الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٢ صباحاً

هل عاد الحمدي من جديد؟

عبدالسلام راجح
الخميس ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
شكلت فترة مابعد الائمة صراعا طويلا حاولت خلاله أتباع الأئمة وأنصارهم تمزيق اليمن كما يفعل الزعيم وبنفس الخطى كانت تدار اللعبة السياسية لتمزيق اليمن الشمالي إلى دويلات صغيرة وإثارة الصراعات بينها حتى تتمكن من لملمة شعثها وتجميع أطرافها والعودة من جديد إلى سدة الحكم والقضاء على كل الخصوم بما يعني إخماد ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بحكم كهنوتي أغرق اليمن في وحل الجهل وغياهب الشعوذة وعالم الخرافات والطلاسم.

بيد أن اليمن عاش صراعات متتالية تسببت في إزهاق أرواح الكثير من أبناء الوطن وفي مقدمتهم ثوار اليمن وأحراره أنذاك وبحمدالله فقد باءت تلك المخططات بالفشل ولحقت أذيال الهزيمة إلى وكر وجحور تلك الأيادي الاثمة بحق الوطن ورجالاته الأبطال.

اليمن في عهد صالح خاض الكثير من التحديات وواجه الكثير من المصاعب فقد أغرق اليمن بالفقر والمرض وغاص مرة أخرى في وحل الجهل فالأمس البائد عاد من جديد بجلباب الديموقراطية الزائفة التي كانت تسير على عهد أسلافها بخطى واثقة قائمة على إثارة القلاقل وبث روح الكراهية بين الأفراد التي روجت لها عناصر الأمس بعد أن وجدت البئية المناسبة لنموها وتكاثرها ومن ثم تكالبها على مقاليد الحكم ورد عجلة التغيير مائة درجة للوراء.

سلام الله على يحيى هكذا انطلق لسان الشعب صارخا في وجه الظلام حينما أعلنها صراحة عزمة على توريث الحكم لحفيده الذي يتولى قيادة الحرس الجمهوري الذي أنشأ خصيصا لتمرير هذا الزيف وتعبيد الطريق أمامه والضرب بيد من حديد لكل مناؤيه على السواء فهو عهد الديمواقراطية التي تغنى بها الاب ردحا من الزمن.

غير أن الربيع العربي كان الأسرع والأقوى في تقرير مصير هذا الشعب حيث هبت رياح التغيير وثار الشعب من جديد وأسقط مشاريع الدمار والقتل والجهل والمرض والفساد وأولها التوريث وسيسقط مسلسل المعارضة التي أطلقها صالح وأسماها معارضة الزعيم القائمة على الدعم المشبوه والأموال التي تم نهبها ويستخدمها لإحراق اليمن وتمزيق هذا الكيان الموحد والجسد الواحد.

تنفس اليمنيون الصعداء واسبشروا الخير في الرئيس هادي الذي تولى مقاليد الحكم في مرحلة عصيبة قلل فيها الكثيرون نجاحه في السير بالبلاد نحو الإستقرار وإخماد نيران القاعده في الجنوب والفصائل المسلحة في الشمال.

هادي تجاوز الكثير من العوائق وسدد سهامه صوب معاقل الهدم وبدأ يشيد يمنا قويا أهمها هيكلة الجيش وتحقيق الأمن والإستقرار والإستجابة لمطالب الشعب وإنجاز وعده بالتغيير وملاحقة الفساد في كل مكان وتنظيف اليمن من أدرانه
وهذا ما يؤكده الكثير ومنهم أفراد الجيش المغاوير الذين يقولون أن عهد الحمدي عاد من جديد بعد أن لمسوا تحسسنا ملموسا في رواتبهم وكذلك المعلمون وغيرهم كثير من موضفوا الموسسات الحكومية غير أن المواطن مازال يترقب قرارات تصب في التخفيف من معاناته أمام إرتفاع المشتقات النفطيه والمواد الغذائية.

وهنا مقارنة بسيطة لليمن بين بين الماضي والحاضر
صالح متهم بقتل سابقه الرئيس الحمدي بينما هادي أعطى سابقه حصانه صالح فرق الجيش إلى فريقين واحد يحميه وأخر اعتبره عدو له ولمشاريعه بينما هادي أعاد للمؤسسة العسكرية مكانتها وللدولة هيبتها ووحد الجيش
صالح السبب وراء دعوات الإنفصال التي أدت إلى ضهورها من جديد بينما هادي رأى المصلحة في مشروع الوحدة الذي يعتبره منجز تأرخي يرجع الفضل فيه إلى أبناء الجنوب والشمال يجب الحفاض عليه.

صالح أفسد وعاث في اليمن بالإفساد والإنتقام من أبناء الشعب الذي قال له لا في انتخابات 2006 بينما خرج اليمن طواعية للتصويت بنعم لعبد ربه منصور هادي إنعدمت أفراح الشعب في عهد صالح بينما الان نفرح بكل قرارات المشير هادي حيث تحولت السنتين إلى اعياد وافراح.

تولى صالح 33 شهدت حروبا كثيرة أهمها ستة حروب في صعدة بينما هادي فترة حكمه لاتتجاوز السنتين استطاع أن يخمد القاعده في فترة وجيزة وبضربة وحدة وهذا يذكرنا بفترة حكم الشهيد إبراهيم الحمدي ونسأل الله أن تكون سنتي خير وبركة ونصر كسنتي عمر بن عبدالعزيز.

صالح كان كثير الخطابات قليل الأعمال بينما هادي الصمت الذي يسبق العاصفة.