الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٧ مساءً

في هذا العام..أريدُ وطناً ياساده

اسامه الدبعي
الثلاثاء ، ٠١ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
وهاهو التأريخُ يستقبلُ ضيفاَ شاقاَ عَليه..وهَانحنُ نَطوي أوراقه..2012م..وسرعان ما يُراودني تساؤل هل سيطوينا عام 2013..وهذا السؤال بصدق يجعلنى أتنهد..

أتذكر عندما كنت طالباً في المستوى الأول قبل سنوات طرحَ علينا الأستاذ المحاضر عدة أسئله أراد منا أن نجعلها كبداية إنطلاقه ..كانت هذه الأسئله تقول..من أنت ..؟,كَم عُمرك..؟,بِماذا تَحلم..؟,كم حَققت مما تحلم..؟,كم بقي لك من الحلم..؟,كم ..وكم ..وكم ..كُلها كانت أسئله كَمية ..وحقيقه عندما حاولت أن أجاوب عليها كانت تخرج من داخلي حِمم تناهيد..,وصِدقاً كان الرقم الوحيد في إجاباتي الذي تجاوز الرقم واحد كان رقم عُمري..

ولعلي عِندما أُعيد إحياء هذه الأسئله لأسقطها عَلى الوطن ..ستكون تناهيد غير قابلة للإحتمال البشري ..ففي هذا الوطن أَحلام كبيره ..لكنها لم تتحقق ولا أدري هل حقاً بدء العد التنازلي نحو تحقيقها ..

في هذا العام هل يمكن لأرضي أن تكون لي وطن ..فأنا ماعرفت لي في الأرض من وطن ..وطن أشعرُ فيه بمواطنتي وطن محفوظة فيه كرامتي وإنسانيتي ..ومحفوفاً بالمستقبل المشرق ..وطن أرى رجال القانون.. رجال العدل ..وحراس الأمن لتأميني ..لحفظِ حقي وحقوقي ..لحراسة أرضي..لا لإبتزازي وإستفزازي وإستغلال مصالحي ..

-أنا لا أريد وطناً أدفع له نصف مليون ..ثمناً لتعليمي الجامعي ..أدفعها رسوماً ..على فقر..ليدفعني بعدها إلى الرصيفِ عَلى ضَجر..وفي أَفضل الحالات موظفاً براتب لايتعدى خمسة عشر ألفاَ..

- لأنا لا أريد وطناً أكون له موظفاً براتبه البخس ..وأصمدُ خمساً وثلاثين عاماً ..ليمحنني بمضض التقاعد ويشرفني بإبتلاع نصف الراتب البخس.

-أنا لا أريدُ وطناً ..كل أسلافي عاشوا فيه وحَفِظوه ورعوه ..وعِندما أذهب إليه لأنتسب إليه ليمنحني إرثه-إرث المواطنه-يكذبني هذا ..ويرفضني هذا ..وكأني قادم من أدغال أفريقيا ..هم لايرفضوني لأوراق ناقصه ..بل لإبتزازات نَاقِصة ..

-أنا لا أريدُ وَطناً عاصِمَتهُ تَبثُ في نفسي الرُعب ..ما إن يعمد أحد أبنائها إهانتي بِكرمِ قُبح فأردُ عليه ببخل..فسرعان ماتُعلق الخناجر على صدري..والأسلحة السوداء تُشيرُ إلي..

-أنا لا أريدُ وَطناً يقتلُ فيه المجرم ..أخي ..أبي ..إبني ..ويَلوذُ للإِختِباء..ثم ليجمع له جَمعاً ليُقدِمَ لي عيداً ..يُريدُ مِني أن أحتفل معه..بقتله لـ أخي ..أبي ..إبني .....

أنا لا أريدُ وطناً ..شبابه يحترقون على الرصيف يحاولون أن يجعلون من أنفسهم بوعزيزي آخر..لعل أحدهم يلتفت إليهم..
كلا ولا أريدُ وطنا ..أطفاله يدرسون التسول عِلماً على مشارف الجولات وفي خاصرة الأسواق..وأطفاله الآخرون في المدارس يَدرسون العجرفة ..

-ولا أريدُ وطناً ..لايمنحني نوراً لأرى به الطريق التي لم يعبدها ولم يمهدها ..لأتعثر أو أموت ..ليقول لي ساخراً .."يامواطني أنا لستُ عُمر"..لأمهد لك الطريق..

-أنا لا أريدُ وطناً ..جيشه يقتلني في الطريق ويخطفني ..ليصلبني عَذاباً في السجون ..ومن رحمته ..يخفيني قسراً ..

-أنا لا أريدُ وطناً ..يهدد الإرهاب حياته ..ومستقبله ..لا أريده ضعيفاً هشاً أمامه ..

-في هذا العام ..أنا أبحث عن وطن ..وأريدُ وطن أجدني فيه حياً ..وأشعرني فيه بشراً كسائر البشر..لايدوسني فيه ظلام..ولايقلقني فيه أمن ..ولايحرقني فيه ماضي..

-في هذا العام ..أنا لا أريد أن تقتل شعبي "الحياديه" و"المجاملات"أريدُ الحق أن يظهر والإجرام يُسجن..ويُعاقب..ويُعدم.

في هذا العام ..إن كُتبت لي الحياة ..فأنا اريدُ أن أعيشها بثقه وإطمئنان ,وإن كُتب لي الموت فأنا أريدُ أن أموت مبتسماً مطمئنا على وطني ..وشعبي ..وأهلي..وقبل كُل شئ ديني ومعتقدي..

أنا أريدُ وطناَ ياساده ..


"Sms"

في هذا العام أريدُ فيه أن أشعر أكثر 365 مرة بأنني مواطن يمني محفوظة كرامته ..ومكفولة حقوقه ..

"تنهيده"
حنانيك ياوطني ..إنه أنا مهلهل الجسد ..أبحثُ عن كَسرة مُوَاطنَه..وشَقفة حياة..