الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٧ مساءً

عدن للعدنيين، وحضرموت للحضارمة، ولا صوت يعلو فوق صوت الحراك

رضوان سعيد العتيق
الاربعاء ، ٢٣ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
بمجرد سماع الحركيين أن هناك تظاهرة تحت شعار عدن للعدنيين حتى جن جنونهم ورتبوا جيدا لإجهاض والهجوم على هذه المظاهرة برغم سلميتها وسخرت الوسائل الإعلامية الحراكية ابواقها تنادي بان عدن لكل الجنوبيين وأصوات أخرى نشأز للتشكيك في أصول العدنيين وتعريف من هو العدني بالرغم أن ليس الحق من هو من خارج عدن أن يصنف من العدني فهذا شان عدني ذاخلي مثلما أهل مكة أدرى بشعابها وأهل عدن أيضاً يعرفون من هو العدني ومن هو الدخيل.
أنني هنا ليس بصدد الدفاع عن تلك التظاهرة فانا ليس من دعاة المناطقية وإنما الدفاع عن حرية الرأي الآخر وإذا كان هذا أسلوب الحراكيون في قمع الآراء المخالفة لهم فكيف سيكون أسلوبهم عند تسلمهم مقاليد الحكم للجنوب لو افترضنا ذلك. سوف نعود للمارسات ونفس أسلوب النظام القمعي الشمولي السابق في الجنوب ولا صوت يعلو فوق صوت الحزب واستبدل الآن إلى صوت الحراك، فلهم نظرة مزدوجة للرأي الآخر، فقط يحق الحراك المطالبة بفك الارتباط والانفصال من اليمن وعودة الجنوب العربي كنظام دولة بالرغم أن الجمهوريات الجنوبية السابقة كانت تحمل تسمية اليمن، اليمن الجنوبي ومن ثم اليمن الديمقراطي.

لو نظرنا للتاريخ الجنوبي، عدن كان لها نظامها الحكومي الخاص وكذا السلطانات الكثيرية والمهرة والقعيطية وكان لكل منهم نظامها وعلمها الخاص وحتى طوابعها. وتحت العنف المسلح والدموي استولت الجبهة القومية على كل هذا دون استفتاء الشعب في الجنوب العربي... فلهذا للعدنيين والحضارمة وأهل المهرة الحق بطرح مظالمهم ومطالبهم المشروعة ولا يحق للحراكيين مصادرة الرأي الآخر.

وهذا درس جديد للحراكيين ليتعلموا وليعرفوا لماذا ظهرت هذه الدعوات الآن لان أبناء هذه المناطق ظلوا على مدى حكم النظام الشمولي الجنوبي السابق والذي ارتبط بالشيوعية وكذلك أثناء نظام المخلوع صالح الفاسد تحت المعاناة والظلم المتكرر فهم لا يريدون عودة القتلة والسفاحين وكأن لم يحدث شئ وعفا الله عما سلف عن كل الجرائم السابقة وأيضاً تأكيد ضمنياً أن ليس كل الجنوب حراك وليس كل الجنوب مع تصالح وتسامح الرفاق المجرمين الذين أوقعونا واوصلونا فيما نعانيه اليوم وأيضاً ليس مع عودتهم كقيادة كأننا ومازالنا لا نعي ولا نفهم ولم نتعلم من دروس الماضي الدموي وما بني على باطل سيظل باطلاً