الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٤ صباحاً

أفرجوا عن منحة أروى الخطابي

جلال غانم
الجمعة ، ٠٤ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
عندما نرى إيقاع الكلمة تُنادي بالحُرية وفتح معالم الأفق المُغلق وتحرير الثورة من حالة الابتذال لن نجد في المُقابل إلا خيارين إما مُحاصرة هذه الكلمة ومُحاولة وأدها كي لا تزهر في يوما ما أبراج شاهقة وعالية من السُمو والحرية أو تنتصر هذه الكلمة وتبدءا في البحث عن محطات جديدة للتوالد وزرع ثمارها على طريق الحُلم والبناء الوطني .

فهُنالك من يبحث في أكوام القش عن إبرة مخرومة وُهنالك من يؤسس لثقافة عدمية على وقع ثورة ضحى من أجلها اليمنيون بالغالي والنفيس .

فالناشطة الشبابية أروى الخطابي إحدى خطيئة الثورات , إحدى الناشطات التي دعت إلى تحرير الثورة من العسكر , إلى تحرير المرأة من حالة التكميم .

فتعرضت إلى أقسى العقوبات الثورية في زمن كُنا قد سميناه (تشي الحِصار) بدلا من تشي النضال فمن منا يرتفع صوته عاليا لن يجد إلا المجسات تُلاحقه في أقرب الشوارع والسفارات , من يرى الحُرية كسقف مُرتفع لا تراجع عنه لن يجد إلا حالات التخوين المصحوبة بالألقاب الثورية والمصبوغة بحالات العمالة والعلمانية والاشتراكية كي توأد الحُقوق وتُسلب تحت هذه المُسميات البايخة .

بربكم أي شهادة يُمكن أن نطلقها على هذا العهد ؟

أي لُغة يُمكن أن نمتدح بها الحاكم بسلاجقته ودهاقيه والمطبطبين الحزبين له ؟

ماذا عسانا أن نرى في وجوه اللصوص إلا حالة الخوف من أن يسلبونا يوما ما أرواحنا ؟

من منا له سُلطة إقناع صخر الوجيه وزير مالية بيت اليمنيين بإعادة المنحة المالية للناشطة والكاتبة أروى الخطابي بعد مُحاصرتها أكثر من سنتين في إحدى الجامعات الألمانية دون مقعد ودون منحة مالية .

من منا يقنع القائمين على حكومة العرطة الوطنية التي أسميناها وفاق أن التعليم ودعم الدارسين خارج البلد الأهمية القصوى كي يعودوا لبناء أوطانهم خارج حصار القبيلة التي استولت حتى مقاعد المدرسة !

نريد اليوم أن نرى وطن مُختلف وطن ما بعد علي عبدالله صالح لا أن نعيش زمن ليس لنا .

فالحُقوق والحُريات هي المعلم الأول في تجربة التخصيب الوطنية التي تثمر اليوم حالة إعاقة في مُعالجة حتى حالة ملاريا في أضخم مُستشفى حكومي .

ما نريد تذكيره إلى كُل من يملك ذره ضمير بأن الكاتبة والناشطة الشبابية أروى الخطابي تعيش ظُروف مادية ومالية تعيسة ودون مقعد دراسي في المانيا وذلل بسبب مواقفها الجريئة التي تُنافي كُل مصالح الرأس القبلي والديني في أروقة بلد ضيق مساحة الحُرية على أبنائه كي يدفعوا ثمن تطلعاتهم بحرمانهم في حقهم في الحياة وفي التعليم وفي الماء وفي العيش الكريم .

فأعيدوا لها منحتها المالية قبل أن نُدونكم في دفاترنا ومُذكراتنا كصائدي للحقوق والحُريات في العهد الثوري الرديء .