الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٩ صباحاً

يوم الدولة سنة

صالح احمد كعوات
الخميس ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
هذا مثل قديم يتداوله كبار السن إن يوم الدولة كسنة هكذا يحسبها المواطن العادي ، حين تصدر وعدا أو قرارا فما على المواطن إلا الانتظار والمتابعة بصبر وتأني.

خرج الملايين من الشعب اليمني في ثورة فبراير المجيدة مرددين بصوت جماعي ومسموع ( الشعب يريد إسقاط النظام ) وكان الكثير منهم يدركون صعوبة تحقيق هذا المطلب وفي الوقت نفسه مصرون وملحون في تحقيقه ، استمرت الثورة وسقط رأس النظام ومع ذلك استمر الثوار بالمطالبة والإلحاح ، وجا رئيس جديد وحكومة جديدة كان للثوار الفضل في مجيئها، ومع ذلك استمرت الثورة في الساحات رافضين الانصراف وكان شيئا لم يتحقق ، نسمع الهتافات الثورية كل جمعة ، وفي مسيرات سلمية هنا وهناك ، الشعب يريد إزالة العائلة ، يا له من إصرار ، ويا لها من عزائم، هادي الرئيس الجديد متهم بالتباطؤ وممالأة الفاسدين ، المعارضة متهمة ببيع الثورة ، ونسيان تضحيات الثوار ، لم ندر ماذا يدور في الكواليس ، ولكن صدق المثل يوم الدولة سنة ، بعد عام علي توقيع المبادرة الخليجية ، عام مليء بالآلام والآمال ، عام مليء بالكر والفر، عام عكف فيه الساسة علي صناعة تحول كبير بينما آخرون يمارسون أبشع الأفعال بحق الشعب من اغتيالات وتفجير وإثارة للمشكلات وترويع للمواطنين ، ومصادرة الثروات والمقدرات ، عام رغم صعوبته إلا أن الشعب لم يكل ولم يمل في المطالبة بتحقيق أهدافه.

وفي مفاجئة أطلقها الرئيس عبد ربه منصور هادي ، بعد الكثير من التوقعات والتسريبات من هذا الطرف وذاك ، خرج الرئيس بقرارات شجاعة وجريئة بإقالة باقي العائلة ، والاهم منهم وضع اللبنة الأولي لتوحيد الجيش والأمن ، وتحويله من جيش تابع لأسرة إلي جيش للوطن ومن اجل الوطن.

خرجت هذه القرارات فصفق الشعب وهلل واستبشر ، ورفع صوته في مسيرة مليونية شكرًا أيها الرئيس ، شكرًا علي تلبيتك مطالب الشعب ولو بعد طول انتظار ، شكرًا علي إخراج هذه القرارات بهذه الصورة القوية الشاملة التي لم تكن نتاج تسرع أو ردة فعل بل نتيجة دراسات علمية
ورغم ذلك نقول للرئيس :

الشعب يقف إلي جانبك للمضي نحو التغيير ، فلا تتردد في اتخاذ القرارات التي تلبي مطالب الشعب فلا زالت هناك من قبيل القصاص من القتلة والانتصار لدماء الثوار ، وإخراج المخفيين قسرا من سجون العائلة ، وإعادة الأموال المنهوبة ، وإعادة الروح لوحدة اليمن ولملمت جراحها
ورسالة أخري لأحزاب المعارضة شكرًا لكم فقد ضحيتم بسمعتكم وأوقاتكم من اجل اليمن.

والي الوطنيين في المؤتمر والخارجين منه أن الشعب يريد منكم المزيد من البذل والعطاء والتضحية فالوطن ملك للجميع ، ويستحق منكم الكثير.

والي علي صالح وأسرته ومواليه نقول الشعب قرر أنها عهد الظلم والفساد ولن يقف أمام قرار الشعب احد ، الشعب أراد خلع الاستبداد والإطاحة به ولن يستطيع احد أن يحول بين الشعب وما يريد ، فارحلوا من حياتنا فلان طال صبرنا وزاد حلمنا فلن يكون ذلك مانعا من أن نرفع أصواتنا الشعب يريد محاكمة العائلة ، فقد قلنا الشعب يريد إسقاط النظام فسقط رأس النظام ، وقلنا الشعب يريد إزالة العائلة فزالت
فاتعظوا وخذوا الدرس من غيركم قبل أن تجدوه في أنفسكم.