السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٨ مساءً

أسراب من حشرة الدودة الحلزونية تغزو ماوية

فوزي العزي
الاربعاء ، ٠٩ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
تعرضت الكثير من مناطق مديرية ماوية لغزو وحشي ليس من البشر؛ إنما من ذبابة الدودة الحلزونية التي أصابت بدائها الخطير العديد من الحيوانات، بل وأدت إلى موت بعضها، ناهيك أنها جعلت المواطنين يعيشون واقعاً محزناً ومخنوقاً بالمتاعب، ومثخناً بالمواجع، جراء خوفهم على الثروة الحيوانية؛ لأن الكثير منهم يعتمد عليها كمصدر أساسي للدخل، وتوفير احتياجاتهم المعيشية.
ومن خلال هذا التقرير سنكشف اللثام عن سر تفشي هذا الداء الفتاك، ونبين مدى مرارة معاناة المواطنين من جراء تداعياته الخطيرة، خصوصاً وأنه بدأ يصول ويجول دونما رقيب أو حسيب عليه، وعلى مرأى ومسمع الجهات المعنية في الحكومة، وكأن الأمر لا يعنيها.. فإلى التفاصيل:



(( نبذة عن المديرية )):

مديرية ماوية تعتبر أكبر مديريات محافظة تعز من حيث المساحة، وتقع في إطار جزئها الشرقي، وعلى بعد حوالي (48 كيلو متر) من مدينة تعز، ويحدها من الشمال مديرية السبرة ومديرية السياني (محافظة إب)، ومن الجنوب مديرية المسيمير(محافظة لحج) ومديرية دمنة خدير(محافظة تعز)، ومن الشرق مديرية الحشا (محافظة الضالع)، ومن الغرب مديرية التعزية وجزء من مديرية صبرالموادم (محافظة تعز). وتبلغ مساحتها (8611 كم2) وعدد سكانها (716131) نسمة، وكثافتها السكانية (215نسمة/كم2). وتتكون إدارياً من (23)عزلة، و(1) مركز مديرية، و(10) حارات، و (133) قرية، و(868) محل تجاري.

(( ما هو داء الدودة الحلزونية؟ )):

هو داء تنقله يرقات طفيلية تسمى الدودة الحلزونية ( أو داء النغف الدملي أو ذبابة الدودة الحلزونية Myiasis ) حيث تتغذى على الأنسجة أو الأعضاء الحية للجسم، ويصيب الحيوانات ( الإبل، الأبقار، الأغنام، الخيول، الحمير، الكلاب، القطط ...إلخ )، بل إنه يصيب الإنسان كذلك! وخير مثال عليه ما كشفته مصادر طبية بالمستشفى الجمهوري بمحافظة حجة عن وجود إصابتين به لامرأتين.

(( مناطق انتشار ذبابة هذا الداء )):

• تنتشر ذبابة الدودة الحلزونية في بعض مناطق العالم، وأكثرها انتشاراً في مناطق أفريقيا وأمريكا.
• بدأت تنتشر في بلادنا في بعض المحافظات، منها: حجة، والمحويت، وعمران، وصنعاء، وريمه، والضالع، ولحج، وتعز... إلخ.
• تنتشر بشكل كبير في مديرية ماوية التابعة إدارياً لمحافظة تعز، وذلك في العديد من مناطقها، منها: حضارة، وجبل عماعمه، وشوكان، والسبيل، والقضاة، والشميره، وأشجور... إلخ.

(( أضرار اقتصادية )):

يؤدي هذا الداء إلى تكبيد المواطنين والحكومة خسائر هائلة في الثروة الحيوانية؛ حيث تنخفض قدرة الحيوان المصاب على إنتاج اللحم والحليب أو موته إذا لم يعالج سريعاً.

(( المواطنون.. والداء الفتاك )):

حول مدى معاناة المواطنين من جراء هذا الداء .. حرصت على رصد آراء بعض أبناء المديرية الذين تحدثوا عن ذلك .. فماذا قالوا؟
• الشيخ/ رضوان عبيد عبده المهيمن- إمام وخطيب مسجد الأشبط بمركز ماوية- قال: يتفشى هذا المرض الخطير في جسم الماشية، حيث يكون على شكل حبوب صغيرة، وبعد ذلك تتورم وتخرج منها ديدان صغيرة الحجم.
ويضيف: نأسف أن المجلس المحلي ومكتب الزراعة لم يحركا ساكناً لمكافحة هذا المرض.
• الأخ/ هاشم الشماري– عامل- يقول: هذا المرض قضى على معظم الماشية وخاصة في عزلة الشميره.
وتابع: والأمر الغريب أن بعض المواطنين يستخدمون مادة الكيروسين (الجاز) والمبيدات الحشرية المخصصة بتسميم شجرة القات في علاج الحيوانات المصابة بالمرض، وهذا بلا شك أمر لا يخفى ضرره على الإنسان والحيوان.
• الأخ/ فؤاد عبده قايد صالح – مدرس- قال: هناك الكثير من أبناء المديرية لم يذبحوا الأضاحي لهذا العام بسبب الخوف من الإصابة بهذا الداء.

(( أهل الطب.. ماذا يقولون حول الداء؟ )):

الدكتور/ محمد بدر الشرماني- أخصائي باطنية - قال: داء الدودة الحلزونية خطير، ويدخل إلى جسم الإنسان أو جسم الحيوان عن طريق الأماكن المفتوحة فيهما، خصوصاً الجروح، ويؤدي إلى تقرحات شديدة في الجلد، وتتطور إلى دمامل يخرج منها صديد ( قيح ).
واستطرد قائلاً: هذا الداء قد يصيب الإنسان في جهازه الهضمي ويجعله يشعر بألم شديد في البطن مع قيء وإسهال شديدين، وإذا لم يعالج سريعاً فإنه يؤدي إلى الوفاة.
واختتم حديثه بالقول: أما طرق العلاج للحالات المصابة تكون على النحو التالي:
• الإنسان: بإسعافه إلى المستشفى لأخذ العلاج سريعاً.
• الحيوانات: باستخدام المبيدات الحشرية ورشها بمحاليل قاتلة للطفيليات، وهذا يكون للمصابة منها منذ فترة قريبة، أما التي لها فترة طويلة وقد توطن المرض في جسمها فحينئذٍ يصعب علاجها، وبالتالي يجب التخلص منها أولاً بأول. وينبغي كذلك عزل الحيوانات المصابة حتى لا تنقل الداء إلى الأخريات السليمة.

(( أين دور المجلس المحلي؟! )):

لمعرفة دور المجلس المحلي في المديرية حول ما اتخذه من إجراءات بما يتعلق بهذا بالمرض، حاولت التواصل مع الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية الأستاذ/ جمال محمد محمد قايد ولكن تلفونه ظل يرن ولم يرد.. فتوجهت بعد ذلك إلى الأستاذ/ عبد الجليل سرور الفتاحي- رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي- الذي تحدث حول هذا الموضوع قائلاً: مرض الدودة الحلزونية ينتشر في كثير من مناطق المديرية وخصوصاً في مركزها، وقد تابعت مكتب الزراعة وتم إشعاره بذلك، وأنزل فريقاً ميدانياً منه؛ لغرض توعية المواطنين وإرشادهم بكيفية استعمال المبيد الخاص بمكافحة هذا المرض.
وأردف: والمؤسف أن بعض المواطنين لم يستجيبوا في بداية الأمر لعملية تلقيح مواشيهم بسبب عدم معرفتهم بأهمية ذلك؛ فكانت النتيجة تفشي المرض، وعندما عرفوا خطورة المرض طلبوا العلاج.

(( هل ستقوم الجهات المعنية بواجبها؟! )):

الأصل أن الجهات المعنية في المديرية والمتمثلة في المجلس المحلي ومكتب الزراعة والري- خصوصاً الخبراء في مجال الصحة الحيوانية- أن تعمل بوتيرة عالية وصورة جادة على معرفة كل ما يتعلق بهذا المرض الفتاك، وتشكيل فرق ميدانية للقيام بحملات بيطرية، ومزودة بالمعدات وآليات المكافحة، لتقوم بمهام الرش والتطهير ومعالجة الحيوانات المصابة به؛ بهدف السيطرة عليه، والحد من انتشاره في المديرية، وعمل توعية وإرشاد للمواطنين، ولاسيما المزارعين، عبر العديد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من حيث (أسبابه ـ أعراضه ـ طرق الوقاية والمكافحة ـ العلاج ـ كيفية التعامل مع المصابين به من الإنسان والحيوان)؛ من أجل الحفاظ على الثروة الهائلة من الحيوانات، لما تمثله من أهمية كبيرة في التنمية الاقتصادية.
- أيضاً مما يثير التساؤل والاستغراب عدم اللامبالاة التي تسيطر على تلك الجهات ـ وإن حدث هناك تحرك من قبل مكتب الزراعة في مكافحة المرض على حسب ما ذكره لنا سابقاً عضو المجلس المحلي إلا أنه يظل محدوداً وقاصراً– فمتى ستنطلق تلك الجهات للقيام بواجبها؟! أم أنها ستنتظر أوامر تصلها من فخامة الأخ رئيس الجمهورية أو الأخ رئيس مجلس الوزراء؛ لكي تقوم بأداء واجبها الوطني في خدمة المواطنين؟!. نرجو أن لا يصل الأمر إلى ذلك!.

(( رسالة إلى عضوي مجلس النواب )):

كما لا ننسى الدور الحيوي لممثلي المديرية في مجلس النواب، وهما: الشيخ/ محسن البحر عن الدائرة (44)، والشيخ/ عبد السلام الدهبلي عن الدائرة (43)، واللذان قد لا يعرفان بعد عن الانتشار المخيف لهذا المرض، ومدى خطورته الكبيرة على الثروة الحيوانية في المديرية، وهأنذا ألفت انتباههما إلى ذلك، وأظن أنهما لن يقصرا في تقديم ما في وسعهما من أجل خدمة أبناء المديرية.

(( ختاماً )):

نأمل حقيقة من الجهات المعنية خصوصاً أعضاء المجلس المحلي في المديرية، إضافة إلى عضوي مجلس النواب، سرعة التحرك بخطى حثيثة وبذل قصارى جهودهم وطاقاتهم من أجل إيجاد العلاج المناسب لهذا الداء الفتاك قبل أن يستوطن داخل المديرية وفي أجساد المواطنين والحيوانات، ويصبح وباءً ضاراً يقضي على الثروة الحيوانية، ناهيك عن القضاء على الإنسان؟!.

و دمتم وكل أبناء شعبنا في صحة وخير، وخدمة للوطن الغالي ( اليمن السعيد ).