الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٨ مساءً

الشعب اغلى من الوحدة... والمواطن اغلى من الوطن ...

د . أبو نورالدين اليهري اليافعي
الجمعة ، ١٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
على المستوى الرسمي وكثيرا على المستوى الشعبي في اليمن وخارج اليمن باركوا الخطوة الجبارة التي قام بها ابناء الجنوب اليمني الذين يطالبون بفك الارتباط مع الشمال ؛ لكن الغريب في الامر ان الجميع تجاهل تلكم الراية التي رفعت في ذلك اليوم ؛ وتجاهل الجميع مطالب تلك الجماهير المحتشدة ...

فتلك الجماهير تجمعت من كل انحا الجنوب لتقول بالصوت الواضح وبلغة لايشوبها اي شائبة قالت لا وحدة بعد اليوم وقالت ان الوضع القائم لم يعد مقبولاً اطلاقاً ...

قالت في ذلك اليوم ان الجنوب لم يعد متقبلا للوضع القائم وان لا حل امام اليمن وابناء اليمن الا اعادة النظر في العلاقة القائمة بين الشمال والجنوب ...

ولابد من الاعتراف بتسميات الشمال والجنوب ولا بد من الاعتراف بان هناك دولتان في شمال اليمن وجنوب اليمن اتحدتا في عام 1990م وكل دولة كانت دولة مستقلة ذات سيادة لها مقعد في كل المحافل الدولية والاقليمية ... دولتان لكل منهما علم مستقل وعملة ونظام خاص ...

ولا بد من الاعتراف بفشل الوحدة التي قامت في عام 1990م ؛ وحدة لم يكتب لها النجاح ولاعيب في ذلك .. لاعيب ان اعاد اليمنيون النظر في العلاقة بين هاتين الدولتين ... وقاموا بتصحيح الاخطاء...

الوحدة ليست مقدسة كما يوصفها البعض ... صحيح الوحدة مطلب شرعي لكن ان كان هناك ضررا يلحق بالناس جراْ هذه الوحدة فالواجب الغاؤها ... الوحدة من اجل خدمة الشعب وليس الشعب في خدمة الوحدة ...
من الخطأ ان نسخر دماء هذا الشعب الطيب من اجل مصالح اشخاص يتمترسون خلف مسمى الوحدة ... ويتدثرون بها لينهبوا الشمال مع الجنوب ....

البسطاء من الناس لايدركون ما يخفى وراء هذه التعبئة الاعلامية والتاجيج الاعلامي لقضية الوحدة والذين يرددون على مسامع الناس وينفخون في اذانهم عبارة وشعار الوحدة او الموت .. فهذه الحملات يمولها اشخاص مستفيدون من الوحدة وهم معدودن .. يروجون لهذه الحملات لكي تكونوا انتم ونحن وقود اي صراع لحماية مصالحهم وحينها وبينما نحن يقتل بعضنا بعض سيكونون هم وعوائلهم في فنادق امنة ويسكون دورهم محصورا في الاتصال بالقنوات الفضائية ليدلوا بالتصريحات ولاجراء المقابلات والتحليلات السياسية ...

يناقشون كيف احترقنا وكيف تمزقت اجسامنا ... لايضرهم ان احترقت انا وانت وابناء اليمن جميعا فاولادهم وعوائلهم سيكونون بمأمن في ارقى الفنادق وفي ارقى المدن العالمية ....

ونبقى انا وانت يقتل بعضنا بعضا... وما ان ننتهي من سفك دمائنا سنجدهم يطلون علينا برؤوسهم وياتون ليتقلدوا المناصب ويديروا المال والثروة كما كانوا يديرونها بالامس ونعود انا وانت لنبدأ الحياة التعيسة والفقر والجوع من جديد فنحن لن ينالنا شيئا من ثمرات الصراع فحظنا ونصيبنا محصور في الاحتراق تحت القذائف الصاروخية والرشاشات ونيران المدفعية ....

فتنبهوا من الاندفاع فلاعيب في الانفصال ولاعيب في الوحدة المهم ان اي صيغة نكون بها تحفظ دماءنا واموالنا وتبقينا اخوة في وئام وسلام ....