الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٩ صباحاً

مبروك يا وطن .. « ثلاثة أحزاب» توائم

عبدالعزيز الهياجم
الجمعة ، ٠٤ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٥١ مساءً
في الوقت الذي دشن العالم العام الميلادي الجديد 2013 بمظاهر فرائحية وابتهاجات وحوافز حكومية للشعوب تراوحت بين زيادة مرتبات هنا وإقرار تأمين صحي هناك , والإعلان عن موازنة ضخمة تحمل عناوين رخاء في ذلك البلد ..و .. و .. و .. كان أبرز ما استفتحنا به العام الجديد هو إعلان لجنة شؤون الأحزاب عن موافقتها على تأسيس ثلاثة أحزاب جديدة في اليمن.

أتذكر أننا في عام 1991 وكنا في المرحلة الثانوية وكان البلد يعيش سنة أولى “ تعددية حزبية ” فكرنا أنا وعدد من الزملاء الذين من بينهم أقارب في تأسيس حزب أسميناه حينها “ حزب التضامن الوحدوي اليمني” وصممنا له استمارة مكتوبة بخط يد لكنه خط جميل ونسخنا عشرات منها في آلة طبع مستندات في “الرونة” مركز مديريتنا شرعب الرونة .

وكتبنا من ضمن أهداف حزبنا توفير وظائف لخريجي الثانوية خصوصاً في مجال التدريس وأيضاً توفير فرص عمل للمغتربين، وكان في ذلك دغدغة لعواطف كثير من المغتربين في منطقتنا الذين عادوا إلى البلاد جراء أزمة وحرب الخليج الثانية كضحايا للموقف الذي اتخذته القيادة اليمنية آنذاك .

ومن أول يوم استطعنا أن نقنع عدداً لا بأس به خصوصاً من المغتربين العائدين الذين سلموا صوراً شخصية وملأوا بيانات في الاستمارات المتواضعة ووقّعوا وبصموا , ولو كان لدينا مالٍ كاف لتحركنا أكثر وسافرنا إلى محافظات وجمعنا عدد 2500 عضو كحد أدنى يخوّلنا الحصول على موافقة لجنة شؤون الأحزاب، وبالتالي كنا سنضمن من يومها مشروعاً استثمارياً مدراً للدخل ومؤهلاً للدخول في مساومات وصفقات وأرباح حتى لو لم يكن هناك على أرض الواقع شعبية تذكر لذلك الحزب .

وإجمالاً كان المال وحده العقبة التي أجهضت مشروعنا، وكان توفره لدى آخرين مفتاح الوصول إلى الاعتراف الرسمي , أما مسألة الأدبيات والأهداف والأفكار فيتساوى فيها الجميع ويمكن صياغتها بـ«تخزينة» واحدة، جميع الأحزاب أو لنقل أغلب الأحزاب التي كانت لها بذرة سابقة أو نشأت في أوقات لاحقة تلاقت عند أدبيات متشابهة تصب جميعها في مسار دغدغة عواطف الناس وبيع الأوهام ورسم الأحلام وفي نهاية المطاف يكون الحزب مجرد مشروع استثماري ووجاهة اجتماعية لقلة قليلة تتبوأ مناصب قيادية فيه أو تحمل ألقاباً وصفات باسمه .

ولو لم يمت مشروعنا ذاك في “ المهد” لكنت اليوم على أقل تقدير أمينه العام , وكنت سأملأ البلد ووسائل الإعلام ضجيجاً وتصريحات ,, وكنتم ستقرأون في الصحافة سيلاً من التصريحات والبيانات التي أصدرها .. وربما كان حزبنا جزءاً من اللقاء المشترك لأؤكد لكم بأننا من أنجز التغيير وقاد الثورة الشبابية الشعبية السلمية , وكنتم ستعرفون كل صغيرة وكبيرة تناولتها في لقائي مع المبعوث الأممي جمال بن عمر وسفراء أمريكا وبريطانيا ودول الخليج وكل رعاة المبادرة الخليجية، أما لو لم تحصل تلك اللقاءات لكنت قلت إنني رفضت مقابلة بن عمر والسفير الأمريكي وغيرهم لأنني أصلاً أرفض التسوية السياسية برمتها وأعتبر ما جرى التفافاً على ثورة الشباب وسرقة لأحلام الناس الذين حلموا بالتغيير.

وإذا لم يتم مراضاتنا سننسحب من اللقاء المشترك ونتحالف مع الرئيس السابق، ولو لم يكن لنا حصة في كشوفات اللجان الخاصة لتقاربنا مع الحوثيين وحصلنا على دعم من أطراف أخرى .

.. ولكن لأن “ لو” هي من عمل الشيطان ,,يبقى كل ذلك مجرد أحلام .. ولا عزاء لنا ولا عزاء لهذا الوطن وهذا الشعب الذي ابتلاه الله بـ “ أحزاب” كغثاء السيل ,وألف مبروك لمن ابتسم لهم الحظ وأسسوا “ مشاريع” أحزاب .