الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٣ مساءً

جِداريه

جلال غانم
الثلاثاء ، ٠٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
لُغز الحياة وسرها لا ينتهي بحادث سير مُفجع أو بحالة حُب على شفى السُقوط ولا بخزانة ذِكريات أو بمأزق عاطفي يُختصر بإيقاع أم كلثوم .

في مراحل الخلاف ومرحلة اللا عودة انطلاقا من تفتيش عالم من الميتافيزيقيا إلى عالم يعُج بالمُجون لرؤية الحظ الأول في الفضول والنظر بشكل من التعجب لهذا السر .

بين سراب الإمكانية , وهم المُعجزة حالة انتشار كخلاص حتمي للتحرر من عداء يتربص بالجسد , هو عداء إنساني يتجاوز مراحل العُنف ليتصادم مع البُعد التاريخي للتكوين الديني والصراع الذي يدور في عُمق الأمكنة .

المُستقبل الذي لا يقبل القسمة على جيل لا يقبل القِسمة أيضا على احتمالات البقاء فلا شيء ينتج من رحم الفراغ ولا يُمكن للجريمة أن تمنحنا غير قُفاز مليء بأدلة مسرح الجريمة .

جِداريه تكتب عليها ما تيسر من رعشة الانتظار , هي جداريه ترسم عليها جُنونك الذي لم يتطابق مع إيقاع الواقع الأخرق .

أُمنية ترديك قتيلا بين بوابة العشق ومرايا الحنين , صوتك يرتد مذبوحا , يتهاوى ويتلاشي ويغيب
وأمنية أخرى تُمدد لك أحلامك الزاهية , لأنك تريد أن تروي سيرة هذه الخارطة المليئة بكُل المفاجآت , لأنك
صخر مُصاب بحالة عمى , أكذوبة تتمدد على عُمرك القادم .

للموت أكثر من وجه
وللحزن أكثر من موطن
ولك أنت أكثر من وجه وأكثر من وطن لا تستريح إلا لتبدءا بغيماتك المُثقلة ولونك الزهري لتتحرر من كُل النصوص المطروحة في حضرتك .

بمقدورك هذا الصباح أن تفرج ساقاك وتبدءا رحلة البحث عن سعادتك المفقودة
بإمكانك أن تستبدل نبضات قلبك بهراوات أو بوظيفة تمنحك سعادة وهمية تبدءا في جمع الفُلوس ومُغازلة النساء وبناء علاقات وشبكات مع أطراف مشبوهة كي تعيش مثل الآخرين .

كُل ذلك في لحظة مُعينة تنفيه وتجمع أغلالك وعباراتك وتشق طريقك وتبدءا مشروع كتابتك التي لا تنتهي في زمن مُعين بقدر ما تُراقص كُل أزماتك وتمنحك زهو وسعادة لا تنتهي .

جِداريه تنتظر يوما ما أن تكتبها ليستيقظ محمود درويش من غيبوبة نومه النهائي أو على الأقل تكتب لتمضي وأنت كُل يوم تخلق من رحم اللُغة كل أفراحك وكل أوجاعك .