السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٢ صباحاً

الأستاذ سمير ،،، ورحلة السندباد ( 4 )

عباس القاضي
الجمعة ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
كان للدعاء دور عجيب ، حيث استعاد لبعض الطمأنينة التي فقدها خلال الساعات التي مرت ، فقام من مقامه يحتضن الشجرة ،، وهو يردد : سبحان الله العظيم وبحمده ،، من قالها غرست له نخلة في الجنة ،،، لم أدرك دلالة هذا الحديث ، إلا الآن ،، يحدث نفسه ،، فظل هذا الذكر سميره في هذا المكان الموحش ، لكن النفس والشيطان لم يفلتاه ، فقد كانا يحدان السمع لصرير وصفير الحشرات والأفاعي ، لم تهدأ إلا بعواء الذئاب ،، حتى يكون لها وقع مخيف عليه .

أراد أن يرتاح قليلا ، وبما تبقى معه من إضاءة شاشة الهاتف ، تحرى مكان جلوسه مستندا إلى جذع الشجرة ، ومتكئا بشكل خفيف على كيسه الذي فيه مؤنته لمدة شهر ، مد يده إلى الكيس ليخرج منه ما يسد رمقه هذه المرة ، أخرج قطعة من الفطيرة ومعها قارورة الماء ، قضمها بأسنانه سمع دوي صوتها بأذنيه من يبسها ، قال : أحسن من حفيف الأفاعي وعواء الذئاب ، كان يلكها من جهة إلى جهة ، ويمني نفسه بفاصوليا مع البيض ، ثم أردف : فاصوليا صافي مش مشكلة ، ثم استدرك : ما هي إلا أماني ، خليها دقة ،،، ألحقها بضحكة طويلة انتهت بدمعة وزفرة ألم ، وهو يقول : إذا كانت هذه المقدمات ، فكيف ستكون النتائج ، صحيح أنه قيل : إذا كانت البداية محرقة ؛ تكون النهاية مشرقة ،،، مادامت كلها أماني ، كبده ، كبده ، هذه المرة لم يضحك ، اكتفى بابتسامة الفلاسفة .

أعاد بقية الكسرة إلى الكيس قائلا : سأحتاجها ، عاد المراحل طوال .

رأى في اتجاه الأفق أمامه رأى عينين تشعان باتجاهه انتابه الخوف ، أصابه الرعب ،، أكيد هذا ذئب ، نمر ، المهم وحش غالبا ما تكون هذه العيون لوحش من فصيلة القطط ، إنه يشم رائحتي ، أخاف أن يكون إبن آوى هذا من أنواع الذئاب يشرب الدماء قبل أن يأكل اللحم ،،، ياااااااساتر ، وقف ينط على الشجرة متسلقا .