الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٨ صباحاً

نعم لقد فعلتها يا زعيم اليمن وأقترح عليك 1-4

طارق الحروي
الأحد ، ٢٠ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
- الطرف الأخير: الشعب "رؤية مقترحة".

- وتأسيسا على كل ما تقدم تتضح أمامنا حقائق دامغة في أرض الواقع حول طبيعة ومستوى ومن ثم حجم الأدوار التي لعبتها قيادة حركة التغيير الوطني ورائدها الزعيم علي الصالح (حفظه الله ورعاه) في تقرير مصير اليمن نظاما وشعبا وأرضا وطموحا- وفقا- للمدخل الأمثل الأكثر أهمية وواقعية (تأثيرا وتأثرا وأثرا) بهذا الشأن الذي تمثله قيم المصالح وسيلة وهدفا وغاية؛ من خلال أطرافها الأساسين الحاليين المؤثرين والأكثر تأثيرا في البيئتين الداخلية والخارجية (التيار التحديثي التحرري، التيار التقليدي المحافظ والمتطرف وشركائه، الأطراف الإقليمية والدولية صاحبة المصلحة الحيوية المشتركة).

- التي تبلورت ومن ثم اتضحت معظم مواقفها الحقيقية الضامنة لبقاء الوحدة واستمرارها إلى ما شاء الله؛ بغض النظر عن اختلاف طبيعة ومستوى ومن ثم حجم الأهداف والمصالح التي تحرك كل طرف عن الأخر ومدى موائمتها بأولويات المصلحة الوطنية العليا المنشودة- وفقا- لكل الدلائل التاريخية التي نعيش أدق تفاصيلها في المرحلة الانتقالية الحالية- كما أوردنا بعض أهم مؤشراتها الرئيسة في الرؤية التحليلية أنفة الذكر.

- إلا أن مما تجدر الإشارة إليه بهذا الشأن أن كل هذه الأطراف بالرغم من أهميتها كركائز مهمة لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها عند الشروع بإعادة تصويب المسارات ومعالجة التشوهات باتجاه تمثيل الحد الأعلى من أولويات المصالح الوطنية العليا ومراعاة مصالح هذه الأطراف، فإنها سوف تظل إلى حد كبير لا تمثل- في المجمل النهائي- سوى كفة واحدة فقط من الميزان المنشود تعديل أدق أجزائه- وفقا- لأولويات مصالح اليمن العليا، كي يتسنى له أن يستعيد توازنه المفقود إلى حد كبير ومن ثم دوره الطبيعي والحقيقي ليقوم بعمله على خير ما يرام في تمثيل مصالح اليمن العليا نظاما وشعبا وأرضا وتاريخا وطموحا- أولا- ثم تمثيل مصالح هذه الأطراف لكن ضمن إطار أولويات المصلحة الوطنية العليا- ثانيا.

- أما الكفة الأخرى فهي مازالت فارغة إلى حد الآن إذا ما صح لنا القول ذلك بكل ما تحمله هذه العبارة من معاني ودلالات ومن ثم أبعاد ومضامين لها شأنها، والسبب باعتقادي هو أن الطرف الوحيد الذي يجب وليس ينبغي ان يشغلها؛ هو الشعب بفئاته الدنيا والوسطى التي تمثل الغالبية الساحقة من سكان اليمن (80%)، ليس لكونه الرقم الأصعب بين كل هذه الأرقام وصاحب المصلحة الحقيقية في كل هذا الأمر، ومن ثم القادر على ملئ هذه الكفة لوحدة شكلا ومضمونا، تمهيدا لانتقال تدريجي مرن وأمن لأبناء الشعب إلى الكفة الأخرى؛ بما يعيد للميزان قدرته وقدراته الحقيقية المنشودة- وفقا- لما تفرضه أولويات المصالح العليا لليمن فحسب.

- لا بل ولكونه باعتقادي الرقم الأكبر الضائع في المعادلة الداخلية الحاكمة للبلاد منذ خمسين عاما، التي عجزت كل الأرقام أن تملئ مكانه إلى حد اليوم بصورة أفضت إلى استمرار تنامي حالات الاختلالات الحادة في واقع اليمن؛ سيما في ضوء ما أصبح يمثله المتغير الشعبي في إرهاصات حيثيات المرحلة الحالية التي تعيشها المنطقة العربية من نقطة ارتكاز شبه محورية يصعب تجاوزها أو تجاهلها؛ وبما يسهم في تهيئة البيئة الحاضنة والمحفزة اللازمة لإعادة استيعاب الشعب ومصالحه العليا قولا وفعلا كمحور ارتكاز في المعادلة الداخلية كما يجب ان تكون.

- وهنا بالتحديد إلى حد كبير تتمحور حيثيات اقتراحي الذي أضعه بين يدي قائد حركة التغيير الوطني ورفاقه لإحداث قفزة نوعية وحقيقية في مسارات الوحدة وسيلة وهدفا وغاية في اتجاه تمكين الشعب ومصالحه بأن يصبح طرفا أساسيا ومحوريا تدور حوله كافة الأطراف وليس العكس، سيما ان تعديل وتصحيح مسارات الوحدة فكرا ومشروعا وأفرادا ومن ثم مصيرا لم ولن يتم بدون أن يصبح المواطن البسيط نفسه طرفا حقيقيا فيها؛ من خلال مصالح حقيقية فردية (خاصة) وجماعية (عامة)، بالاستناد إلى حقوق عديدة كالمواطنة الحقة والعدالة النسبية في توزيع الثروة والقوة بين أبناء الشعب؛ بما يسهم إلى حد كبير في تأسيس وإرساء ومن ثم تعزيز وترسيخ قيم الانتماء والولاء لليمن لديه، على خلفية ما يمثله متغير المصالح الخاصة من انتقاله نوعية في طبيعة ومدى ومن ثم حجم جاهزية الشعب واستعداده للتضحية من أجل الوحدة بكل شئ.

- سيما في الأشكال المصغرة لهذه المصالح الواجب الأخذ به حاليا نظرا لحاجتنا الماسة له على المستويين الخاص والعام وأهمية مر دوداتها على المدى القريب، الذي تمثله عملية إعادة توزيع الأراضي بين كل مواطني الدولة على سبيل المثال لا الحصر ضمن حيثيات استراتيجية وطنية عليا أشرت إلى البعض من ملامحها في عشرات المقالات المنشورة، فكل مواطن له الحق بأن يمتلك أرضا داخل محافظته وخارجها (واحدة أو اثنتين أو...)؛ وبما أن المساحة الأكبر من البلاد تقع إلى حد كبير في الأجزاء الجنوبية والشرقية فيجب أن توجيه هذه العملية باتجاهها، وهو الأمر الذي سوف يفضي إلى حد كبير في حسم الجزء الأكبر والمهم من مهام استكمال تصحيح وإرساء ومن ثم ترسيخ أهم مقومات الحفاظ على الوحدة واستمرارها على أسس ومعايير حقيقية ترتكز على معيار المصالح الوطنية العليا.

- بمعنى أخر أن ذلك يعطينا الحق في الرد العملي قبل أن نسأل ما الذي استفادة مواطني اليمن عمليا أكثر منه نظريا من تحقيق الوحدة وبقائها إلى حد اليوم، وصولا إلى المستقبل ؟ استطيع أن أجزم وأنا واحدا منهم لا شئ، فالشعب بمواطنيه على المستوى الشخصي والعام لم يستفد شيئا إلى اليوم، وكي أكون أكثر تحديد انحصرت مجمل الاستفادة المشار إليها آنفا ضمن نطاق حدود الجانب المعنوي المتعلق بالآمال والطموحات المنشودة فقط، أما الجانب المادي الملموس باليد كمصلحة شخصية أو جماعية فغير موجودة، بحيث عندما يتسنى لك أن تسأل عينة من مواطني الدولة هل أنتم مع الوحدة ؟ سوف يجيبون نعم قلبا وقالبا.

- وعندما توجه إليهم سؤالا أكثر تخصصا ما الذي حصلتم عليه بشكل عملي منها أو ما الذي تغير في مجرى حياتكم- وفقا- للغة المصالح الخاصة أكثر منها العامة قبل وبعد العام 1990م ؟ أظنهم سوف يجيبون لا شئ، فالدخل اليومي هو الدخل بزيادة بسيطة وهو عمليا لا يكفيني لتغطية احتياجات أسبوع واحد في الشهر؛ جراء زيادة طبيعة ومستوى ومن ثم حجم الالتزامات الحياتية أضعافا مضاعفة،....الخ، وأخيرا في حال طرحت عليهم سؤالا أخر إذا لماذا أنتم مع بقاء الوحدة واستمرارها ما دمتم ليس لكم مصلحة مادية حقيقية ملموسة فيها ؟ أتوقع أنهم سوف يردون ردا عفويا بالقول لأن فطرتي وديني يحتم علينا أن أكون مع الوحدة حتى ولو لم يكن لدينا مصلحة فيها ليس هذا فحسب، لا بل ومستعدون للتضحية من اجلها بالغالي والرخيص.

- أما عندما نصل إلى ذلك التساؤل الأكثر أهمية وإلحاحا بهذا الشأن أين ذهبت ثروات البلاد وخيراتها في العقدين الماضيين مادام حال الأغلبية الساحقة من الشعب قد ازدادت سوء عما كان عليه معظمهم ؟ أو من هو المستفيد الحقيقي من تحقيق الوحدة وبقائها واستمرارها ؟ أتوقع ان يكون الرد بأيادي تلك الفئة المحدودة من الشعب اليمني التي تتراوح نسبتها بين الـ(10-20%) منه كـ(الحكام، التجار، ورجال الأعمال، أصحاب رؤوس الأموال، كبار المشايخ والزعامات التقليدية، اللصوص والفاسدين،....)، التي استطاعت إلى حد كبير توظيف واستثمار هذه الأموال واستخدام هذا النفوذ في كل أرجاء البلاد وأجزائها الجنوبية والشرقية منها- بوجه خاص- مستفيدة في ذلك- من استمرار تنامي حالات الاختلالات المفتعلة التي عاشتها اليمن في العقدين الماضيين كي تصبح اليوم متحكمة بمصائر اليمن نظاما وشعبا وأرضا.
- وختاما سيدي زعيم اليمن ومنك إلى قيادة حركة التغيير الوطني هذا الأمر كله أضعه بين أياديكم فانتصروا لشعب اليمن اليوم كي ينتصر لليمن نظاما وشعبا وأرضا وتاريخا وطموحا حاضر ومستقبلا، ومنكم الإجابة انتظر وعلى الله تعالى جل في علاه التكلان قبل وبعد كل شئ... اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد.

والله ولي التوفيق وبه نستعين