الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٢ مساءً

مع المنتخب.. بعيداً عن السفر

د . محمد حسين النظاري
السبت ، ٠٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
اقتصرت معظم الكتابات الرياضية في الفترة الاخيرة التي تسبق انطلاق بطولة الخليج الحادية والعشرين لكرة القدم والمزمع اقامتها بالبحرين في الخامس من يناير الجاري، على قضية السفر ومرافقة المنتخب المنتخب الوطني من جانب الزملاء في الحرف الرياضي، وترك الاغلبية مشاركة المنتخب جانباً واتجهوا لتسليط الضوء على عدم مشاركتهم الشخصية في حضور فعاليات البطولة.

اعرف ان الحضور في حد ذاته له قيمة معنوية لمن سيحالفهم التوفيق في السفر للبحرين الشقيقة، ولكن ذلك لا يُنسي البعض ان عدم سفره هذه المره، يمنعه من تذكر كم مرة سافر ورافق الفرق والمنتخبات الوطنية، ليس فقط في كرة القدم بل في العاب مختلفة.. ومع هذا نرى البعض يصرخ مستغيثاً ب س أو ص من أجل التوسط له بالسفر، مع اغفاله ان غيره من الزملاء لم يسبق لهم مرافقة اي بعثة رياضية.

يتناسى البعض ان منتخبنا الوطني مقبل على مشاركة هامة له، خاصة بعد الاخفاق الكبير في بطولة غرب آسيا، وانه بأمس الحاجة الى مساندة الجميع له، سواء تم اختيارهم للسفر، أو ذهب الدور لغيرهم، فمتى نقف مع المنتخب لا مع أنفسنا، ومع رغباتنا الشخصية؟.

في اعتقادي ان قضية السفر لا تمثل اهمية كبيرة للشارع الرياضي، بقدر ما يمثله الحضور القوي للإعلاميين المشاركين في الدورة، فالمرافقة لا تعني تدوين الاسم على تأشيرة الدخول، والسكن في أحد الفنادق، والأكل مما لذ وطاب، ولكنها تعني أن يمثل الاعلامي بلده خير تمثيل، من خلال نشاطه وتفاعله مع مجريات البطولة، وحرصه على رصد ما يدور خلف عدسات التلفزيون.
المتابع اليمني في الداخل تتاح له فرصة متابعة الخليجي -فقط- بأعين القنوات الناقلة للحدث، والتي غالباً ما تستثني لاعبينا من تغطياتها، وهنا تبرز أهمية الاعلامي اليمني، الذي ينبغي عليه أن ينقل كل ما يرتبط بلاعبينا من جهة والبطولة بأكملها من جهة ثانية للجمهور في الداخل.. فالجمهور متشوق لمعرفة ما لا يمكن رصده عبر الشاشة الفضية.. فمتى يدرك زملاؤنا أهمية هذا الامر؟.

من المعيب ان ننصرف عن ملاحقة اللاعبين والأجهزة الفنية في جميع المنتخبات، ونذهب الى الامراء والشيوخ لإجراء مقابلات من أجل أشياء تسيئ لقدر اليمن، أكثر ما تسيئ لفاعلها..ولهذا فإن اختيار الاعلاميين المرافقين غاية في الأهمية لأنه يمثل الوطن ولا يمثل نفسه او الجهة التي قامت بابتعاثه.

نحيي الدور الطيب الذي يقوم به الزميل معاذ الخميسي عضو مجلس إدارة اتحاد القدم - رئيس اللجنة الإعلامية، وعضو اللجنة الاعلامية لخليجي 21 على الدور الذي يقوم به في جميع الاجتماعات الخاصة بالبطولة في اطار لجنته.. ونتمنى من بقية ممثلينا في اللجان الاخرى نفس التميز، حتى ننقل للآخرين صورة حسنة عن كوادرنا الرياضية.

إذاً فلنكن مع المنتخب ولنسانده خاسراً كان أم فائزاً، فالمنتخب ليس نادياً خارجياً اشجعه متى ما احب، واتركه ان كانت نتائجه لا تعجبني.. الالوان الوطنية غالية، مهما كانت النتائج.. ولهذا فإننا نتمنى من لاعبينا ألا يخذلونا في تقديم اداء يتسم بالحماس والندية، وان يجعلوا نتائج غرب اسيا خلفهم، وان يدركوا ان وراءهم جمهور يرغب في مشاهدة لعب يسعده.

الاعلام الرياضي بدوره مطالب بتسخير كافة امكانياته لنقل الحدث للمشاهد والقارئ والمستمع اليمني، وليكن شعارنا جميعاً مع المنتخب، نعم مع منتخبنا الذي يمثل الشعب اليمني بكافة أطيافه، فعلى المستطيل الاخضر تذوب كل الفوارق، ويلتف الجميع حول راية اليمن الغالية على قلب كل وطني.