الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٣ صباحاً

شكرا لأنك سامية

محمد أحمد أبواصبع
السبت ، ٠٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
ليس بعد, لم ينتهي مسلسل مصادرة الحريات وممارسة الرُهاب الفكري واستخدام الدين كشماعة تعلق عليه المطامع والغرائز الدنيوية الحقيرة فالقائمة لم تنتهي ولن تنتهي بسامية الاغبري او علي السعيدي , وفيما يبدو الأمر كمحاولة للبحث عن شهرة وإثارة للخوف والرعب في قلوب الكتاب والمثقفين وتلجيم أقلامهم وتكميم أفواههم فإنه يحمل في أحشائه أيضا ((ريبوت)) مستعد لتنفيذ كل الأوامر الموكلة له دون أدنى مراجعة للضمير, الضمير الذي سيكون محصورا بين مزدوجي (ميت) الأمر الذي يجعلنا نقف من الآن بمقابلة مخاوفنا من قادم ستمتلئ فيه قوائم الحريات المنتهكة والآراء الموُءدة تحت سنابك خيل المجاهدين .!!

لم يتحدث شباب الحزب الاشتراكي في دمت عن كلمة يحيي منصور أبواصبع الأمين المساعد للحزب الاشتراكي اليمني في ذكرى استشهاد الأب والرفيق جار الله عمر لكنهم تحدثوا عن كلمة سامية الاغبري التي خاطبة عقول وأحلام وطموح كل شباب الحزب والذي لم تمارس فيه أبداً التورية السياسية أو تتماهي من خلاله بنفس ذلك القدر الذي شاب خطاب الحزب الاشتراكي وجعله خطابا عائماً لا يعبر عن يساريته بقدر ما أظهره كحديقة خلفية ملحقة بالمشترك وحزب الإصلاح . لكنها ــ اي سامية ــ كانت صريحة وشجاعة وقوية بذلك القدر الذي ذكرنا بأن الاشتراكية لا يمكن إلا ان تكون ثورية .

حين التقيت برفاقي في فرقة اشيد جبله التي شاركت في المهرجان, لم يكونوا يتحدثون عن أدائهم أو عن ألبومهم الذي يحلمون بإصداره لقد كانوا يتحدثون عن سامية , سامية التي قالت أن الثلاثي القبيح المتعهد بقتل الجسم اليمني والمتمثل بالقبيلة والدين والعسكر هو اكبر خطر يتهدد مدنية ثورتنا, كانت سامية حينها تدرك ما تقول , وتدرك ان كلامها لن يرضي الكثيرين لكنه قالته فالاشتراكي لا يمكن إلا ان يكون شجاعا وأن يحمل أفكاره ويغني مرسيل : (( إني اخترتك يا وطني ) .

حقيقة لا أعرف كم علينا أن نعلن تضامننا مع الصحافيين والكتاب في مواجهة حملات التكفير والتحريض وكل دعوات الكراهية ومصادرة الحقوق وسبي الحريات .. لكني أرغب أن أقول لكل أولئك الناعقين : لم نعد في حدود تقوقعكم أيتها الخفافيش العمياء نحن في عصر الحرية ولسوف نستمر في الحفر حتى نخرجكم للضوء ونعتقكم من ربقة التلقي والنصوص الزائفة.