الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٤ مساءً

هادي يسجل لنفسه تاريخاً جديداً !

د. علي مهيوب العسلي
الاربعاء ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
أتذكرون الرئيس المخلوع كيف كان رئيس كل شيء ها هو هادي رويدا رويدا يكرر نفس المنهج لأن الطبع غلب التطبع !

فماذا يعتقد من شخص ظل صامتا طيلة تسعة عشر عاما يتعلم من أستاذه الديكتاتور كل فنون المكر والخداع والمسكنة حتى يحكم سيطرته على المثالب التي هو يعلمه جيدا ،ثم يظهر على حقيقته التي تدرب عليها بشكل جيد من استاذه المراوغ الكبير!

نعم ! يبدوا أن هادي قد تفوّق على معلمه ،وهذا ما ظهر جليا من تعامل هادي وحكومته مع شباب الثورة في مسيرة الحياة النسخة الثانية إذ تفوق على صالح بجداره وبالاستعانة بخبرات دولية فقام بحصار المعتصمين ومنع عنهم الأكل والبطانيات والشرب وهذا مالم يعمله صالح طيلة عناده ومقاومته لثورة الشباب ،بل قتله عدد كبير من شباب الثورة الاطهار حتى استسلم بفعل تماسك وارادة شباب الثورة في تحقيق اهدافهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات وحينها قالوا له الشباب حدد فاتورتك يا صالح من دمائنا حتى ترحل !

يبدوا أن هادي متابع جيد لثورات الربيع العربي فحاول ان يمزج بين ما عمله مبارك وما فعله مرسي فنهج في الدهس كما حصل لشباب ثورة مصر الاحرار في موقعة الجمل الشهيرة ،ولست ادري ماذا ستسمى فعلته القذرة في يوم الثلاثاء الاسود المؤرخ في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر2012م قُبيل مؤتمره للحوار الوطني بأيام قليلة ، وقلد مرسي في اختطاف شباب الثورة واعتقالهم وربما غدا سيخرج لنا نفس الفبركات من انه اكتشف مخططا انقلابي كان سيؤدي بشرعيته التي لا تضاهيها أية شرعية في السابق ، إن حكام الامة العربية يمارسون في حكمهم نفس الغباء ويكررون نفس الاخطاء حتى الابداع هنا يكاد يختفي انه كرسي الحكم الذي يعمي الابصار !

لقد مارس هادي اليوم الثلاثاء الموافق 25/12/ 2012م نفس القتل ونفس القمع لمن أوصلوه إلى سدة الحكم في حادثة فريدة لا يعملها الا مثل هادي وحكومته الغبية!
في الامس القريب أناب هادي الغرب في قتاله ضد القاعدة ونكل بأبناء جلدته في ابين الحرة ونزحت أسر بكاملها ولم يعمل لها ما يملي عليه واجبه الدستوري ، ثم فتح جبهة أخرى في مأرب الحضارة بعد أن تمكن عدد من الإرهابين الاحتماء فيها بعد خروجهم من ابين ،اضافة الى ممارسة بعض المرتزقة التخريب لمنشآت البلد فقرر هادي أن يستخدم القوة ولكن بغباء أيضاً ، حيث أكد لي بعض من أبناء مأرب الشرفاء أنهم كانوا مع الرئيس هادي حتى وقت قريب ،ولكنهم اليوم ضد الرئيس هادي لأنه قرر الحرب على بيوت الآمنين ،وكما قال صديقي من مأرب الإباء والشموخ والحضارة والتي تشوّه بشكل متعمد من الانظمة المتعاقبة أن الإرهابين يتواجدون في مزرعة بحجم جامعة صنعاء معروفة للدولة وللأمريكان الذين يرصدون كل شاردة وواردة في مأرب وغيرها بتصريح من هادي وبشفافية مطلقة يبديها في كل مناسبة هو وحكومته ،كان اخرها الاتفاقية الموقعة بين اليمن والولايات المتحدة الامريكية والتي عرفت باتفاقية الاجواء المفتوحة ، لكن الجيش كما يقول صديقي لم يقصف أبدا تلك المزرعة من طائرات هادي، بل قصف البيوت الآمنة والتي لا يتواجد فيها أي إرهابي ،وعليه عندما تبين الكثيرون من أبناء مأرب هذا الذي جرى صاروا يُكنون عدم المودة لهادي وحكومته لقتله أبنائهم عمداً بدون وجه حق ويعتقدون أن هادي ربما يكون منسقا مع القاعدة بدليل عدم ضربهم في موقعهم المعروف !

كذلك ما يجري يوميا من استنزاف للضباط والافراد اليمنين بالاغتيالات عبر السياكل التي أضحت مخيفة لكل اليمنين ،وإذا بحكومة هادي تعطي أصحابها فرصة من أجل ترقيم سياكلهم وجمرتها ، أي أنها تبحث عن الموارد المالية ، ولا بأس أن تفقد الموارد البشرية التي هي بحق مورد اليمن الذي لا ينافسه مورد !، كان اخر ضحايا السياكل في هذا اليوم الاسود ضابطان عزيزان ! فهل بعد كل ذلك تستحق حكومة هادي الاحترام والتأييد؟

عندما أقدم الرئيس عبده ربه منصور المنتخب على حصار الثوار المعتصمين ثم التعامل معهم بكل قوة من أجل إنهاء الاعتصام راح ضحيته قتيل حتى كتابة هذا المقال بحسب الانباء المتواترة وعدد من الجرحى فهو بهذا الفعل بدأ يفقد شرعيته الاخلاقية بتعامل اجهزته الأمنية مع شباب مسالمين كانوا معتصمين سلميا ،وأهم مطالبهم هو إصدار قرارا رئاسيا بأن يكون يوم 11/فبراير من كل عام عيداً وطنيا اعترافا بثورة الشباب! ؛ فهل يختلف اثنان على ذلك ؟ ؛ وحتى الرئيس السابق يعترف بذلك وكذلك الدكتور عبد الكريم الارياني وهادي شخصيا ما برح يذكر ذلك في كل حين حيث يقول بأن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء وأن التغيير قد بدأ بفعل الشباب الذين حركوا المياه الراكدة ، وإذا به اليوم يكافئهم بتحريك دمائهم الطاهرة في محيط داره الرئاسي!

لقد كنا قد سررنا بأن هادي قد فهم مطالب شعبه عندما اتخذ قرارات تخص البدء بهيكلة الجيش وأيدناه على هذا الاجراء ، ولكن ذلك يبدو كذبة كبرى ،فلجوئه لذلك الفعل فقط للاستحواذ على ما كان يخيفه ليتغلب على الجميع بهذه القوة وما رأيناه وتابعناه لمسيرة الحياة خير شاهد ،حيث مارست قواته الدهس بالمصفحات لشبابنا الاطهار !

ولقد اعتقدنا خطأً ان الرئيس هادي متعفف عن السلطة ،ومن أنه المخلص لهذا الشعب الطيب الذي اكتوى بحكام لا يقدرون صبره ،وانه سيخرج البلاد مما هي عليه ليتوج بطلا تاريخيا عند شعبه ،وانه لا يحب تمركز المناصب بيده كما كان يفعل سلفه ، لكن اخر الاخبار تؤكد أن هادي سيكون هو الرئيس للجنة الحوار الوطني المزمع انعقاده قريبا !؛ بخم بخم يا هادي! ، وقبل ذلك كما قلنا أعاد تموضع القوات المسلحة ،بحيث تصبح القوة الضاربة بأمرته مباشرة وهذا هو عكس ما اتبعه صالح والتي أوكلها الى ابنه خجلا ،فجعل أحمد ابنه قائدا للحرس الجمهوري والقوات الخاصة ، بينما هادي مثلّ أنه أذكى فورث نفسه ولم يجعل ابنه قائدا لكتائب الصواريخ أو غيرها لكي لا يعلق عليه احد من انه قد بدء التوريث لأقاربه ،أي انه لم يغلط كغلط صالح فأوكل لنفسه قيادة الصواريخ وقيادة كتائب الرئاسة وحصة من مقاعد الحوار وهلم جر... هنيئا لك يا هادي باكورة قراراتك التي أيدناها لتقتل بها أبنائنا! إذن فشباب الثورة يخاطبونك كما خاطبوا بها رئيسك السابق فلتحدد فاتورتك من دماء الشباب لكي ترحل أنت ومبادرتك وأحزابك الى الجحيم!