الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣١ صباحاً

مرسي في موت سريري !

طارق مصطفى سلام
الخميس ، ١٠ يناير ٢٠١٣ الساعة ١١:٣٠ مساءً
بسم الله الرحمن الرحيم
( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) صدق الله العظيم .


نعم .. فقد خرج الشاب مرسي من منزله في حي الاصبحي بأمانة العاصمة صنعاء وقت الاصيل إلى المكان المحدد لموعده والقريب من مسكنه في موعد يتوق اليه .. هو في شوق للقاء أحد أترابه بعد فراق طويل بسبب من اغترابه في المهجر والعائد حديثا الى ارض الوطن هو من أعز أصدقائه الذي عاد الى اليمن بعد اغتراب مرير.

نعم ..لم يحقق الله لمرسي مناه بل توفاه إلى حين .. في تلك اللحظة التي قرب فيها موعد اللقاء ..هي الأقدار المكتوبة لنا سلفا وليس لغيرها أن يحدد مسار حياتنا حيث توجه مرسي الى مصيره المحتوم بعد أن وضع الله الأسباب .. هي أقدرانا المرسومة لنا سلفا ولا بد منها حقا .

وهناك في ارض وزمان الموعد المحدد لا الميعاد تم الاعتداء على المواطن اليمني مرسي امين عقلان الذبحاني (الشاب الخلوق السموح البشوش المسالم دائما وأبدا )..وبطريقة متوحشة وهمجية من قبل ثلاثة من اللصوص المجرمين هم من قطاع السبيل والطريق .. ولسبب أحمق وواه ..هم ارادوا فقط أن ينهبوا تلفونه السيار وما تحويه جيوبه من اموال !؟ وعندما قاومهم ورفض الاستلام دفع حياته ثمنا لذلك ..القتلة من المجرمين قطاع الطريق قاموا بالاعتداء عليه بغرض سرقة هاتفه السيار !؟ ولما قاوم ورفض الاذعان لهم بالاستسلام والتفريط بحقه في الأمان وتسليم ما بحوزته من أجهزة وأموال انهالوا عليه بالضرب والطعن .. فكانت الطعنة الاخيرة القاتلة بجنبية المعتدي الآثم في منطقة أعلى العنق وتركت مغروزة هناك (كما هي في الصورة المرفقة) بينما لاذ الجاني بالفرار ومعه شركائه في الجريمة البشعة وتركوا الشاب الضحية ملقى على قارعة الطريق مضرج بدمائه .

نعم حدثت هذه المأساة بكل تفاصيلها المؤلمة.. بل ودارت رحى تلك المعركة الفاصلة التي استبسل فيها الشاب الحر مرسي في الدفاع عن حقه في المال والأمان على بعد امتار قليلة من مسكن العميد حسين الرضي قائد قوات النجدة وعلى مرمى ومسمع من حراس منزله المدججين بالسلاح والعتاد دون ان يحرك احدهم ساكنا !؟ ثم بعد أن وقع المحذور تأتي أحد سيارات النجدة المرابطة في حراسة القصر المسور(اياه ) لتنقله الى مستشفى الثورة العام .

حدثت هذه الفاجعة وقت غروب شمس الأصيل عندما فكر مرسي في التوجه لأقرب جامع ليؤدي فرض صلاة المغرب ويتوجه لربه بالدعاء والاستغفار كما اعتاد دائما أن يكون مع خالقه في كل الفروض الدينية الخمسة الواجبة ,إلا أنه الفرض الأقرب الى روحه وقلبه في علاقته مع الله جل جلاله .

لم يتم لمرسي يومها ولحظتها ما أعتاد وأراد بل تم الاعتداء الآثم عليه وبدم بارد وتدبير ماكر وفعل غادر مدان في الأرض والسماء .

نعم .. بعد أن وقع المحذور جاءت تلك السيارة (النجدة ) بما فيها من جنود لتنقله من موقع الجريمة الى مستشفى الثورة العام ليبقى هناك مهمل دون عناية تذكر والخنجر مغروس في عنقه بحجة عدم وجود اطباء اخصائيين ...واكسجين !!؟؟ ثم يتم اسعافه مع فجر يوم التالي الاحد الى المستشفى الاستشاري الأهلي في شارع الستين الغربي ..وحتى تلك اللحظة لم تقم الاجهزة الامنية المسؤولة بإجراءاتها الروتينية في جمع الادلة من مسرح الجريمة او رفع البصمات عن اداة الاعتداء والقتل (الجنبية) .

الشاب مرسي اليمني (وما أرخص الدم اليمني ) يرقد الان في المستشفى الاستشاري في حالة موت سريري واليكم بعض ما ورد في التقرير الطبي عن حالته الصحية :-

المجني عليه مشلول اليدين والقدمين منعدم الاحساس والقوة حتى مستوى الفقرة العنقية الرابعة .

الفحص بالجهاز المقطعي اثبت الاتي ... قطع في الحبل الشوكي على مستوى الفقرة العنقية الرابعة حيث وان الجنبية مزروعة وقد اخترقت عظم الفقرة من الشمال واستقرت داخل الحبل الشوكي بعمق 4 سم واجريت عملية ازالة الجنبية وتوقيف النزيف وغطي الحبل الشوكي بواسطة العضلات وصمغ الانسجة .. حاليا يرقد مرسي في العناية المركزة وحالته سيئة وحرجة جدا .

تعمدت نشر محتوى التقرير الطبي للتأكيد ان الصورة ليست مزورة أو مركبة من الحاسوب (فوت شوب ) والجريمة حقيقية ووقعت بالفعل ..ثم لعل وعسى ان يطلع بعض الأطباء من الاخصائيين المتميزين على الحالة وترق قلوبهم ويسارعوا الى المستشفى لتقديم المشورة والعون الذي ربما ينقذ الشاب مرسي من مصير مأسوي ثم ايضا لترق قلوبنا ويرفع جميعنا يديه بالدعاء الى الله ان يحفظ مرسي ويلطف به ويعيده الى اهله سليما معافى ..وان نساهم جميعنا في الدعوة لإدانة هذه الجريمة البشعة ونطالب الجهات المختصة بالقيام بواجبها وتقديم الجناة للعدالة في اسرع وقت ممكن ليطمئن الناس على أموالهم واعراضهم وأرواحهم ونساهم في اخماد فتنة قائمة .. ولا نامت أعين الجبناء .