الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٥ صباحاً

تحية لمنتخبنا الوطني!

حبيب العزي
الثلاثاء ، ٠٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
لا تهمني الأهداف ..! لا تهمني عدد النقاط ..! لا يهمني السخط واللغط .. وأرى من المعيب علينا كثرة الغلط على منتخبنا الوطني. لأن.. الأداء .. حجم الثقة بالنفس .. والروح المعنوية العالية للاعبينا داخل أرض الملعب .. كل ذلك هو الأهم بالنسبة لي.

بشكل شخصي .. لستُ من هواة كرة القدم، ولا واحداً من عُشاقها، كما لا أدعي المعرفة بالشأن الرياضي بمجمله، لكنني وبفطرة الحب الغريزي للوطن أجدني مشدوداً لمتابعة الشأن الكروي وثيق الصلة باليمن، وبخاصة في الدوري الخليجي ، وينقلب الأمر لدي أشبه بشأنِ سياسيِ محض ، ولكن بواجهة رياضية، أو لربما أن عقلي "الولِهُ" بالشأن السياسي يأبى إلاَ أن يتفاعل معه كذلك ، ولذلك تُراني شغوف بمتابعة التحليلات الرياضية بين الشوطين وبعد المباراة، أكثر من شغفي بمتابعة المباراة ذاتها.

ولكم ينتابني شعورٌ عارم بالغضب والاستياء حين أسمع بعض العبارات التي تصدر من بعض المحللين بخصوص تقييمهم للمنتخب اليمني مثل "تنقصهم الخبرة" "تنقصهم الإمكانيات" " لازالوا صغار" و ....و.... الخ من تلك العبارات ، التي قد نتفق أو نختلف حول بعضها أو كلها ، لكننا لن نتفق حتماً حول الأسلوب والكيفية التي تُقال بها ، والتي يغلب عليها –من وجهة نظري على الأقل- التعالي والغرور من قبل بعض أولئكم المحللين ، وهي بذاك الأسلوب تخرج عن إطار المهنية والموضوعية في التحليل وفي التقييم ، لأنها تجافي الحقيقة في أحايين كثيرة.

فعلى سبيل المثال ، وحتى لا يبدوا كلامي فيه نوعاً من التجني على أحد، فلعل بعضكم قد تابع مثلي فريق التحليل على دبي الرياضية.. كيف كان حديثه عن المنتخب اليمني بعد انتهاء الشوط الأول فيه قدر كبير من المديح والإطراء و ... و ... الخ ، ثم كيف اختلفت اللهجة بعد نهاية المباراة بمجرد خسارة منتخبنا أمام الكويت ، صار "قليل خبرة" و .... الخ من تلك الألفاظ التي أسلفت بذكرها، بينما كانت الموضوعية والإنصاف تقتضيان الحديث عن الأداء في الملعب بعيداً عن الأهداف ، وعن الحديث بلغة بدا فيها التعالي والغرور واضحان للعيان.

بكل الأحوال .. لم يخسر منتخبنا على الإطلاق ، ونحن نظلم كثيراً لاعبينا حين نتحدث عن النتائج النهائية بشكل مجرد ، دون الخوض في تفاصيل المباراة ، لأن الحقيقة يعرفها كل من تابع التفاصيل في الشوطين ، وهي أن منتخبنا كان رائعاً ومتميزاً بكل معنى الكلمة في أداءه بشكل عام طوال المباراة ، صحيح كان أكثر روعة في الشوط الأول، لكن هكذا هي كرة القدم لا بد من خاسر في نهاية المطاف ، ثم يكفي أن الفارق قد بدا واضحاً وجلياً بالنسبة لنا كمتابعين ومراقبين ، بين منتخبنا في هذا الدوري وبين خليجي 20 قبل عامين ، ما يعني أن هناك جهوداً قد بُذلت من قبل المعنيين مع هذا الفريق الجديد.. وهي بداية مشجعة وتبعث على التفاؤل ، وعلينا أن ندعم منتخبنا حتى النهاية ، وأن نتحلى بالروح الرياضية العالية، وأن نكف عن جلد ذواتنا .. فتلك هي الهزيمة عينها.