السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٨ مساءً

يناير " ميلاد وطن "

سلمان عبد الرقيب العفيف
الخميس ، ١٧ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
بقيم عميقه وبهموم عاليه وبيقظة نبيله خرج شباب اليمن بصدورٍ عاريه خرجوا من كافة الطبقات خرجوا في حالة من الــ" لا وطن " والــ " لا قانون " والــ " لا دوله "
باحثين عن وطن و عن قانون و عن دوله .


تتزاحم الحروف وتتنافر الكلمات حينما نتكلم عن شرارة الثوره الشبابية الشعبية السلميه
تعجز التعابير عن وصف عملاقيتها وعملاقية مشعليها ومناضليها .

بعد ان كان عنصر الشباب خاملاً في واقعنا السياسي بعد ان كانت الفئات والجماعات ومراكز النفوذ هي الوحيده المناط بها التغيير او على الاقل لديها القدره على التغيير شاءت ارادة الله ان ينشط عنصر الشبااب ليقود التغيير بطريقة مبهره وبنمط فريد لم يحدث البته .

خرج الشباب يحملون الورود يحملون الامل يحملون حلم الدوله
صرخوا بحناجرهم الهادره ناشدين الحريه والكرامه والعيش الكريم , ناشدين وطناً يعيش فيه الجميع تحت اطار القانون ضمن منظومة الدوله .

ترصدت بهم رصاصات الموت وراقبهم الحقد الاسود , اوعز القاتل الى سفاحيه باطلاق النار على "زهور الشباب " ! سفكوا دماءهم المعصومه ووضعوا حدً لثورة بعضهم
استمر عنصر الشباب بالتفاعل وزداد وهج الثوره بانضمام قادة عسكريين وامنيين وسفراء للثوره .
انهارت قوى من تبقى مع القتله ممن لم يدركوا قطار التغيير ارتعدت فرائصهم قل جماحهم السلطوي وتلاشت امالهم باخماد شعلة الثوره .. دشنوا مرحلة جديده عبر العقاب الجماعي وقصف المدن و..... الخ واستمرت الثوره في مسارها المرسوم .

جاءت المبادره الخليجيه ليخرج الجميع بماء الوجه .. لتحقن الدماء لنحافظ على ما تبقى من بقايا " وطن " قبل الجميع بها طواعيةً وكرهاً باستثناء " قله " اتت الانتخابات وتربع هادي على كرسي السلطه كمعطى " اجباري -توافقي " من معطيات المبادره الخليجيه واليتها التنفيذيه المزمنه .

بعدها مررنا بمرحلة " ثورة المؤسسات كامتداد طبيعي للثوره الشبابيه في الساحات
واستمرت الحناجر تهتف في الساحات مطالبة بقرارات تنهي الحاله المزريه التي تعيشها المؤسسه العسكريه والامنيه طويلاً , خرجت بعدها القرارات الجريئه التي انهت انقسام الجيش .

كل المراحل التي مررنا بها كان للشباب الفضل الكبير في صياغة تفاصيلها وهم الطرف الابرز الذي دفع ثمن مجرياتها .. بفضل الشهداء الذين بذلوا دماءهم من اجل ان نسعد جميعاً .. بفضل انات الجرحى والمصابين .
اخيراً : سيكتب التاريخ باحرف من نور وفي انصع صفحاته بان شباب اليمن خرجوا بثورةٍ سلميه واجهوا رصاص الموت بصدورهم العاريه وضربوا من اروع الامثله في الصبر والثبات ورباطة الجأِش ..
وستبقى الثوره اليمنيه ابد الدهر نموذجاً رائعاً فريداً ونادراً يحتذى بحذها في قادم الاجيال .