الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٠ صباحاً

السعودية والخليج .. الحاجة الملحة للديمقراطية

معاذ الدالي
الجمعة ، ١٢ أغسطس ٢٠١١ الساعة ٠٢:٣٠ مساءً
أعتقد سلفاً أن ما سأقوله يعبر عن نبض كل مَنْ تملّك شعوره الأسى من مواقف السعودية المخزية تجاه رغبة الشعب اليمني والعربي في النهوض من كبوته بعد أن كان اليمن تحديداً يصدر لدول الخليج ومنها السعودية القمح حتى الخمسينات من القرن الماضي بحسب مذكرات من عاصروا ذلك الوقت .. يظهر موقفهم جلياً من خلال قناة العربية المنسوبة زوراً وبهتاناً للعربية وهي منها براء ، ومن التعاون التآمري بين المملكة والولايات المتحدة لإجهاض ثورات الشعب اليمني والبحريني والمصري والتونسي- بنسب متفاوتة من الكراهية لهذه الشعوب - على الظلم والفساد ، وما أقوله هو تحاشياً لوقوع المملكة والخليج في نفس المصير الذي وقعت فيه مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا والبحرين.
إن ثورة اليمن المباركة هي ثمرة من ثمار الديمقراطية - برغم عَرَجتها - ولولاها لما كنا استطعنا أن نرفع ظلم الحكم العائلي والذي تدفع المملكة ودول الخليج عدا قطر باتجاه تحويله إلى ملكي فردي أسوة بما حل من نكبة على المسلمين حين نشأت دويلاتهم ، فبعد أن كان خير بلاد المسلمين لكل المسلمين ، نلاحظ اليوم أن أموال المسلمين أصبحت بأيدي الغرب ولا أدل من ذلك الصفقة التي وقعتها الحكومة السعودية قبل بضعة أشهر مع الولايات المتحدة لشراء طائرات F15 بمبلغ 60 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد الأمريكي الذي تراه حينما يبدأ بالركود تسارع المملكة لعقد صفقات طويلة الأمد معها وهو ما يعني الدعم المتواصل والاستماتة في الركوع لعمها سام ، ناهيك عن بيعها النفط بالأسعار التي يريدها الغرب ما يعني أن أموال الأمة تتدفق بسخاء لدعم الاقتصاد الامريكي والشركات الغربية ، بينما تتضور بطون المسلمين جوعاً في الصومال والسودان وأدغال أفريقيا وفي شبة الجزيرة الهندية الذي يعيش جزء كبير منهم على الحرمان ناهيك عن أحوال الأقليات المسلمة في بلاد يوغسلافيا السابقة وروسيا وقبائل الأيغور في الصين والتنكيل الذي يطال المسلمين في البلدان التي تتواجد فيها أقليات مسلمة ، قد تقول هل تريد من المملكة ودول الخليج أن تذهب وتحمي كل هؤلاء ؟
أقول : لا ! المطلوب هو مواقف كما هي المواقف البطولية التي يسجلها اليوم الزعيم التركي رجب طيب أردوغان الذي تصاغر أمامه الأقزام قادة الخليج والبلاد العربية والإسلامية ممن يخنعون أمام جبروت القطب الغربي ويمسحون على رأس اليتيمة في البلاد العربية – إسرائيل – التي تذيق شعب فلسطين سوء العذاب ولم تلاقي ذرة نصرة من الخليج وممن تسمي نفسها حامية الحرمين ونست أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وكأن حال المسلمين في كل هذه البلاد لا يعني شيء بقدر ما يعنيهم حماية كرسي الملك والسلطان ولو كان ثمن ذلك العمالة والتآمر على المسلمين ، ثم أين هي أموال المملكة والخليج في الاكتفاء الذاتي في جوانب الترسانة العسكرية والأمنية والبحوث العلمية ، وعلى ماذا توقع هذه الممالك في الاتفاقات مع الغرب ، وهل هناك من عدو للمسلمين غير الغرب الصليبي وحركات الصهيونية والماسونية التي تتآمر على المسلمين في العالم إضافة لمن لا يمتلكون أساليب المواجهة مع الغرب من المتشددين فيذيقون المسلمين قبل غيرهم ويلات نكباتهم .. أليس كل هذا حري بأن تدفع هذه الدول بالذات الخليجية التي تعتبر غنية مقابل رفعة المسلمين وعلو شأنهم وإرجاع مجدهم عن طريق سلوك سياسة ديمقراطية عادلة لرفع مستوى التقدم العلمي والعسكري والتفوق على الغرب بدءاً بالاستفادة من علومهم وانتهاءً بالاختراعات بدلاً من تمزيق صفوف الأمة واستعداء بعضها على بعض كما تفعل اليوم .
ليس لدي الكثير لأقوله ولكن عليكم شعب المملكة والخليج الكثير لتفعلوه كشعوب مسلمة ترى ذلة ومهانة المسلمين في عصر يتآمر فيه زعماء المسلمين أنفسهم على شعوبهم وفي لحظة تستوجب هبة المسلمين ونصرة بعضهم بعضاً .