الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٦ مساءً

السفير الامريكي والايراني والسعودي الثلاثي المرح عرابي المؤتمر الوطني

إبراهيم محمد الزنداني
الخميس ، ١٧ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٣٠ مساءً
أتحفنا السفير الامريكي بخفة دمه المعهودة وبطلته الجذابة في حديثه الاخير عن الدعم الذي يتلقاه البيض من إيران لإفشال مؤتمر الحوار ولدعم الاحتجاجات الانفصالية ، وعن أن الحوثي يعمل وكيلاً لإيران لزعزعة الوضع ولإقلاق السكينة العامة في بلادنا.

ولأن السفير الامريكي اليمني يتميز بكارزما قل نظيرها فقد ترك انطباعاً لدى العامة بأنه حريص على وحدة التراب اليمني ورفضه القاطع للتدخلات الاجنبية في بلادنا وفي ختام المقابلة خُيل إلي بأنه سيقول لو لم اكن امريكيا لوددت ان اكون شيخا يمنياً ، وبأن الولايات المتحدة الامريكية ستشن حرباً على من يسب صحابة رسول الله(ص) رضوان الله عليهم.

في الجانب الآخر ظهر السفير الإيراني قبل أيام وعلى غير العادة تحدث واصفاً اليمن بأنها ليست ذات قيمة ، وتساءل ساخراً عما قد يتجسس الإيرانيين في اليمن ( يا حسره ) هل على المفاعل النووي أم على الاقتصاد اليمني ام على المعسكرات.

وللأمانة اني انبهرت بشخصية هذا الرجل وبجرأته وانهى حديثه بالهمز واللمز وبأن الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة في اشارة واضحة للسفير الامريكي.

في المقابل فإن السفير السعودي هو المختلف كلياً عن سابقيه ، فهو مو فاضي للكلام هادا ، الرجل في عالم آخر وإهتماماته غريبة وعجيبة ومريبه، فإذا ما جاء خبر كالذي نشرته الصحيفة البريطانية الذا تايمز عن مشاركة الطائرات السعودية للطائرات الامريكية بدون طيار في ضرب عناصر القاعدة المفترضين في بلادنا ، فإن هنالك أمراء متخصصين بالشأن اليمني تنفيذاً لوصية الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود ، فيظهر سعود الفيصل جيفارا العرب كما وصفه ساخراً الاستاذ القدير محمد حسنين هيكل لينفي الخبر فالسعودية لم ولن تتدخل في الشأن الداخلي اليمني.

وكذبت الذاتايمز وصدق الفيصل.

ولأننا مختلفون عن بقية شعوب العالم ونعاني من عقدة الاجنبي وثقتنا بهم بلا حدود وتعاملنا معهم بسذاجه فنحن شعب مضياف ولو على حساب الولاء الوطني والسيادة الوطنية ، وبفضل النظام السابق اللاحق الذي ترك الحبل على الغارب الامر الذي شجع هؤلاء على التمادي والخروج عن الاعراف الدبلوماسية بين الدول ، حتى وصل الامر بنا إلى أن اصبحنا محل سخرية وضحك البعثات الدبلوماسية.

فحين يشعر احد السفراء بالضجر والملل فما عليه إلا تسريب إشاعة معينة للمجتمع اليمني ثم يستمتع ويضحك حتى يتمزق فمه وكأنه يشاهد افضل فيلم كوميدي في العالم.

ونذكر مثالاً على ذلك أنه في وقت من الاوقات سربت شائعة مفادها أن النفط في اليمن سينضب بحلول العام 2017م وما أن تداولتها وسائل الاعلام وتبنتها حكومتنا الرشيدة في ذلك الوقت حتى تهافت الجميع لتخزين البترول وقام الخبرة ببيع الغاز لكوريا بأبخس الأثمان وتسابق التجار والمسئولين لاستيراد السيارات التي تعمل بالغاز والديزل وعمل يا شعب.
ثم تسربت معلومة عن أن شعب اليمن سيموت عطشاً وأن الله عز وجل سيحبس عنا الماء والمطر فأسرع التجار والمسئولين لشراء الخزانات وطلبة الله ، وأهدرت ملايين الريالات لبناء الخزانات الارضية وتباكت الحكومة حينها وصرفت الملايين لورش العمل ولندوات ترشيد استخدام المياه بدلا من بناء السدود لمساعدتنا في تلك المحنة.

أعقب ذلك تسريب شائعة من الحجم الثقيل مفادها أن جبال اليمن مليئة بالذهب والمعادن النفيسة وكانت النتيجة أن أبو يمن المسكين أضحى هائماً في الوديان والسوائل واللكام وفي قمم الجبال ، وتهافت التجار المسئولين على شراء المناشير والكمبرشينات بحثا عن جبال الذهب وتباب الالماس.
وبعد فضيحة الطائرات السعودية التي تنتهك السيادة الوطنية فتقطع الفيافي والجبال لاصطياد عناصر القاعدة المفترضين من ابناء اليمن فتقتل وتدمر ، كان من المفيد أن يُشغل الشعب اليمني بإشاعة فتاكة تفيد أن اليمن أصبحت تمتلك أكبر مخزون نفطي في العالم وأن السيد تسونامي رضي الله عنه قد جاء منقذاً ومخلصاً للشعب العظيم ، فصب جام غضبه على آل سعود وحول الحنفية النفطية إلى اليمن حارماً السعوديين من نعمة النفط.

ولأن الشعب اليمني المفتون بأمجاد اجداده من السبئيين والحميريين والتببابعة فإنه سيسلطن وسيخدر فترة زمنية لا بأس بها على أمل أن يأتي اليوم الذي يستجدي فيه السعودي أحد اليمنيين ليكون كفيله كي يستطيع العمل في اليمن.
الخلاصة أننا أُبتلينا بلعنة اسمها البعثات الدبلوماسية في وطننا الغالي وسلط الله علينا من لا يخاف ولا يرحم ولا يحترم أي مواثيق ومعاهدات فدمروا بلادنا واصابوا اهلها بالجنون والهلوسة.

لذلك فإن الواجب اليوم يحتم على القيادة السياسية التي جاءت بفضل دماء الشباب وثضحياتهم أن تدعوا الثلاثي المرح إلى حوار يتم بموجبه إلزامهم بإحترام سيادتنا الوطنية وكف أذاهم عنا وعدم التدخل في شئوننا الداخلية وإحترام المواثيق والمعاهدات والاعراف الدولية المنظمة لاعمالهم في بلادنا ، ورفع ايديهم عن دعم كلابهم الذين يأتمرون بأمرهم وينفذون سياساتهم المقيتة في وطننا.

كما يجب على القيادة السياسية إشراك المخلصين والشرفاء من ابناء هذا الوطن وهم كثر في مؤتمر الحوار الوطني الذي يتم التحضير له ، ودهس العملاء والمخربين والمشكوك في ولائهم الوطني بالنعال وطردهم من أي حوار ، وكلي ثقة بأن كل الشرفاء والمخلصين والمغرر بهم من ابناء شعبنا العظيم سيصطفون خلف قيادتهم السياسية وسيبذلون الغالي والنفيس لحماية وطننا الحبيب ولدعم قيادة سياسية يكون نهجها ما ذكرناه.