهبوا إليه,وفي طريقهم إليه وجدوا رجلا يبحث عن جمل ضاع منه فقال لهم الرجل : هل رأيتم جملا في طريقكم؟ فقال احمدالأول : هل هو أعور ؟ فقال الرجل : نعم فقال احمد الثاني : هل هو أقطب الذيل ؟ فقال الرجل : نعمم.فقال احمد الثالث :هل هو أعرج ؟ فقال الرجل : نعم فظن الرجل صاحب الجمل أنهم رأوه لانهم وصفوا الجمل وصفا دقيقا ففرح وقال : هل رأيتموه ؟فقالوا لا ، لم نره ، فتفاجأ الرجل كيف لم يروه وقد وصفوه له ؟فقال لهم الرجل : أنتم سرقتموه والا كيف عرفتم أوصافه. فقالوا: لا ، والله لم نسرقه فقال الرجل : سأشتكيكم للقاضي الفلاني فقالوا نحن ذاهبون إليه ، فتعال معنا. ذهبوا جميعا وعندما وصلوا إلى القاضي شرح كل منهم قضيته ثم قال لهم : إذهبوا الآن وارتاحوا فأنتم تعبون من السفر الطويل وأمر القاضي خادمه أن يقدم لهم وليمة غداء ,وأمر خادم آخر أن يراقبهم أثناء تناولهم الغداء.

أثناء الغداء دار بينهم الحديث التالي. قال احمد الأول : إن المرأة التي أعدت الغداء حامل. قال احمد الثاني : إن هذا اللحم لحم كلاب وليس لحم ماعز فلا تأكلوه. قال احمد الثالث: إن القاضي إبن حرام. وكان الخادم الذي كلف بالمراقبة قد سمع كل شئ من الاحامده الثلاثة.

في اليوم الثاني سأل القاضي الخادم عن الذي حدث أثناء مراقبته للاحامده وصاحب الجمل فقال الخادم : إن أحدهم قال أن المرأة التى أعدت الغداء لهم حامل فذهب القاضي لتلك المرأة ليرى ما إذا كانت حامل أم لا . فتفاجى القاضي ان المراه حامل في الشهر التاسع .هنا بدا يسأل نفسه كيف عرف أنها حامل وهو لم يرها أبدا. رجع القاضي إلى الخادم وقال : ماذا قال الآخر؟فقال الخادم : الثاني قال أن اللحم لحم كلاب وليس لحم ماعز ولم يأكلوه. فذهب القاضي إلى الجزار فقال له : ما الذي ذبحته يارجل ؟ فقال الجزار : أنا ذبحت ماعز. لكن القاضي أصر عليه أن يقول الحقيقة الى أن إعترف الجزار بأنه ذبح كلب لانه لم يجد ما يذبحه من أغنام أو ما شايه فاستغرب القاضي كيف عرف ان اللحم لحم كلاب. بعد ذلك رجع القاضي إلى الخادم ,وفي رأسه تدور عدة تساؤلات. فسأله إن كان الاحامده قد قالوا شيء اخر؟ قال الخادم :لا لم يقولوا شيء اخر. شك القاضي بالخادم لأنه رأى على الخادم علامات الإرتباك وقد بدت واضحة المعالم على وجهه فأصر القاضي على الخادم أن يقول الحقيقة وبعد عناد طويل من قبل الخادم قال الخادم للقاضي أن احمد الثالث قال: القاضي إبن حرام . انهار القاضي وبعد تفكير طويل قرر أن يذهب إلى أمه ليسألها عن والده الحقيقي. في بداية الأمر تفاجأت الأم من سؤال إبنها وأجابته وهي تخفي الحقيقة وقالت أنت إبني ، أبوك وهو الذي تحمل إسمه الآن.الا أن القاضي كان شديد الذكاء فشك في قول أمه,وكرر لها السؤال . الأم لم تغير إجابتها وبعد بكاء طويل من الطرفين وإصرار أكبر من القاضي في سبيل معرفة الحقيقة خضعت الأم لرغبات إبنها وقالت له انه إبن حرام.أصيب القاضي بصدمة عنيفة ، كيف يكون إبن حرام ؟ وكيف لم يعرف بذلك من قبل والسؤال الأصعب ، كيف عرف احمد الثالث بذلك ؟

بعد ذلك جمع القاضي الاحامده الثلاثة وصاحب الجمل لينظر في قضية الجمل وفي قضية الوصية. سأل القاضي احمد الأول : كيف عرفت أن الجمل أعور؟ فقال : لأن الجمل الأعور غالبا يأكل من جانب العين التي يرى بها ولا يأكل الأكل الذي وضع له في الجانب الذي لا يراه وأنا قد رأيت في المكان الذي ضاع فيه الجمل اثار مكان أكل الجمل واستنتجت أن الجمل كان أعور . بعد ذلك سأل القاضي احمد الثاني قائلا :كيف عرفت أن الجمل كان أقطب الذيل ؟فقال احمد الثاني ان من عادة الجمل السليم أن يحرك ذيله يمينا وشمالا اثناء إخراجه لفضلاته وينتج من ذلك أن البعر يكون مبعثرا في الأرض الا أني لم أر ذلك في المكان الذي ضاع فيه الجمل بل على العكس ، رأيت البعر من غير أن ينثر فأستنتجت ان الجمل كان أقطب الذيل.

وأخيرا سأل القاضي احمد الثالث قائلا :كيف عرفت أن الجمل كان أعرج فقال : رأيت ذلك من آثار خف الجمل على الأرض لان اطرافه اليمنى اخف وطأه من اطرافه اليسرى فاستنتجت أن الجمل كان أعرج . بعد أن إستمع القاضي للاحامده إقتنع بما قالوه وامر صاحب الجمل أن ينصرف بعد ما عرف حقيقة الأمر. بعد ذهاب صاحب الجمل قال القاضي للاحامده :كيف عرفتم أن المرأة التي أعدت لكم الطعام كانت حاملا ؟ قال احمد الأول :لان الخبز الذي قدم على الغداء كان سميكا من جانب ورفيعا من الجانب الآخر وذلك لا يحدث إلا إذا كان هناك ما يعيق المرأة من الوصول إليه كالبطن الكبير نتيجة الحمل فمن خلال ذلك ، عرفت أن المرأة كانت حاملا ,وبعد ذلك سأل القاضي احمد الثاني قائلا :كيف عرفت أن اللحم كان لحم كلاب فقال احمد الثاني :أن لحم الغنم والماعز والجمل والبقر جميعها تكون حسب الترتيب التالي :

( شحم ثم لحم ثم عظم )أما لحوم السباع ومنها الكلاب فيكون حسب الترتيب التالي :(لحم ثم شحم ثم عظم ) لذلك عرفت أنه لحم كلاب. ثم جاء دور احمد الثالث وكان القاضي ينتظر هذه اللحظه ، فقال القاضي :كيف عرفت اني ابن حرام فقال:لانك أرسلت شخصا يتجسس علينا وفي العادة تكون هذه الصفة في اولاد الحرام فقط . قال القاضي :لا يعرف إبن الحرام إلا إبن الحرام. بعدها اصدر القاضي حكمه قائلا :أنت هو الشخص الذي لا يرث من بين أخوتك لأنك ابن حرام.