السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٣ مساءً

الثورة الشبابية ،،، والأولويات

عباس القاضي
الجمعة ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً
ما ذا نريد ؟ سؤال قصير في تكوين حروفه، إلا أن إجابته تطول وتطول .

ذكرته قبل يومين والحملة الإعلامية على أشدها تتناول الاعتصام ، أمام دار الرئاسة .

لقد ظل الشعب منذ ما يقرب من عامين ، وعلى لسان الثوار يهتفون : الشعب يريد إسقاط النظام ،،، وكانوا بهذا يَعَون تماما من هو النظام ؟.

وفعلا سقط رأس النظام بضغط جماهيري وبعد تضحيات جسام ألفَتَت العالمَ ومعه دول الجوار ،،، وجاءت المبادرة الخليجية بتوقيع دولي ، مفادها : تغيير النظام تدريجيا حتى لا يشعر أحد الأطراف بالانتصار ، فيسرف في الانتقام ،،، ولا بالانهزام ، فينتحر ، وينحر معه الوطن .

سقط رأس النظام بعد اشتراطه بحصانة تعفيه من جرائمه ،، وتحت ضغط دولي وإقليمي قَبِلَها الثوار بمرارة ،،، فقد كان الهدف من الثورة هو التغيير لا تصفية أفراد ،،، وإن كان لم يحْلُ للبعض هذا الحل ،،، إلا إنه كان .

استمرت الاعتصامات ، وإن كان بشكل أخف ، فقد خرج منها الأحزاب الكبرى وهم من الأطراف الموقعة على المبادرة ،،، وبقي بعض شبابها كورقة ضغط ،،، إلا طرفا وجد نفسه وقد أنفض العمالقة من حوله – عملاقا أو هكذا تهيئ له ،،، أراد أن يستفرد بالساحة وجودا وإعلاما حتى حمل شعارا يخاطب فيها المعارضة التقليدية : " انتهت أزمتكم وبدأت ثورتنا " .

لكن هؤلاء تأريخهم أسود أصلا وممارسة ،،، وفكرهم من الضيق لا يتسع لوطن ،،، يدعي الثورة وهو يرتبط مع بقايا العائلة بعلاقة مشبوهة ،،، ليس لديه مانع أن يتشضى الوطن ، مادام يخدم مشروعه الصغير .

ولهذا جاءت إحياء ذكرى مسيرة الحياة ، فانتهزها فرصة لحرفها عن مسارها المادي في المكان , والمعنوي في الشعار .
كثير من الثوار المشاركين واصلوا مسيرتهم إلى حيث يجب وهي الساحة وقليل من الشباب المستقلين استجابوا لهؤلاء ، وكان مستقرهم أمام دار الرئاسة ، ليجتمع معهم معارضو الثورة ومناصرو النظام السابق وبمن تلطخت أيديهم بدم الثوار ،،، يرددون : الشعب يريد إسقاط النظام ،،، وعندما تبح أصواتهم يستريحون بترديد الصرخة " الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ........." في الوقت الذي لم يمر أسبوع ، من إصدار قرارات هي الأقوى من قيام الثورة ،،، وتحقيق أكبر أهدافها سواء في الهيكلة ، أو إبعاد بقايا العائلة من مناطق تأثيرهم ، تمهيدا لبناء جيش على أساس وطني .

كان المفترض أن تكون هذه المسيرة ،،، مسيرة تأييد للرئيس ، لا لإسقاطه ،،،، ولكنهم بقايا النظام ومعهم الحوثيين الذين لم تعجبهم قرارات الهيكلة ،،، لأن فيها القضاء على مشاريعهم الصغيرة .