السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٧ مساءً

حيوانات تعز بلا هوية

جمال عبدالكريم الغزالي
الثلاثاء ، ٠٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لطالما ألحّ على كثيراً (يالله عمو نسير حديقة الحيوان) .... إبن اخي الذي لم يتجاوز السادسة من عمره ولطالما كنت أتهرب من إعطائه وعداّ قطعياً بالذهاب الى الحديقة وأعتذر له بانشغالي وعدم وجود فراغ ولكن أمام مطالبته المستمرة والملحة لم اجد مخرجا من اصطحابه يوماً معي الحديقة وقرب الحديقة وخطوات الصبي تسابق نظراته وهو يهتز شوقاً لرؤية الحيوانات على حقيقتها حيث أنه لم يرها الا على التلفاز أو في ألعابه البلاستيكية وأمام شباك التذاكر والصبي يقف على أطراف أنامله كي يراه موظف التذاكر , وفجأة .... انتشل تذكرته وبحركه بهلوانيه انسل الى داخل الحديقة ومن هنا بدأت المأساة .... !!!؟

بدأنا نترجل جهة اليمين وأول بدأنا رؤيته كان اكوام من الطيور مختلفة الاحجام والاشكال والالوان , ولشغف الصبي ولهفته في تعلم الجديد في هذا العالم الغامض بدأ يسألني ما اسم هذا الطائر فقلت له حمامة , ورأى اخر يختلف عنه قليلا فقال لي وهذا ما اسمه قلت له اعتقد ايضا ان هذه حمامه .. , والصبي يتعجب أن الانواع مختلفه وانا اعطيه نفس الاسم ثم رأى اخر ذو منقار طويل وذيل اطول فقال وهذا ما اسمه !!؟ ... بدت على وجهي علامات الخجل والارباك حيث اني لا ادري ما اسم هذا النوع , شرعت باستراق نظرات متتابعة حول هذا الطائر علّي أن اجد لافته تحوي اسمه أو نوعه ولكن لم ارى شيئا , وبينما انا اتلمض من شدة الحرج سمعت صفير الببغاء فقلت له انظر يا فتى الى هذا الطائر كم هو جميل وله قدره عجيبة في تقليد الاصوات فهرع الصبي لرؤيته .. فحمدت الله اني نجحت في الخروج من هذا المأزق حيث لم تكن هناك اجابه على سؤالة.

ثم واصلنا المسير في ارجاء الحديقة والصبي ينهرني باسئلته اللاذعة ولكني لم اجب على كثير منها حيث انه عند كثير من الحيوانات والطيور لا توجد لافتات تبين اسمائها ونوعها ....

عدت الى المنزل وانا اتدفق من الخيبة والحزن والصبي ينظر الي نظرات انهزامية واستفهامية في نفس الوقت ..!!!

فهذه عدة تساؤلات اهديها الى هيئة ادارة حديقة الحيوان
كم هي تكلفة اللوحات البلاستيكية التي يمكن طباعتها عند خطاط نوضح فيها معلومات دقيقة وكافية عن كل حيوان او طائر في الحديقة ؟

هل يعقل انه لا يوجد في جامعة تعز دكاتره متخصصين في علم الحيوان لديهم المعلومات الغزيرة والوفيرة عن كل ما في الحديقة ؟ وهل هو امر صعب للإستعانة باحدهم ليصنف الحيوانات والطيور وغيرها ؟

هل لا توجد لديكم موارد ماليه كي تنجزوا مثل هذا العمل السهل والمفيد والمهم جدا ؟

مع العلم ان قيمة التذكرة تصل الى 200 ريال وبحسب ما رأيت ذلك اليوم فقد زار الحديقة اكثر من مائتين شخص ... هذا بحسب ما رأيت في تلك الساعة واعتقد ان عدد الزوار في اليوم الواحد يفوق هذا العدد بكثير .

أم انكم تنتظرون ان تجتاحكم ثورة المؤسسات ؟

ارجوا ان تكون قد وصلت الرسالة ونتمنى مزيدا من الاهتمام ونشكركم على الجهود المبذولة واذكركم قول الشاعر
ولم ارى في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام