عندما نرى الأحداث – ونقرأها - كما نريد لا كما هي ، لا يعود الحدث – وقيمته وحقيقته - يمثل جوهر اهتمامنا ، بل الكسب الذي نسعى لتحقيقه من خلال التوظيف السياسي أو الاجتماعي أو العقائدي ، الأمر الذي يبدو جلياً في ممارسات الإعلام المُربك ، الهادف لخلق رؤية ضبابية واختلال في أولويات التقدير المتزن وأدوات الحكم الصائب ، حتى أن نظرة مغايرة شاملة ، لمجمل المشهد ، قد تكون ساخرة للغاية ، ففي حين تمخض عن مشاهدة نيوتن لسقوط التفاحة - وتساؤله عن السبب - اكتشاف قانون الجاذبية الأرضية ، في تفاعل مبدع للعقلية العلمية مع الحدث البسيط ، تأتي ردود أفعال الاستثمار الإنتفاعي الموجه لذات الحدث ، خالية من أبجديات المنطق السليم ، والتفسير الحكيم ، تبعث على التبسم الحزين ، واستحضار (شر البلية ما يضحك) . هذا ما يمكن أن يكون عليه الحال ، إذا ما حاولنا قراءة تعاطي مفردات ضوضاء الصوت المسموع - محلياً وإقليمياً ودولياً- وإجاباتها – الممكنة – على التساؤل المطروح : لماذا سقطت التفاحة:
•قناة سهيل: جاء سقوطها بعد مشاهدة سفينة إيرانية ، بالقرب من المنطقة .
•قناة المسيرة: وراء كل سقوط عربي ، سوط أمريكي.
•اليمن اليوم: كان السقوط حراكاً ، يهدف للانفصال وفك الارتباط.
•المشترك : سقوطها مفسدة صغرى ، وسقوط النظام مفسدة كبرى.
•المؤتمر: (الزعيم) أرسل برقية عزاء لسقوط التفاحة المناضلة.
•باسندوة : لسقوطها ، تساقطت دموعي وما تزال.
•علي سالم البيض: لا شأن لنا بسقوطها ، فهي تفاحة (يمنية) ونحن جنوبيون.
•وزارة الداخلية: تم استهدافها من قبل مسلحين (مجهولين) على متن دراجة نارية (مجهولة).
•لجنة الحوار: سبق أن وجهنا الدعوة لها للمشاركة ، لكنها فضلت الانتحار.
•التيار السلفي: تلك أمة قد خلت.
•الإعلام الرسمي: القرارات الرئاسية الحكيمة، وهيكلة الجيش ، أسقطتها بدعم إقليمي ودولي.
•المشايخ : للكشف عن السبب ، لا بد من طرح بنادق العدال ، وعشرة أثوار.
•السفير الأمريكي: أسقطتها طائرة بلا طيار، كانت تحمي السيادة الوطنية في الأجواء اليمنية.
•الجامعة العربية:(العربي) سيتوجه إلى مكان السقوط ، مطالباً بتدخل فوري للقوات الدولية.
•قناة الجزيرة: السبب يكمن في سياسات الأسد القمعية ، وأمير قطر يدعو لقمة طارئة.
•مرسي : أصدرت إعلاناً دستورياً يلغي حادثة سقوطها.
•الإخوان: ندعم قرارات الرئيس مرسي ، حتى لو سقطت الشجرة بأكملها.
•هيكل: لقد تنبأت بسقوطها في لقاء جمعني بالسادات.
•بشاره: أُحي سقوطها الأسطوري.
•فيصل القاسم: هل سقطت للأسفل أم في الاتجاه المعاكس.
•محمود عباس: سواءً سقطت هي أو غزة ، سنتوجه للأمم المتحدة.
•أوباما: ندعم حق إسرائيل في إسقاط كل ما يهدد أمنها القومي.
•الإتحاد الأوروبي: ندعم حق التفاح في الكفاح من أجل إنقاذ اليورو.!