السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٢ صباحاً
الجمعة ، ٠٤ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
الناس أصناف ومعادن كما يقال ولكن في الوطن العربي وعند الفرد العربي "بالذات" الرؤية لا تكون إلا للونيين الأسود و الأبيض أما ما بينهما وهو اللون المخلوط" الرمادي" فلا وجود له .. لقد أضيع هذا اللون في غياهب الأزمات وأُستخدم فقط لمسح أخطاء الأبيض والأسود، فهو اللون الوحيد الذي يتكون منهما خاصة .. لقد أنشغلت قليلا بذكر الألوان السابقة ولكني نسيت ما سيّر أناملي وأتى بهم على سطور الكتابة ألا وهو الناس وليس اللون .. عبر تاريخنا وثقافتنا المتوارثة نتداول عدد من الشخصيات والاسماء المحصورة (والتي تكون في إحدى الخانات إما الأبيض أو الأسود)، فالشخصيات المتواترة الذكر قد تكون بيضاء خالصة لنقاوتها وصفاء نيتها وما قدمته ببسالة وشجاعة وضحت بكل شيء فكان هناك منصف لها ليكتب عنها .. أو أنها شخصيات لا تستحق الذكر بتاتا ولكنها وجدت لها الملمعين والمطبلين من ذوي الأيادي الممدودة .. وقد تكون شخصيات سوداء إما لفعلها الشنيع وفضاعة ما صنعت أو أنها سوداء بفعل ما يفعله الأخرون ببث سمومهم وتشويه هذه الشخصية قدر المستطاع فتنشأ الرؤية عند الفرد من منظور الكاتب ورؤيته للشخصيه كونه هو السارد الوحيد .. أما الشخصية الرمادية وهي الشخصية التي بنت الجدران البارزة لتُولد خلفها، هذه الشخصية المهمشة كانت السبب الرئيسي وراء بزوغ اللونيين الأسود والأبيض بنوعيه ولكن لعدم رغبتها في الظهور دفعت غيرها ليكون في الواجهة.. ومن هذه الشخصيات الرمادية المحمودة الذكر التي دعمت الأبيض الصافي النقي وحاربت الأسود الحالك، الشخصية المهضومة "بالشامي" والمهضومة "بالحجري" المناضل الوطني محمد حمود الحكيمي، ذلك المنسي في الأذهان ولكن الأراشيف لن تنساه ..فلقد بذل الكثير الكثير من أجل وطنه اليمن الذي حلم في يوم من الأيام في بنائه ومازال يحلم ولكن بتفاؤل .. تجده دوما يتحدث عن الوطن بوجه مشرق وحب لا يعرف سره إلا من عاش معنى النضال، ولا يهمه ما الذي يبذله في سبيل وطنه، تعرض للسجن وتعرض للمضايقات وعاش في مرحلة مطاردة ومطالبة برأسه لمجرد أنه أحب وطنه، قدم سياسات بناءة لهذا الوطن، ولكن هو عندما يحتاج الوطن لا يجده ..لقد عشق الوطن ويُخال لي بأنه عشق المجنون لليلى .. إنه حب يقيني غير مخلوط بالشك ولا تشوبه شائبة .. ولكن رغم كل هذا لم يُكرم ولم يلتفت له أحد ولم يذكر ضمن أحد من رفاق النضال، فعملية إصلاح الوطن وترقيته أهم عنده من عملية الظهور التي يلهث وراءها الأغلبية .. لم يتطلع أبدا لمنصب ولو كان كذلك لكن رئيس وزراء ولا نحب أن نبالغ إذا قلنا رئيس جمهورية ولا يحب الأموال ولو كان كذلك لكان الآن يمتلك من العمار والأراضي ما تغني أجيال وأجيال من ذريته ولكن هو رفض كل هذا ، فهذا لا يمنع أن يخلده التاريخ أو أن يوجد إنسان شريف يكنب عنه ولو حرف واحد من باب الإنصاف ليس إلا .. ومن باب أن رجلا قدم للتاريخ الكثير فمن حق التاريخ أن يكتبه ويخلده بحروفه عبر صفحاته .. ليس هو فقط ولكن كل من حمل راية اللون الرمادي النزيهة فقدم وضحى وبرز أخرون لا يستحقون الذكر، فقط لوجود أيادي ملمعة وصفحات فاضية ..أما آن لنا جميعا أن نبحث عن التاريخ الصحيح ونخلد فقط من يستحقون الذكر ونصب بالأخرين في أقرب Recycle Bin" " حتى لا نجرح أحدا ..


إضاءة
قد يبدو الليل موحشا ولكن بوجود الشرفاء أصبحت آية الليل مبصرة