منذو القدم وابناء اليمن يعيشون حياة الترحال من بلد الى بلد ومن وطن الى اخر ...
تختلف الاسباب وتتعدد الاتجاهات التي يهاجرون اليها ... فتارة الى الشرق وتارة اخرى الى الغرب وتارة ثالثة الى دول الجوار في الخليج العربي ..
في العصر الحديث دول الخليج هي قبلة اليمنيين وهي الوجهة التي تدر على البلد مليارات الدولارت ...
بل ان المسؤولين في اليمن يقرون بان المغتربين يضخون الى السوق اليمنية ما يعادل 70% من اجمالي العملة الصعبة الموجودة في السوق اليمني .
متغيرات سياسية في السنوات الاخيرة جعلت بعض ادول تشدد من اجراءاتها ضد العمالة الوافدة وكان لليمنيين النصيب الاكبر من تلك الاجراءات لانهم اكثر جالية كانت تتمتع بمزايا في تلك الدول .
اليمنيون يشعرون بالغيض والحقد على تلك الدول متناسيين ان للسياسة الخاطئة لدولتنا الدور الاكبر في تلك الاجراءات...
الاخطاء والحماقات التي يرتكبها الساسة ؛ يدقع ثمنها اليوم المواطن اليمني ..
فدول الخليج العربي بدرجة رئيسية دول نعيش منها والبعض ايضايعيش فيها والوطن اليمني نعيش فيه فقط.
فابنا اليمن الذين ينعمون بالخير فاغلبهم جمع تلكم الاموال والعمارات من دول الخليج ...
والبعض منهم الذين مارسوا النشاط التجاري ومازالوا يشتغلون بالتجارة الى يومنا هذا فاغلبهم والغالبية العظمى منهم كونوا رؤوس اموال من الخليج ثم عادوا لاستثمارها في اليمن .
بمعنى ان الاغلبية العظمى تنعم بخيرات دول مجلس التعاون الخليجي ولا داعي لنكران ذلك وايضا دول الاغتراب بشكل عام لكن دول الخليج لها النصيب الاكبر والحظ الاوفر ...
علينا ان نصحح من واقعنا وعلى دولتنا ان تصلح من حالها وتتابع احوال المغتربين هنا وهناك فاليمني يعاني في كل مكان وليس في الخليج وحسب .. والتركيز على الخليج يعود لاسباب عديدة منها الحملة الاعلامية التي تهدف لاثارت الفتن بين اليمن ودول الخليج ؛ وكذلك لممارسات خاطئة تتبعها تلك الدول ؛ وايضا لكبر الجالية اليمنية في تلك الدول حي ان اي ممارسة خاطئة تحدث هنا او هناك فانها تنتشر بسرعة بسبب انتشار المغتربين من اقصى اليمن الى اقصاه فما من قرية الا وتعلم بما يحدث ...
المهم في الامر ان اليمنيين عليهم ان يراجعوا واقعهم وان يلتفتوا الى وطنهم ولايهتموا بالاخرين ولا يستجدوا عطف الاخرين ...
اما ونحن مازلنا بحاجة الى الاخرين لاسيما دول الخليج فماعلينا الا ان نسترضي تلك الدول وان نكسب ودهم ونتعاون معهم دون ان ننحني ونهين كرامتنا ...
