الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٨ مساءً

لا يجب أن تتوقف عن الابتسام

جلال غانم
الجمعة ، ١١ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
حتى هذه اللحظة مازال الصقيع الشتوي بارد , ومازالت أناملنا تجوس في خواطر أكثر برودا , ومازالت لعنة عام منصرم تُحاصر حاضرنا , ورغم كُل ذلك مازلنا مُطالبين بالابتسامة تحت كُل الظروف .

طوافة أحداث تقاسمت كُل شيء فينا الجوع والبرد وانهيار في المنظومة السياسية , رق وحالة تصالح وهمية , عُنف وقتل كامتداد لمسرحية على جسد مريض .

سماوات تتساقط رُعبا وظُروف لا تصلح إلا للبكاء , منطق نعيشه بدولة اللا منطق , كتابات لا تجد لها إلا عربيات للتغليف على أروقة المُدن المالحة .

لا يجب أن ننتظر شيئا , أن نمضي , أن نضطرب , أن نحترق كُل ذلك لا يهم فقط علينا أن نمضي تحت كُل تلك الظروف كي نخلق فُرص أفضل للحياة , للكلام , ونُكوم ذكريات كي نسردها في زمن آخر .

أنا لست لي .... أنا لست لي

هو محمود درويش الحاضر والغائب في ذاكرتنا نصحو على صوته الرقراق وننام عندما نصاب بموجة ألم تعترينا ولا نجد إلا بمحمود درويش كُل ابتسامتنا .

عجلة الزمن في تدحرج دائم , ونحن مع هذه العجلة نتساقط يمينا وشمالا , لحما ودما وذاكرة

ليس مُهم أن نسقط بأي شكل من أشكال الموت الأهم هو ما وراء هذا السقوط , وما وراء هذا الدم وهذه الذاكرة .

فما زلنا في كُل لحظة تاريخية مُطالبين بإثبات انتمائنا إلى هذا المجتمع البشري , مُطالبين بتجربة , وشمعة مُضيئة وقلم معطاء لا ينضب .

أن نضحك على ضوء القمر , ننطلق كالنوارس الخاطفة , لا نلتفت للخلف , نعوي , نلتحم بمعركة ولا نخرج منها إلا بنصف أكتاف الرجال المأكولة .

يا إلهي ما أفظع ما نعيشه ؟

كُل شيء نعيشه بفاتورة مدفوعة الأجر مُقدما , بزمن نرى في جمالة مصدر للسعادة والابتسام وفي الغد نُشيع قتلى ومائلون على درب الاحتراق .

كُل ذلك لا يكفي ما دُمنا دون هوية , دون رعد الكلمة , وزلزلة الابتسام

فقط عليك اليوم أن تبتسم لتثبت أنك كائن يعيش كُل أفراحه وسط كُل الحرائق , وسط كُل الظُلمات بقلب يخفق وذاكرة لا تتأثر بمُجريات الحياة القاسية .

وعليك أن تبتسم لمرات عديدة وكُل ابتسامة تُقابل نكسة وطعنة وكُل لحظة سعادة عليك أن ترى فيها شكلية حياتك الأجمل بشرط أن لا تلتفت للخلف .

وعليك أن تتذكر ما قاله الروائي والكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز :

((لا تتوقف عن الابتسام حتى وإن كنت حزينا فلربما فتن أحد بابتسامتك))