الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٥ مساءً

حاجتنا الى الثقـافة المدنية

صادق الفائشي
الثلاثاء ، ٢٥ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
كم هي حاجتنا اليوم الى ترسيخ ( الثقافة المدنية) في مجتمعنا اليمني ، والتي من خلالها نستطيع ان نواجه متطلبات المرحلة الراهنة ، وكم هو واجب علينا ان نتفاعل معها بدون اي تبعية للأخر ، ان التبعية لا تكون الا للوطن فقط ، ومن منظوري الخاص ليس هناك ارقى ولا اجمل من التبعية للوطن ، الوطن ومصلحة الوطن هي من تستحق التبعية .

ما يتوجب علينا كاثوار اليوم كل في مكانه وكل واحد فيما يجيد هي كيفية التوصل الى خلق (ثقافة مدنية) في وسط مجتمعنا اليمني وترك المماحكات التي شوهت صورة الثورة والثوار..
بعد ان طفحت الى السطح كثير من المهاترات السياسية والحزبية والطائفية ، ان حاجتنا الى (الثقافة المدنية) في الوقت الراهن كبيرة كي نستطيع عن طريقها التواصل بين جميع مكونات مجتمعنا اليمني ..

ونستطيع ان تصالح بها مع نفسنا ومع حاضرنا وان نخطط لمستقبلنا ، نستطيع بواسطتها احتضان العقل والفكر والحس الوطني كي نؤطر سلوك الفرد والجماعة على ان الوطن ولا غير الوطن هو من يجب ان نضحي من اجله .
ان ( الثقافة المدنية ) هي من ستجعل المواطن يتسم بالعقلانية ويتوافق مع التنوع الموجود ويتقبل المخرج الثقافي لكل مكون من مكونات ألمجتمع

لا بد ان يكون انطلاقنا عقلا وفكرا من رؤية (ثقافية ووطنية) في جميع قضايانا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية... لابد ان نخلق جوا من الحرية بين كل افراد المجتمع فلا يمكن ان يولد هذا العقل والفكر والثقافة الا في فضاء واسع من الحرية الفكرية والسياسية وهذا الجوا هو الضامن الوحيد لنمو السليم للمشروع الثقافي والوطني ، المشروع الذي يحترم الاخر (ويتعايش) ويتفاعل معه ويحترم المواطن باعتباره قيمة عليا قائمة بذاتها بعيدة عن أي انتماء الحزبي او القبلي .

ان تعايش الذي يقوم على الاحترام وخدمة الوطن هي تجربة ناجحة قامة في كثير من البلدان وكان (للقاء المشترك) في بلدنا تجربة ناجحة جدا في هذا المجال ، وهي من اساسيات ديننا الاسلامي ولم يكن التعايش وتقبل الآخر يوم ما وصفة طبية جاهزة. و يعتمد التعايش بين افراد المجتمع على رؤية واضحة وإرادة صلبة وعمل مستديم باتجاه خلق الحقائق على الواقع لتعزيز متطلبات التعايش والتفاهم بين جميع المكونات المجتمع لذالك نأمل ان نعي جميعا ما يجب علينا اتجاه هذا الوطن وترك نبش الاحقاد في قلوب ابناء الوطن .