الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٩ مساءً

ايران والدبلوماسية المحترفة

يحي احمد
الخميس ، ١٠ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ مساءً
استطاعت الدبلوماسية الايرانية ان تضيف انجازا مهما وغير متوقع رغم موقفها المؤيد للنظام السوري .

ورغم ضخ المزيد من المادة الاعلامية المحرضة والتي تحمل ايران مسؤولية تماسك النظام السوري كل هذه المدة ، ورغم ما يقال ان ايران تشارك الاسد في حربه ضد معارضيه ، حتى أولئك الذين القوا القبض على الزوار الايرانيين _لواء البراء _في 4 اغسطس من العام الماضي بالقرب من حي السيدة زينب سمعناهم يتهمون بعض المعتقلين بانتمائهم الى الحرس الثوري . لكن ورغم كل ما قيل فقد استطاعت الدبلوماسية الايرانية الفذة ان تمارس اساليبها الخاصة وأجادت تفعيل اوراقها المتعددة في المحافظة عليهم كل هذه المدة دون ان تزهق روح أي منهم حتى تمكنت من تحرير معتقليها الثمانية والاربعين .

ما يقال عن صفقة تبادل بين النظام السوري والمعارضة لا يستبعد مادام ان الحدثين قد تزامنا ،ورغم نفي السلطات السورية الحديث عن صفقة وان الإفراج عن اكثر من الألفين من المعتقلين من قبل السلطات السورية ليس الا جريا على معهود العادة وان هذه العملية ليست الاولى ولن تكون الاخيرة .لكن من بين المفرج عنهم حسب ما رشح اتراك ، والافراج عن اتراك معتقلين ربما ما كان ليتم لو لم تكن هناك صفقة او لنقل ان مقايضة تمت بين تركيا وايران حيث استخدمت الاولى نفوذها للإفراج عن الايرانيين والثانية استخدمت علاقاتها المميزة مع الاسد للإفراج عن الاتراك .

وسواء كان الافراج بموجب صفقة تبادل او لا فان الدبلوماسية الايرانية هي الرابح الاكبر حيث اشعرت المواطن الايراني بان حكومته غير كرتونية وانها تولي اهتماما بمواطنيها لا يضاهى
ايران ورغم التناقض في المواقف بينه من جهة وبين تركيا وقطر من جهة اخرى حول سوريا الا ان العلاقات بين الطرفين لم تسوء لا سيما العلاقات مع تركيا ، فلم يحد ث ما يعكر صفو العلاقات خلال الازمة السورية ولم ينعكس ذلك حتى على حجم التبادلات التجارية ولم تستغني تركيا عن النفط الايراني ، ولهذا فقد استطاعت ايران وعبر تركيا وقطر ان تحرر رعاياها دون ان تعدل او تغير من موقفها من الازمة السورية ، فأن يتم الإفراج عن ثمانية واربعين من المعتقلين الايرانيين في الوقت الذي يصعد الاسد فيه من لهجة خطابه لا سيما تجاه المجموعات المتطرفة وفي الوقت الذي تتمسك ايران بصلابة فيه بمواقفها السابقة و الثابتة والمتمثلة بالحل السلمي للازمة السورية لانتصار مدوي للسياسة الايرانية ، في حين الدبلوماسية العربية تفشل في التعامل مع هكذا ملفات فلا يزال الكثير من المعتقلين اللبنانيين وغيرهم في الاعتقال ولم تستطع حكوماتهم الافراج عنهم وقد حدا عدم ثقة أهالي المعتقلين اللبنانيين بحكومتهم ان يخطفوا مواطنين اتراك وسوريين ليقايضوا بهم ذويهم لكن ذلك فشل .

ولكن في الحقيقة هذا الانجاز للدبلوماسية الايرانية اذا ما قورن بملفات كبرى تدار بحنكة مع المجتمع الدولي ليس مستغرب فقد استطاع الايرانيون التملص من العقوبات الاقتصادية عبر التفافات ذكية ابهرت الامريكيين والاوروبيين واستطاعت ادارة الملف النووي بجدارة ومسؤولية واحتوت الاحتجاجات الشعبية عقب الانتخابات الرئاسية بحنكة،
في الامس سمعنا ولأول مرة مواقف لدول خليجية تدعو بوضوح الى الحل السلمي للازمة السورية بعد ان تأكد لهم ان القوة مكلفة وغير مجدية مع نظام متماسك داخليا ومدعوم خارجيا بدول كروسيا والصين وايران .