الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٨ مساءً

فكاهة اليمنيين مابين دحباش وتمباكي

وليد تاج الدين
الثلاثاء ، ٢٢ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
إذا بحثنا في خصائص دحباش وتعمقنا في شخصيته لمعرفة السبب الذي جعل اسمه صفة تلتصق بملايين من الناس على نطاق جغرافي واسع يشمل عدة محافظات قد لا يتجانس أبنائها بشكل كلي فإننا سنجد شخصية كوميدية مكافحة وصبورة على النكد والكدح وفيها قدر من الطرافة والغباء الفطري, واستطاعت شخصية دحباش على ما فيها من العيوب أن تدخل قلوب المشاهدين وتصبح عنصرا أساسيا في حياتهم لا سيما في الشمال نتيجة ما جسدته الشخصية من المعاناة وما لامسته من الواقعية, وعلى الرغم من تلاحق المسلسلات الكوميدية والشخصيات التي حاولت أن تدخل قلوب الناس وتوجد لنفسها مساحة إلى جوار دحباش إلا أنها عجزت عن أن تفعل ما فعلته شخصيته.

أما في الجنوب الذي فيه تم تعميد مصطلح دحباش على كل ما هو شمالي سواء كان كامل الدسم أو حتى بدون دسم فقد صار لزاما إيجاد شخصية توازيه وتعبر عن نكد الجنوبيين وواقعهم الاجتماعي المؤلم بصورة فكاهية وعلى الأقل تكون شخصية مقابلة لشخصية دحباش الشمالية.

دور ظل يبحث له عن شخصيه تجسده ولم يلتقطه أي ممثل أو كوميدي حتى فاز به تمباكي, الشخصية الكوميدية الشابة (مجاهد صغير علي خير) المشهور بـ تمباكي من أبناء عدن الطيبين الذين يجسدون قضاياهم بالفكاهة والفن الشعبي, وتمباكي هو احد إفرازات الأزمة السياسية في البلد حيث كانت المظاهرات ابرز مسارح الظهور لشخصيته التي جذبت إليها وسائل الإعلام المرئي والمقروء ووسائل التواصل الاجتماعي.

لقد جذبت شخصية تمباكي الأنظار خلال مهرجانات 30 نوفمبر المؤيدة للوحدة والمناهضة لها حيث وجد تمباكي نفسه مع المؤيدين وغنى لواحدية اليمن, وقد ظهر على القنوات المحلية والخارجية وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لتمباكي, لكن الطرف المناهض للوحدة اخذ على تمباكي إدمانه على تعاطي المسكرات والتي اعترف بها شخصيا وأبدى استعداده للإقلاع طالبا مساندة المجتمع له, وثانيها تأييده للوحدة وانضمامه للمسيرات المؤيدة لها وهو ما يرى فيه خيارا مناسبا بالنسبة له خاصة في بلد تدعي أنها ديمقراطية, بينما المناهضين للوحدة يرون انه لابد أن يعلن موقفا مؤيدا لدعاة استعادة الدولة, وبات الشاب تمباكي يواجه ضغوطات في هذا الاتجاه كشرط أساسي لمنحه العلامة الجنوبية التي تشبه علامة دحباش الشمالية.

أضحت الشخصيتين سببا في تلطيف أجواء السياسة المشحونة وعنصرا فكاهيا لا يستطيع اليمنيون الاستغناء عنه حتى في اشد الظروف قسوة, الطابع الشعبي الذي ظهر به كلا من دحباش وتمباكي جعلهما اقرب لقلوب الناس, لكن الأخير لم يجد من يساعده في تسويق نفسه ليصبح علامة مسجلة تلتصق بفئة كبيرة من المجتمع قد لا تكون متجانسة تماما سواء سياسيا أو جغرافيا أو اجتماعيا لكن المجتمع وخاصة الشمالي ملزم بدعم تمباكي ليصبح تمباكي على وزن دحباشي.