السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٧ صباحاً

كيف سينجح مدير عام المؤسسة العامة للإتصالات ؟

هاني عبدربه قطيان
الخميس ، ١٧ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
عندما تم تكليف المهندس/ صادق محمد مصلح ، مديراً عاماً للمؤسسة العامة للإتصالات وصدر قرار تعيينه في شهر مارس 2012م إستبشر جميع الموظفين خيراً بهذا الشاب الطموح إبن المؤسسة ذو السمعة الطيبة والنزاهة العالية الذي يتمتع بذهن صافي وعقلية تجارية منفتحة ويوصف بإنتظامه في عمله ودقة مواعيده ولباقته في التعامل مع الآخرين وكان أهم شيئ عند الموظفين من ذلك كله إيمانهم بإمكانياته وقدرته على إدارة المؤسسة بكل كفاءة وفعالية والنهوض بها إلى القمة وتحقيق جميع مطالب الموظفين وزيادة مستحقاتهم وحوافزهم على غرار شركة يمن موبايل عندما كان مديراً تنفيذياً لها عدة سنين ولكن بعد مرور عدة أشهر لاحظ الجميع إزدياد الفرق الشاسع عما كان بين المؤسسة وشركة يمن موبايل من جميع النواحي ومع مرور الوقت تبدد حلم الموظفين الذين أرادو من المدير العام الجديد تحقيقه لهم وقد أرجعت ذلك لأسباب كثيرة سأذكر هنا أهمها من وجهة نظري وهو عدم إجراء تغييرات حقيقية على المدراء وصانعي القرار بالمؤسسة ، فالمدير العام لن ينجح في إنتشال المؤسسة من ركودها وإنهاء حالة السبات التي سيطرت عليها كما هو مطلوب منه إلا بعد أن يقوم بعمل تغييرات جذرية على جميع مدراء العموم وخاصة الفاسدين منهم وعمل تدوير للصالحين فقط (وهم قليل جداً لا يتعدوا عدد الأصابع) وأن يقوم بنفسه بإختيار البدائل المناسبة التي يرى أنها ستساعده في إدارة عجلة البناء والتطوير إلى الأمام وليس مقبولاً أن تفرض عليه أسماء معينة يتم طرحها من ناحية(حزبية أو مناطقية أو أسرية .....)وهو غير راغب بها أو فرض عليه الإبقاء على أسماء وهو متأكد من تجربتها السابقة أنها لن تفيد العمل ولن تساهم فيه بأي جديد،وكذلك يجب أن نتوقف عن تفتيش أرشيف المؤسسة للبحث عن مدراء عموم تم تغييرهم سابقاً لنعيد تعيينهم من جديد ، ويجب أن لا يتم تعيين مدراء عموم وصلوا إلى سن التقاعد في مناصب جديدة وأن يتم الإعتماد في التعيينات الجديدة على الكوادر الشابة النشطة المؤهلة وذات الكفاءة العالية لإعادة الحيوية والنشاط لروح المؤسسة والإنتقال بمسارها نقله نوعية ونفض الغبار عن كاهلها الذي جعلها مثل العجوز الذي كلما تقدم به العمر قرب من نهايته،فهل من المعقول أننا لم نجد كوادر شابه ومسئولة في هذا الجيل حتى نضطر آسفين للبحث على من عفا عليهم الزمن * فبسبب هذه السلبيات التي أنصدم الجميع ببقاءها كما هي لم تتغير بعد أن توقع الجميع إنتهاءها بعد تعيينكم بل أن بعض المدراء قد زادو تكبراً وعلو في الأرض فساداً بل وصل الأمر ببعضهم أن يحرضوا ويعملوا ضد المدير العام ويحاولون إفشاله بشتى الطرق عندها بدأ بعض الموظفين يطلق الأوصاف ويسمي الأحداث بما يطابق قرآتهم للموقف مثل أن المدير العام تم تعيينه بواسطة فقط،ضعيف شخصية،لم يحقق شيئ،لازالت المؤسسة يديرها المدير السابق..وغيرها من الأوصاف التي أشاعها البعض وهم بالتأكيد لا يعرفون صعوبة تنظيف المستنقع الذي عُين فيه وقوة المافيا المحيطة به وأنا هنا لا أعفيه من مسئوليته تجاه ذلك ولكني أسأل الله أن يعينه على إزالتها،وأنا أقول هنا بكل أمانة وبدون محاباة أنه من خلال إحتكاكي النقابي مع المدير العام وجدت أنه محاور ممتاز يبحث دائماً عن الحلول للمطالب ولا يعقدها وإذا خُير بين إتجاهين فهو يختار دائماً الإتجاه الذي يلبي مطالب الموظفين ويحافظ على حقوقهم ،وفي الأخير أؤكد للمدير العام مع تقديري أن العبور بالمؤسسة إلى بر الأمان يحتاج إلى قرارات مصيرية(شبيهه بالقرارات الأخيرة للرئيس هادي)يكون فيها الرأي الأول والأخير لك وحدك لأنك المشكور عن المؤسسة عند نجاحها والمسئول الوحيد والملام عند فشلها كما نطلب منك تغيير المقربين منك وصانعي القرار حتى يصبحوا مثلك لا أن يغيروك حتى تصبح مثلهم ونحن نعدك بأننا سنقف إلى جانبك بعدتنا وعتادنا داعمين لك ومصرين على مواقفك وقراراتك للرقي والنهوض بالمؤسسة أما إذا بقي الوضع وأستمر كما هو علية فإننا جميعاً نعدكم بأننا سنخرج قريباً وقريباً جداً للمطالبة بالتغيير وفرضه على الواقع لأننا أيقنا بأنه مطلب ضروري ولابُد منه للمحافظة على ما تبقى من مؤسستنا،وللعلم أنني قد يئست مؤخراً من كتابة المقالات لإيماني ببيت الشعر(لقد أسمعت لو ناديت حياً **ولكن لا حياة لمن تنادي // ولو نار نفخت بها أضاءت**ولكن أنت تنفخ في رماد)ولكني عندما رأيت شخصياً الإسبوع الماضي موقف مدير عام المؤسسة مع عضو مجلس نواب جاء لمقابلته ليتوسط لتوظيف شخصين من ذويه أو التعاقد معهم داعماً كلامه ووساطته بالمذكرات الحزبية المدجج بها ومغرياً بموافقة مجلس النواب على ميزانية كبيرة للمؤسسة سيتم إعتمادها هذا الإسبوع ولكن موقف مدير عام المؤسسة هو رفض المذكرات والإغراءات و الإعتذر عن تلبية طلبهم ولم يعدهم بأي شيئ وأضاف لهم إن كان هناك توظيف أو تعاقد في المستقبل فإنهم سيخوضون إختبارات للقبول أسوة بجميع المتقدمين **عندها أحسست أن هناك أمل في التغيير إلى الأفضل ويجب علينا أن لا نيأس وأن نضل نكتب ونجتهد ونعمل مع الخيرين لإعادة بناء مؤسستنا من جديد.