الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٦ مساءً

فاتكم الحوار !!

اسكندر شاهر
السبت ، ٠٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
المفروض أننا نقترب من موعد الحوار الوطني المزمع وفقاً للمبادرة الخليجية والتسوية السياسية ولكن الواقع يقول أننا نبتعد أكثر مما نقترب ، وسبق أن ذكرت في مقالات ومقابلات تلفزيوينة بأن موعد الحوار كما كل ما ورد في المبادرة ستطاله صفعة التعديل ، وهذا التعديل الذي سنكون على موعد أكيد معه وفق تقديري قد يتمدد بحرارة الاختلال الأمني الواضح والمتعاظم ليصبح الحال : (فاتكم الحوار) .. بدلاً عن كلمة كانت قناة الجزيرة تطلقها على الدوام بصوت الرئيس المخلوع / السابق (فاتكم القطار) .. والتي يبدو أننا نصل إلى محطتها بشكل أو بآخر مع عدم إنجاز التغيير ، ومع تثبيت التبديل والابتعاد الكامل عن الثورة وعن أهدافها حتى من قبل الثوار أنفسهم الذين لا يتقبلون النقد بدلاً من أن يمارسوا النقد الذاتي ويتعلموا من دورس الماضي .
وسبق أن ذكرت أيضاً ومراراً وتكراراً بأن حواراً مهماً سابق للحوار الوطني المرتقب يجب أن يجري بين قوى التغيير الحقيقية في اليمن وليس بين قوى التبديل الزائف وإن ضم حقيقيين صورياً أو دعيت له أطراف حقيقية ومحورية .. هذا الحوار هو الآخر لا توجد أية مؤشرات لإمضائه أو حتى رغبة في إقامته من الأصل ولئن فات هذا الحوار أيضاً فإن فوات أي حوار غيره هو المرجح إلا أن يحدث حواراً بقوة الترهيب المحلي والخارجي فتكون نتيجته الحرب كما حدث قبل 94م والتي جاءت على إثر حوارات مكثفة أفضت إلى وثيقة العهد والاتفاق والتي بدروها أفضت إلى الحرب بالرغم من توقيعها من أوسع طيف يمني وغير مسبوق في حينه وتدخل الخارج ( العاهل الأردني ) ورعايته لتوقيعها كوثيقة تاريخية صارت شيئاً من التاريخ النظري لا العملي من حيث النتيجة في تاريخنا الحديث والمعاصر .
ومن هنا ، فإنه من الواجب على الأطراف المعنية أن تدرك حقيقة لا تشوبها شائبة وهو أننا أمام مستقبل مجهول قد يكون مدمراً للجميع وهذه ليست نظرة تشاؤمية بل تفاؤلية ووجه التفاؤل هنا هو في الانتباهة وفي التحذير المبكر من مآلات ما تقوم به الأطراف المعنية ، وفي ضرورة أن نشدد على أهمية تقديم تنازلات بمستوى حب الوطن وحب أنفسنا ومصلحة الشعب فلن يستفيد من الحرب أحد لو فاتنا الحوار إلى غير رجعة وعدم فواته مرهون اليوم بتحقيق شروطه والتهيئة الصادقة والجادة والعملية له بدون إقصاء وقد يتاح لفرصة تحقيقه التوافق على إعلان دستوري مؤقت تتوافق عليه كافة القوى يضبط إيقاع المرحلة الانتقالية ويخرجها من مفهومها ومضمونها كانتقامية ويحل محل المبادرة الخليجية التي دخلت ديباجة القرار الرئاسي والحكومي بصورة تغرد خارج سرب التاريخ والجغرافيا والدستور والقيم الوطنية .
إيماءة
خروج صالح من اليمن ليس كافياً لإنجاح الحوار كما تعمد بعض القوى على تصوير الأمر وتحويله إلى شماعة أواسطوانة مشروخة كتلك التي كانت قناة الجزيرة على لسان صالح تكررها (فاتكم القطار) لأن الذي قالها هو من سيقول (فاتكم الحوار) على مايبدو ..