الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٣ مساءً

العداله الانتقامية

محمد نبيل عبد المغني
الثلاثاء ، ١٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
عرفنا جلايا على مر العصور ان قانون العداله الانتقاليه عالمياً هو الخطوه المحوريه لانشاء نظام ديمقراطي حقيقي يبنى على اساس نبذ الخلافات واتخاذ خطوات معقولة لمنع انتهاكات _حقوق الانسان_ التي ارتكبها او امر بارتكابها أي نظام سابقا , وايضاً اجراء تحقيقات وماحكمة وتوقيع عقوبات لكل جُـــرم ارتكب في حق الانسان , ومنع تكرار مثل تلك الانتهاكات , وتعويض المتضررين من تلك الانتهاكات .
ومن ثم تاتي (المصالحه الوطنيه) والاعتذار وتصفية الانفس من الاحقاد في ما بعد ذلك .

نحن جميعا نتفق في هذه المبادى الرائعه بالنسبه لما سميت عدالة انتقاليه.

ولكـــــــــن للاسف في يمننا السعيد تغير مصطلح ومضمون هذا القانون المتداول دولياً فاصبحت (العادلة الانتقاليه , والمصالحه الوطنيه) بقدرة قادر مجتمعتان في قانون واحد.,,, لماذا وكيف وماهو سبب ذلك ؟!
اصبحنا لاندري لصالح من سيكون ومن هو الطرف الاكثر استفادة من هذه المؤامرة الجديده التي تغطت بلاحف التسوية السياسيه.
مع ان العلم لدينا, ولدى اغلبية طبقات المجتمع التي لاتفقه الكثير من ابجديات القانون..., تعلم ان( العدالة الانتقاليه , والمصالحه الوطنيه) قانونان كل قانون فيهما مستقل بحد ذاته.,
هذه من الناحيه القانونيه والدستوريه .

اما من الناحيه الجوهريه لمضمون العداله التي سميت انتقاليه وهي في حقيقة الامر (انتقائيه) جائت لتنتقم من هذا الشعب الحر الذي خرج يقدم قوافل الشهداء الذين لم يضنو في يومٍ ان دمائهم وارواحهم الزكيه والطاهره ستصل الى انصاف الحلول, وان ثورتهم التي خرجت لترفع الظلم عن المظلوم , هي نفسها التي جائت بالمبادرة الخليجيه لتعطي حصانه للقتلة والظالمين , الذين باعو الماضي وازالو معالم التاريخ ,, ولم يكتفو بهذا فقط.
بل طالت اياديهم الدنسه والقذره لمحاولة اطفاء شمعة الثوره الطاهره بقتل شبابها وجرح, واعتقال , واخفا احرارها , وسب وقذف حرائرها .

أي عدالة واي قانون ياتي ليجرم المقتول ويبرى القاتل ؟!

قانون (العدالة الانتقاميه هذا) سيضل وصمة عار في جبين من صاغة وعدلة وفبركه وصممه على مقاس المجرمين , وان كان يحمل في شكله المزين نظرياً صفات العداله المثاليه .
فهو في حقيقته الجوهريه (شيــطان يظهر بصورة فتاة حسنا وجميله تسر الناظرين اليها وتفتك وتقضي على كل من اقترب اليها).

عذرا يا عداله انتقاليه فانتي خلُقتي لانصافي ولم تاتي لتقتليني مرة اخرى.

واذا كان في مضمون بنودك تعويض المتضررين واسر الشهداء
فالتعويض الذي يوريدونه جميع المتضررين هو:
(رقاب جميع المتورطين بالجرائم التي مورست على هذا الشعب الحر)
وتقديم هذه الرقاب للمحاكمة العادلة, لتخُذ جزائها العادل جراء ما ارتكبت من جرم وانتهاكات.
هذا هو التعويض والعداله الحقيقيه الذي يريده الشعب.