الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٠ مساءً

لماذا سقطت التفاحة !

د . أشرف الكبسي
الثلاثاء ، ١٥ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
عندما نرى الأحداث – ونقرأها - كما نريد لا كما هي ، لا يعود الحدث – وقيمته وحقيقته - يمثل جوهر اهتمامنا ، بل الكسب الذي نسعى لتحقيقه من خلال التوظيف السياسي أو الاجتماعي أو العقائدي ، الأمر الذي يبدو جلياً في ممارسات الإعلام المُربك ، الهادف لخلق رؤية ضبابية واختلال في أولويات التقدير المتزن وأدوات الحكم الصائب ، حتى أن نظرة مغايرة شاملة ، لمجمل المشهد ، قد تكون ساخرة للغاية ، ففي حين تمخض عن مشاهدة نيوتن لسقوط التفاحة - وتساؤله عن السبب - اكتشاف قانون الجاذبية الأرضية ، في تفاعل مبدع للعقلية العلمية مع الحدث البسيط ، تأتي ردود أفعال الاستثمار الإنتفاعي الموجه لذات الحدث ، خالية من أبجديات المنطق السليم ، والتفسير الحكيم ، تبعث على التبسم الحزين ، واستحضار (شر البلية ما يضحك) . هذا ما يمكن أن يكون عليه الحال ، إذا ما حاولنا قراءة تعاطي مفردات ضوضاء الصوت المسموع - محلياً وإقليمياً ودولياً- وإجاباتها – الممكنة – على التساؤل المطروح : لماذا سقطت التفاحة:

•قناة سهيل: جاء سقوطها بعد مشاهدة سفينة إيرانية ، بالقرب من المنطقة .

•قناة المسيرة: وراء كل سقوط عربي ، سوط أمريكي.

•اليمن اليوم: كان السقوط حراكاً ، يهدف للانفصال وفك الارتباط.

•المشترك : سقوطها مفسدة صغرى ، وسقوط النظام مفسدة كبرى.

•المؤتمر: (الزعيم) أرسل برقية عزاء لسقوط التفاحة المناضلة.

•باسندوة : لسقوطها ، تساقطت دموعي وما تزال.

•علي سالم البيض: لا شأن لنا بسقوطها ، فهي تفاحة (يمنية) ونحن جنوبيون.

•وزارة الداخلية: تم استهدافها من قبل مسلحين (مجهولين) على متن دراجة نارية (مجهولة).

•لجنة الحوار: سبق أن وجهنا الدعوة لها للمشاركة ، لكنها فضلت الانتحار.

•التيار السلفي: تلك أمة قد خلت.

•الإعلام الرسمي: القرارات الرئاسية الحكيمة، وهيكلة الجيش ، أسقطتها بدعم إقليمي ودولي.

•المشايخ : للكشف عن السبب ، لا بد من طرح بنادق العدال ، وعشرة أثوار.

•السفير الأمريكي: أسقطتها طائرة بلا طيار، كانت تحمي السيادة الوطنية في الأجواء اليمنية.

•الجامعة العربية:(العربي) سيتوجه إلى مكان السقوط ، مطالباً بتدخل فوري للقوات الدولية.

•قناة الجزيرة: السبب يكمن في سياسات الأسد القمعية ، وأمير قطر يدعو لقمة طارئة.

•مرسي : أصدرت إعلاناً دستورياً يلغي حادثة سقوطها.

•الإخوان: ندعم قرارات الرئيس مرسي ، حتى لو سقطت الشجرة بأكملها.

•هيكل: لقد تنبأت بسقوطها في لقاء جمعني بالسادات.
•بشاره: أُحي سقوطها الأسطوري.

•فيصل القاسم: هل سقطت للأسفل أم في الاتجاه المعاكس.

•محمود عباس: سواءً سقطت هي أو غزة ، سنتوجه للأمم المتحدة.

•أوباما: ندعم حق إسرائيل في إسقاط كل ما يهدد أمنها القومي.

•الإتحاد الأوروبي: ندعم حق التفاح في الكفاح من أجل إنقاذ اليورو.!