الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٠ صباحاً

الأستاذ سمير ،،، ورحلة السندباد ( 7 )

عباس القاضي
الأحد ، ٠٦ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
صحا سمير ، وهو يشعر بآلام في ظهره ، فقد نام جالسا مستندا إلى جذع الشجرة .

تيمم لصلاة الفجر ، صلى داعيا ربه بالحمد على سلامته ، وطلبا في الفرج للآتي من ساعاته ، ثم قام للتمشية لتجري الدماء في عروقه ويستطلع المكان ، لعل دخانا في الهواء يدل على قرية هنا أو هناك ،،، يبدو أن الكلاب تنام بعد نباحها وقت أذان الفجر، قالها قول الواثق من كلامه .

يرى نحو الشرق ، ليرى الشفق ، الذي أرعبه بالأمس ،،، يفرحه اليوم ، ويحدث نفسه بنبرة الفيلسوف: إننا نرى ما حولنا بحسب مكنونات أنفسنا ، ونحكم عليه بحسب عواطفنا ، قد نرى الجميل قبيحا ،،، والقبيح جميلا .

ها هي أشعة الشمس تبدو أمزانها إلى الأعلى ، تشق التقاء الأرض بالسماء في الأفق ،،، لا أدري هل سأغادرها أم ستغادرني ، وأنا في هذا المكان ،،، يقولها ، والتفاؤل والتشاؤم يتجاذبانه .

عاد إلى حيث وضع كيسه وحقيبته ، تحت الشجرة ، يمد يده إلى كسرة الخبز ، التي خبزتها أمه ، يتشمم رائحة يدها ويلثم آثار أصابعها التي ارتسمت على وجه الفطيرة ، لم يستطع أن يحبس دمعه ،،، وهو يقول : كنت يا أماه تدعين لي ، وأنا أعود من الاختبارات ،، أو عندما أبشرك بنجاحي تقولين : إلهي ، يعلي مراتبك ، وها أنا في هذه الليلة الليلاء ، التي مرت ، كنت على هذه الشجرة ، ذات الشعبتين ، وضحك ضحكة ، بدأها بصوت عالي ، وأنهاها بزفرة أرتج لها صدره ،،، وهو يتساءل : لماذا نحن اليمنيين ، دون غيرنا ، نعاني ونحن ندرس ، ونعاني ونحن نبحث عن وظيفة ؟ حتى وإن أبتسم الدهر وحصلنا عليها ، كشرت في وجوهنا الوحوش ذات العيون المضيئة ليلا ! لولا الكلاب التي نبحت ليلة أمس ، لكنت في خبر كان .

من اليوم فصاعدا ، لن أرجم كلبا بحجر ، سأتقاسم معهم كسرة الخبز .