الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤١ صباحاً

المتذاكون .. والحراك وصعدة

احلام القصاب
الاربعاء ، ٠٢ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
يكثر الحديث هذه الايام حول الحوار الوطني المزمع عقده قريباً وقضية التمثيل للمشاركين فيه تحديداً ، وحقيقةً اؤيد من وجهة نظري المتواضعة الطرح القائل ان حصر تمثيل القضية الجنوبية بالحراك خطأ ، لأن الظلم الذي لحق بالجنوب لم يكن فقط موجه ضد من ينتمون إلى الحراك ويزعمون انهم يمثلون القضية الجنوبية اليوم بل لحق الظلم بكل الجنوب بكل فئات الشعب واحزابه وجماعاته ولكل التوجهات المختلفة فيه منذ انتهاء حرب صيف 94م مثلما لحق كل اليمن قبل هذا التأريخ ، لهذا من الخطأ ان نزعم ان الحراك هو وحده من يمثل القضية الحقوقية الجنوبية والقضية السياسية اليمنية عامةً ، وكذلك بالنسبة لقضية صعدة لا يمكن حصرها بالحوثة فهؤلاء فئة من الشعب او جماعة خرجت على النظام والقانون والدستور ورفعت السلاح في وجه الدولة وكلفت الدولة الكثير من الدماء والاموال ثم نجد من يتحدث عن قضية صعدة كأنها قضية (عرقية لأقلية) تطالب بحقوقها في العيش (بسلام) وهم يجيشون الاتباع ويقيمون معسكرات التدريب والعروض العسكرية وتأتيهم إمدادات السلاح عبر البحر ويحشدون الانصار (بمقابل) ويكدسون الاسلحة والانصار استعداداً للحرب القادمة للاستيلاء على صنعاء وبعض المناطق بالتنسيق التام بل التحالف مع بقايا نظام الفساد والافساد ، على القيادة أن تدرك ان البعض ممن لهم اجندات يسعون لتنفيذها يجدون الوضع الحالي في اليمن فرصة تاريخية لتمرير مشاريعهم على اساس أن الدولة في حالة ضعف وأن الخصوم يمتلكون اوراق قوة على الارض ويسعون لجعل مؤتمر الحوار السفينة التي سيصلون بها إلى شاطئ تحقيق اهدافهم لترسو بسلام وينتزعون ما يسعون لتحقيقه بكل يسر وسهولة حول طاولة (حوار) يهيئون لمخرجاته من الان عبر فرض شروط ونقاط ومطالبات بتنفيذها (ومنها تصريحات بعض اعضاء اللجنة الفنية للإعداد للحوار أن الوحدة الاندماجية فشلت) قبل الشروع في الحوار تحت مبرر إظهار حسن النوايا لتشجيع الاطراف على المشاركة في الحوار علماً ان هذه المطالبات تُعَد شروط مسبقة للحوار ، وفي نفس الوقت يطالبون ان يتم الحوار دون اي شروط مسبقة او سقوف او خطوط حمراء تناقض فاضح يُظهر لأي متابع حريص على وطنه حقيقة ما يحاك لليمن ، إن إدراك القيادة السياسية أن اللجنة الفنية تجاوزت الدور الفني للإعداد للحوار لتلعب دوراً سياساً بداية في تصحيح مسار عمل اللجنة وبالتالي مسار الحوار الذي لا يجب ان يسبقه شروط من اي نوع كانت وبنفس منطق من ينادون بضرورة ان لا يكون هناك ثابت (شروط) لا يتجاوزه الجميع (مع ان هناك اكثر من ثابت يجب ان لا يتجاوزه احد) ، إن محاولة البعض استدراج القيادة السياسية للإقرار بأمور على انها حقائق واقعية وحتمية لابد من التسليم بها قد تصبح الحبل الذي سيطوقون به القيادة السياسية ويتم البناء عليه لتجد القيادة السياسية نفسها في وضع لا تحسد عليه ومجبرة اما للخضوع لما هو مفروض عليها وتواجه الشعب قاطبة وتتفجر الاوضاع او الهروب بالتخلي عن تحمل المسؤولية التي اوكلت إليها من قبل الشعب بناءً على الاستفتاء الذي تم بموجب المبادرة الخليجية وتسلم الرئيس القيادة للخروج باليمن من النفق المظلم وبالتالي دخول اليمن في المجهول ، وعليه ستسوء الاوضاع في البلاد وسيجدون اصحاب المشاريع الخاصة الفرصة سانحة لتحقيق اهدافهم ، إن من نافلة القول أن يتم مواجهة هؤلاء بحزم ووضع النقاط على الحروف عند مخاطبتهم ، الم يكن الاجدر بكم اظهار حسن النوايا بعد قرارات اعادة هيكلة الجيش والإقرار أن الوضع في طريقه إلى التغيير في الاتجاه الصحيح وعليه لا داع لكل ما يطرح من مساجلات حول ضرورة تهيئة الاجواء بقرارات من النوع الذي سيفضي لتحقيق اهداف الاقلية على حساب مصالح الاكثرية بدعوى تشجيع البعض على المشاركة في الحوار طالما ان الجميع سيسعى لإيجاد دولة تختلف تماماً عما كان حتى تاريخ التوقيع على المبادرة الخليجية ، الا يجدر بهؤلاء اظهار حسن النوايا التي يطالبون بها القيادة السياسية ؟! والانخراط في الحوار الوطني وطرح ما لديهم والمساهمة الفاعلة في بناء اليمن الجديد في ظل المتغيرات الاخيرة وبدون اي شروط مسبقة .