الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٩ مساءً

دعو الشعب اليمني يحسم ثورته

ريما الشامي
الاربعاء ، ٢٤ أغسطس ٢٠١١ الساعة ٠٣:٠١ مساءً
تتسارع وتائر ثورة الشعب السوري وتحتدم فعالياتها باتجاه الحرية والانعتاق والخلاص من الحكم العائلي الديكتاتوري وبالأمس أيضا حسم الشعب الليبي ثورته وقبله الشعب المصري والشعب التونسي وضعا نهاية فاصلة لعصور الاستبداد والأنظمة العائلية في أوطانهم ، ونحن في اليمن لا زالت ثورتنا قائمة وتراوح مكانها بعد 6 أشهر من الاعتصام الشعبي والجماهيري في ساحات الحرية والتغيير ولازال أيضا اليوم أولاد علي صالح يحكمون وطننا ويتشبثون بالسلطة ويفرضون مشروع التوريث والحكم العائلي الملكي بالقوة وهؤلاء البقايا العائلية أيضا يشنون حربا شاملة ضد الشعب اليمني بما يمتلكون من ترسانة أسلحة وقوات عسكرية ويفرضون العقوبات الجماعية ويحاصرون الناس ويقطعون الماء والكهرباء والخدمات الأساسية ويخفون البترول والديزل والمشتقات النفطية ويتاجرون بها في السوق السوداء وهي ممارسات عصابات لا يردعها اخلاق او قيم في مواجهة شعب تريد ان تعاقبه لأنه خرج ثائرا على الفساد والظلم والاستبداد الذي ظل علي صالح يحكم به اليمن واحالها الى دولة فاشلة مدمرة وشعب جائع فقير امي جاهل يعيش خارج نطاق معايير الحياة الانسانية, لكن ما يحدث اليوم في بلدنا وبالتحديد منذ 3 أشهر بعد رحيل علي صالح محروقا الى السعودية هو تسلط بقايا الحكم العائلي واغتصابهم للسلطة وانقلابهم على الدستور والنظام الجمهوري وفرضهم لمشروع التوريث والملكية العائلية على اليمنيين بالقوة والقهر والحروب والحصار والعقوبات الجماعية ، وهذا الحال الذي وصل اليه وطننا يستدعي منا كشعب يمني حر كريم ان نحدد في هذه اللحظة الحاسمة خياراتنا الوطنية بكل مصداقية ووضوح فاما أن نختار الانتصار لثورتنا وانجازها بشكل حاسم و كامل ونهائي وبهذا الخيار سنضع نهاية فاصلة ل3 عقود من المعاناة والفساد والظلم والتمزق والحروب والحكم العائلي وتكون بداية أيضا لمرحلة جديدة يتمتع اليمنييون فيها بحياة انسانية كريمة قائمة على العدل والمواطنة المتساوية والتكافؤ أما الخيار الأخر الماثل أمام الشعب اليمني هو بقاء أولاد علي صالح في حكم اليمن وهو ما يعني هزيمة للثورة وخيانة لتضحيات الشهداء ونجاح للملكية العائلية ومشروع التوريث واستمرار لحكم الفرد ولنهج الفساد والنهب والعبث والتدمير المتواصل منذ 33 عاما مضت.

ليس امام اليمنيين اليوم الا أن يصنعوا ثورتهم بانفسهم ويحسموا امرها بارادتهم ويضعوا بأيديهم النهاية الفاصلة لمعاناتهم الممتدة ل33 عاما من الظلم والفساد والعبث والتدمير والحروب والصراعات التي ظل يحكم بها علي صالح، ولن يحسم الثورة اليمنية وينجزها الا الشعب اليمني نفسه الذي يجب عليه ان ينتصر لارادته وينتزع حقوقه وحريته من بقايا الحكم العائلي اما المراوحة والجمود والمراهنة على المبادرات الاقليمية وغيرها فهذا هو الطريق الى الفشل والانهزام وتمكين أولاد علي صالح ليفرضوا أنفسهم ومشروعهم العائلي نظاما حاكما على اليمن يواصلوا به نهج الفساد والعبث والتدمير المتواصل على أيدي أبيهم منذ 3 عقود مضت.

لقد أسهم الانجرار وراء المبادرات والتسويات بشكل جوهري في تعثر مسار الثورة واصابتها بالجمود واليأس والمراوحة واحباط فئات واسعة من الناس ومالم يدرك الشعب اليمني اليوم المخاطر القاتلة المحيطة بثورته والحالة السلبية التي وصلت اليها ومن ثم يتخذ هذا الشعب قراره الحاسم بالانتصار لارادته وانجاز ثورته وازالة بقايا الحكم العائلي مالم فان الثورة تسير كما هو جار الان باتجاه الاعتراف بأولاد علي صالح و بمشروع التوريث وهو ما يعتبر اعتمادا ثوريا ودستوريا للحكم العائلي ومنحه المشروعية القانونية والشعبية والثورية والدستورية وبالتالي فان هذا الوضع هو انتحار للثورة وهزيمة للارادة الشعبية وتنازل عن التضحيات واذلالا لليمنيين وعارا سيسجل في تأريخهم اذا ما تبقى أولاد علي صالح في السلطة تحت أية تسوية كانت.

سنظل نحذر من ان الابقاء على أولاد علي صالح في حكم اليمن ضمن أية تسوية كانت وفي اطار أية مواقع هو شيئا غير مقبولا اطلاقا وترفضه كل المعايير الاخلاقية والانسانية والوطنية ونضالات الشعوب وثوراتها لان الثورة أصلا قامت لتغيير واقع الفساد والظلم والأدوات المنتجة لهما فكيف يمكن القبول بأن باستبدال أدوات فاسدة قديمة بأدوات فاسدة أخرى هي من صنيعتها هذا فضلا عن أن ثورة الشعب اليمني لم تقم لتسرع بمشروع التوريث وتنجزه على أرض الواقع ، ولذلك فان الوقت لا يزال سانحا لانقاذ ثورتنا وتضحياتنا من تسويات و صفقات غير اخلاقية وغير انسانية وغير وطنية وعلى أحزاب اللقاء المشترك وغيرها ان تبتعد عن هذه المسارات التي اوصلت الثورة الى ما هي عليه اليوم ووضعتها على حافة الفشل فلا يجوز ان تنتهي ثورة شعبنا بتسوية يتم فيها مكافأة أولاد علي صالح بضمان بقائهم في حكم اليمن خلال الفترة المقبلة وكأن هناك شيئا لم يكن و الشعب اليمني حرا كريما و ليس استثناءا فاشلا بين بين الشعوب والأمم الأخرى التي أنجزت ثواراته وانتزعت حرياته وحقوقها رغما عن أنظمتها القمعية العائلية وارادات القوى العالمية الكبرى ، وشعبنا اليمني قادر على انجاز ثورته والانتصار لارادته وانتزاع حريته ووضع حدا فاصلا لمعاناته الممتدة ل3 عقود من الظلم والفساد والحكم العائلي لكن المطلوب فقط هو ابتعاد الأوصياء عنه وعن ثورته التي خربوها وحولوها الى أزمة بين علي صالح وأحزاب المشترك ، و عليهم أيضا ان يستفيدوا من اخطائهم السابقة اون لا يكرروها ثانية وأن يدعو الشعب اليمني يتخذ قراره وينجز ثورته.

نؤكد للمرة الالف ان علي صالح استطاع أن يوصل الأمور في وطننا الى ماهي عليه اليوم من تسلط أولاده على حكم اليمن وفرضهم للتوريث وللمشروع العائلي بالقوة والقهر في نفس الوقت الذي يشنون فيه حربا شاملة على الغالبية العظمى من الشعب اليمني بالحرب العسكرية وبالقتل وبالقصف وبالحصار الاقتصادي وباخفاء المشتقات النفطية وبقطع الماء و الكهرباء والخدمات الاساسية وهي اعمال وممارسات عصابات بلا اخلاق لكن علي صالح هو الذي استطاع أن يلعب بقادة احزاب المشترك كالعادة ويجرهم الى المسار التفاوضي والتسويات وهو ما ضرب الثورة وأخرجها من حالتها الثورية الى حالة أخرى أشبه بأزمة سياسية بينه وبين المعارضة وكانت المحصلة ان أصيبت الثورة بالجمود والشلل والمراوحة وتمكنت بقايا الحكم العائلي من اغتصاب السلطة ومارست حربها المفتوحة على الشعب ، لكن لا زالت الفرصة متاحة لانقاذ الثورة وانجاز أهدافها والدور والمسؤلية الان هي على الشعب اليمني بجميع فعالياته و منها قواعد وانصار احزاب المشترك في ان ينتصروا لثورتهم بالحسم الثوري وأن ينصحوا قادة المعارضة ومن يدور في فلك التسوية أن ثورة الشعب اليمني ليست تسوية وأزمة بين علي صالح والمشترك حتى تنتهي باتفاق اقليمي يبقي على أولاده ويشرع للتوريث والملكية العائلية في اليمن لتواصل اذلالنا ومضاعفة معاناتنا والانتقام من هذا الشعب بأبشع الوسائل والأدوات، لكن ثورتنا هي ارادة شعب قرر الحرية والخلاص والانعتاق و صناعة فجر حياة مشرقة جديدة نستحق ان نعيشها أحرارا كرماء على أرضنا.