الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٨ مساءً

الامن الاسري 1-1

توفيق الكهالي
الاربعاء ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٣٠ مساءً
ان الأسرة هي اللبنة الأولى من لبنات المجتمع فبصلاحها يصلح المجتمع ويسوده ، وبفسادها ينتشر في المجتمع الفساد ويغور ،وهي أقدم مؤسسة اجتماعية للتربية عرفها الإنسان فإعدادها والقيام بإنشائها خطوة من خطوات بناء الأمة وحلقة من حلقات تكوين المجتمع .

والأسرة المسلمة لقيت من اهتمام علماء الأمة الشيء الكثير والخط الوافر وذلك لمعرفتهم بأهميتها وإدراكهم بحجم مسؤولياتها الجسيمة ، ولأنها فعلاً أهم مراحل بناء الجماعة والدولة والأمة ، فإذا هدم هذا الحصن رجعنا إلى مرحلة البداية والبناء الأولي من جديد وهي مرحلة الفرد ومن الأسباب الداعية لاهتمام الإسلام بالأسرة وشئونها :-

1.أن الأسرة تلبي مطالب الفطرة البشرية ، كإيجاد الأولاد الذين هم امتداد لآبائهم ، وهم عوناً لهم في كبرهم قال تعالى : - { واللهُ جَعَلَ لكُم مِن أنفُسكمْ أَزْواجاً وجَعَلَ لَكُم مِنْ أزواجِكُم بَنِينَ وحََفَدةً وَرَزَقَكُم منَ الطَّبيات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون } (النحل الآية 72

ونعمة الولد هي من أجل النعم التي أنعم بها ربنا تعالى على عباده بل على أفضل خلقه وهم الرسل عليهم السلام قال تعالى : - { وَلَقَدْ أّرْسَلْنا رُسُلاً مِن قبلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أزوَجاً وذُريَّةً } (الرعد 38)

2-أن الأسرة منطلق المسؤولية وبداية القوامة ونواة المعاملات مع الآخرين ، فهي إذاً ميدان عملي واسع يستطيع كل فرد من أفراد هذه الأسرة تحقيقه والعمل على إيجاده على ضوء معالم الشريفة الإسلامية

3-أن التزاوج سنة سنها الله تعالى في خلقه قال تعالى : -
{ وَمِن كُلّ شيءٍ خلقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (الذاريات 49
4-أنه عن طريق الأسرة المسلمة إشباع لمطالب الجسد والروح وفي في الإنسان ولا يكون ذلك إلا بالزواج الشرعي ، الذي يهذب النفوس ، ويسمو بالأخلاق ، ويقي من الانحراف ويحمي المجتمع من الأمراض الاجتماعية وكحب الذات وعدم الإيثار وكراهية الآخرين ، والنفسية كالحسد وضيقة الصدر والانطواء ، والصحية تلك الأمراض التي ينشأ به الاختلاط المحرم .

5 - في بناء الأسرة المسلمة حفظاً للأنساب من الاختلاط ، وفيه حماية للمسلم أيضاً من العار الذي قد يلحق به متى ما أنهزّ أحد أركان هذا البناء قال عليه الصلاة والسلام .
" تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال منشاة في الأثر (رواه الترمذي وصححه الألباني(

-6- أن الأسرة المسلمة من أهم أسباب إيجاد التكافل الاجتماعي ،

وعن طريقها تنتشر الصفات القلبية المطلوبة كالتواد والتعاطف

والتراحم بين الزوجين والأولاد من ثم بين أفراد المجتمع على اختلاف

درجاتهم وتفاوتهم من حيث العلم والمال والجاه والمنصب ، بل إنها تدعو إلى ما دعى إليه الإسلام من ضرورة أن يعيش المجتمع المسلم

" كرجل واحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " رواه مسلم

7- أن الأسرة المسلمة تعد المكان الأول المسئول عن صحة كل فرد فيها ، من أول مراحل الحضانة حتى تكتمل شخصية الفرد الصحية ، وهذا يتم عن طريق العناية به بالمتابعة والمراقبة والخوف عليه والسهر على راحته والمعني في تقديم كل ما يصلح لبناء جسمه الحركي ، وعقله الفكري وقلبه التعبدي .

8- أن الأسرة المسلمة هي التي تربي على الأخلاق الإسلامية الفاضلة للفرد والمجتمع ومن ذلك خلق التضحية والأبناء بين أفراد الأسرة ، والصبر والتحمل ، والصدق في التعامل .
وبعد أن عرفنا جهود الإسلام في محافظته على الأسرة المسلمة وعنايته بها ، دعونا نتعرف على ما يضمن تحقيق كل تلك الأسباب ، ويجعلها مشاهدة على أرض الواقع ، وهو إيجاد الأمن الأسري والذي هو مسؤولية كل فرد من أفراد الأسرة المسلمة وبه بإذن الله تعالى تضمن جميعاً من أن الأمة إلى خير ، وأن الفوز حليفنا ، وأننا استطعنا أن نحقق الكثير من أهدافنا المنشودة .

ولكي نوجد هذا الأمن وبعد إشارتنا بأنه مسؤولية الجميع ، وأن الجميع مطالب بتحقيق ، فإليكم هذه الطرق التي تساعد على تحقيق الأمن الأسري داخل الأسرة ، وتعين على إيجاده بين أفرادها ، وتأمل كيف نصبو إلى ما نريد ونرجوه بعد تحقيقها بإذن الله تعالى في العدد القادم،